- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط" في دهوك
بقلم : عبود مزهر الكرخي
طالعتنا الأخبار بانعقاد "منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط" في دهوك وهو النسخة الرابعة من هذا المؤتمر والذي تطبل له حكومة كردستان ، والذي تنظمه الجامعة الأمريكية في دهوك وبمشاركة نحو 400 شخصية من الأكراد ومن شخصيات وبريطانية ، كلهم يقعون في دائرة الشبهات من أمثال السفير الأمريكي السابق(زلماي حليل زادة)ورئيس الوزراء السابق البريطاني(بوريس جونسون) ، ومبعوثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ، والسياسي البريطاني والوزير ورئيس حزب المحافظين البريطاني السابق نديم الزهاوي، ووزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار ، وطبيعي القادة الأكراد الذين يتسابقون الى هذا المنتدى من أمثال برهم صالح وهوشيار زيباري ومن لف لفهم.
ولكن الأنكى من ذلك أن هناك مشاركة من الحكومة وبغداد ممثلة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي، وحتى هناك أخبار مشاركة السيد عمار الحكيم ، ولا يستبعد وجود مشاركة صهيونية في المؤتمر وسوف تغلف بمشاركة شخصيات أجنبية وبمسميات أخرى غير الصهيوينة ، ومن خلال الجنسيات المزدوجة التي يحملونها تلك الشخصيات.
وعن هدف هذا المنتدى الظاهري والملمع هو " من المقرر أن يناقش المنتدى آخر التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة والعالم ومستقبل الشرق الأوسط، وسبل تعزيز السلام والاستقرار من خلال لقاءات قمّة، ومناقشات حصرية متخصصة، وشراكات فاعلة مع أشهر المؤسسات وجمع صناع القرار معاً من أجل تشخيص وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه المنطقة ".
وقد حضر القادة الأكراد المؤتمر لأنه يمثل واجهة اعلامية مهمة لهم، ولنأخذ مثال عن ما تقوله احدى المنظمات لهذا المؤتمر المشبوه وهي أجين سعدي، مديرة قسم التخطيط في الجامعة الأمريكية في كوردستان، حيث رأت أنه " الآن بعد أن أصبحت المنطقة تمر بوضع متقلب وحساس، نقول للمنطقة والعالم إن هناك جامعة في المنطقة تقع في منطقة آمنة مسالمة، تستقطب الآراء المختلفة، حول الأحداث والقضايا الرئيسية في العالم".
وأضافت، "الضيوف والمشاركين في مؤتمر Meps الذين يأتون من الخارج سيفهمون أهمية إقليم كوردستان من حيث الاستقرار والتعدد الثقافي والتعايش بين المكونات، والتقدم من الناحية السياسية والاقتصادية والتجارية والقطاعات المختلفة، وسيركزون في وجهات نظرهم على إقليم كوردستان ويقرأون بشكل أكثر إيجابية عن المنطقة".
لأنه ويبدو أن كردستان ليس اقليم بل جمهورية منفصلة عن العراق وهو مرتبط بالاسم فقط ، وهذا ما يقر به كل الشعب العراقي، والراعية لهذا المؤتمر هو الأب الروحي للأكراد وهم أمريكا ممثلة بهذه الجامعة والذي نضع عليها الف علامة استفهام؟؟؟من حيث الأدوار المشبوهة التي تقوم سواء في العراق، أو في كل الدول العربية والشرق الأوسط.
المهم تكلم في أول يوم رئيس جمهورية كردستان(وأؤكد على هذه التسمية)نيجرفان البارزاني ولنأخذ بعض من كلامه، لأنه أول ما تطرق كالعادة عن المشاكل والعقبات بين الحكومة الاتحادية وكردستان ومن بينها " ضرورة "العودة إلى أسس الشراكة والتوافق والتوازن التي بني عليها العراق الجديد، وأن تكون المكونات كلها مشاركة في القرار السياسي وفي إدارة البلد"، موضحاً أن "مفتاح استقرار العراق هو حل مشاكل إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية، وكل ما نحتاجه هو إرادة سياسية لحل المشاكل".
وكأن الأكراد هم ملتزمين بالدستور وحمائم سلام ولا يخرقون الدستور بأي شكل من الأشكال، وهذه السياسة الوديعة والناعمة، هي تتم بنفس الأسلوب والوسائل التي يعمل بها الصهاينة في تصويرهم بأنهم ضحايا للعنف والتطرف الفلسطيني والإسلامي عموماً، ونفس الشيء ينطبق على الأكراد وهذا يوضح أنهم تربية صهيونية خالصة، وهم خارجين من رحم الصهيونية الاسرائيلية وبدون أي نقاش، والتاريخ يشهد عن علاقات القادة الأكراد والأكراد بإسرائيل واليهود وهي واضحة وضوح الشمس ولا تحجبها اي غربال للتحريف والتزوير.
