بقلم:عباس الصباغ
من غرائب الصدف ان تمر ذكرى اليوم العالمي للطفل في الـ 20 تشرين الثاني المنصرم وهو يوم اليونيسف السنوي المخصص للعمل من أجل الأطفال ومن قبلهم بمناسبة اعتماد اتفاقية حقوق الطفل من كل عام ، ولابد من التعريج على واقع الطفل المحتفى به في هذا اليوم اذ يعيش اطفال غزة الشهيدة ذروة اعمال الانتهاكات ضد الاطفال فقد قتل منهم الآلاف وطمروا تحت ركام الانقاض (اكثر من 4600 طفل في غزة قتلوا خلال خمسة أسابيع فقط قبل عقد الهدنة "الانسانية " منهم الكثير من الرضع والخدج). ومن المضحك والمبكي ان يحتفي المجتمع الدولي بهذا اليوم بالتزامن مع حدوث انتهاكات مريعة وكثيرة في جميع انحاء العالم من ناحية التعنيف الأسري والمجتمعي والتمييز والاقصاء لهم فضلا عن مسالة عمالة الاطفال المنتشرة في المجتمعات الفقيرة من دول العالم الثالث وبين الطبقات المجتمعية التي ترزح تحت مستوى الفقر مع تنامي التنمر اللفظي والمادي والجنسي ضد الطفولة بالرغم من تشريع القوانين الاممية والوطنية الخاصة بالكثير من الدول لكنها بقيت دون معالجة فعلية على ارض الواقع وبقي الطفل يعاني من خطر الحروب والاشتباكات التي تهدد حياته مع ان اتفاقية جنيف الرابعة مع ملاحقها تؤكد على وجوب التمييز والتفرقة بين المقاتل الذي يحمل السلاح ويتخندق ضد العدو عن غيره ممّن لايحمل السلاح وبالتأكيد يكون الطفل ضمن هذا التصنيف لان قواه العقلية والفسلجية تكون ابعد عن غيره ممّن يحمل السلاح ويقاتل وهكذا في كل الصراعات والاشتباكات التي يُعرّض فيها الاطفال الى هدم منازلهم وتجويعهم وحرمانهم من ابسط مستلزمات الحياة ولايتم معاملتهم كبشر لهم كرامتهم وحقوقهم المكفولة في جميع المواثيق والاعراف الدولية والانسانية كما حدث في غزة .. وتعد اتفاقية جنيف التي وقعتها( 193) دولة هي من اكثر الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها واهم وثيقة دولية دخلت حيز التطبيق واسست الاتفاقية على أساس حق الاطفال بالمعيشة في ظروف آمنة وصحية بغضّ النظر عن الجنس والدين واللغة والعرق والوضع الاجتماعي، وتحتوي على معايير متفق عليها دوليا والتزامات لا يمكن تغييرها، كما قامت الامم المتحدة بتحديد لجنة لحقوق الاطفال للتحقق كل خمس سنوات من تقدم الدول في مجال حقوق الاطفال وما تقوم بتغييرات في قوانينها المحلية لصالح الاطفال وحقوقهم (كما يُفترض) ، وذلك في موادها التي ناهزت الـ(159) فضلا عن ملاحقها وهي تفصّل جميع الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الطفل . ان الهدف الظاهر من الاحتفاء العالمي بيوم الطفل الدولي : هو 1 ـ ضرورة الانتباه لتحقيق أمان ورفاهية الأطفال في كل مكان في العالم 2ـ التعاون والالتزام بها من أجل الأجيال القادمة3ـ ضمان حقوق الأطفال في جميع المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية 4ـ المساعدة على زيادة التوعية والتركيز على حقوق الأطفال ونشر المعرفة حول ما يواجهه الطفل على مستوى العالم 5 ـ تمكين جميع الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم أو الرعاية الصحية أو غيرها وعدم حرمانهم من حقوقهم . ومع هذا فقد بقيت حقوق الطفل منتهكة من بسبب الصراعات المسلحة والمساجلات السياسية التي تدور حول العالم وبسبب المظالم المجتمعية والتعنيف الاسري بسبب كبار قليلي الوعي ومنعدمي الضمير وبقيت اكثر تلك الاتفاقيات والمواثيق مجرد ديباجات انشائية ومصفوفات لغوية بقيت حبرا على ورق .
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- البعد السياسي ليوم الغدير
- فلسطين والجامعات العالمية والصدام الكبير