ليضيف ولكلام مثير للسخرية "عدم الالتزام بالدستور تسبب في الكثير من المشاكل والخلافات وعدم الاستقرار".
وتابع: "يجب العودة إلى أسس الشراكة والتوافق والتوازن التي بني عليها العراق الجديد"، داعياً الأطراف السياسية العراقية إلى"مساعدة الحكومة ومؤسسات الدولة على تنفيذ الدستور"، وشدد على أن "العمل وفق روح ومضمون الدستور العراقي يجعل حل المشاكل يسيراً، وكل خطوة تضعف الاستقرار السياسي في البلد تخرّب حياة شعب العراق"، موضحاً أن "مفتاح استقرار العراق هو حل مشاكل إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية العراقية، وكل ما نحتاجه هو إرادة سياسية لحل المشاكل من جانب الأطراف السياسية".
ولفت إلى أن "إقليم كوردستان مستعد لحل مشاكله مع بغداد وفقاً للدستور ومن خلال التفاهم المشترك، وأن إقليم كوردستان مستعد لحل مشاكله مع بغداد حلاً يصب في مصلحة البلد كله ويضمن الحقوق الدستورية للجميع"، ذاكراً أن "استمرار الحوار بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية أمراً مهماً للغاية".
وأنقل هذا الكلام والتصريحات لهذه الشخصية والتي يعرف كل عراقي أن من أحد أسباب الفوضى والمحن والويلات التي في العراق هو الخنجر الدامي المزروع في خاصرة العراق وشعبه هو كردستان والذي زرعته وتدعمه أمريكا والصهاينة دعم غير محدود، وكردستان هي أحدى أبناء الزنا إلى العم سام والصهاينة، والتي من يحاول أن ينفي هذه العلاقة، أقول أنك تسير في ركب هؤلاء الثلاثة وتدور في فلكهم بدون أدنى شك.
ولو راجعنا تاريخ الأكراد وفي مقدمتهم التحالف الكردستاني مع الدولة العراقية الذي كان يدعي أنه قد شرب من نفس الكأس الذي شربه الشيعة من ظلم المقبور صدام ولذلك يجب ان يكونون في تحالفهم مع الشيعة بحكم التقارب الفكري والظلم الموحد من قبل الصنم.
ولكن كانوا في داخلهم يخططون بمعزل عن حليفهم الأصلي ولمصلحتهم العرقية فقط وحتى لو أدى ذلك إلى فشل هذه التجربة الديمقراطية الفتية فهم عملوا منذ اليوم الأول وبشكل منظم على تحقيق مصالحهم الخاصة العرقية الضيقة وعلى حساب الشيعة بالاستحواذ على مناطق تدعي أنهم مناطق كردستانية والعمل على ذلك بالتهجير القسري للعرب الموجودين في هذه المناطق وعمل سياسة التهديد والترغيب مع العرب والتركمان لإسكات الأصوات المعرضة والتغيير الديموغرافي لهذه المناطق بإسكان بدلهم أكراد وحتى تغيير السجلات الرسمية بجعل هؤلاء المواطنين هم من المواطنين الأصليين وليس هم حديثاً قد استوطنوا.
ولنكشف كل الأوراق لأن المسألة وصلت وكما يقول المثل قد وصلت إلى النخاع وتكشفت كل الأوراق ولا داعي للسكوت بعد الآن وإخراج العبارات والكلمات الخجولة، ولنكشفها والتي يعرفها كل عراقي والذي عاصر فترة السقوط ومجيء مفهوم الحواسم السيئ الصيت فان كل العجلات الحكومية وكذلك التابعة للجيش والشرطة وحتى الممتلكات الحكومية قد تم تهريبها إلى الشمال وتم ذلك بشكل منظم واستخدمت لخدمتهم بدون وجود أي وازع أخلاقي أو وطني من إن هذه المواد تعود لدولة يدعون أنهم جزء منها وأنهم ناضلوا من أجل قيام دولة العدل والمساواة والمفاهيم الصحيحة وهذا معروف كما قلت آنفاً لدى كل عراقي ولم أذكر الوازع الديني لأنهم معروفون ببعدهم الكبير عن هذا الوازع ولا يعترفون به أصلاً.
وجاءت الدولة وعمل دولة المؤسسات بعد أن ابتلى العراق بفترة من الفوضى وغياب الدولة وجاءت الانتخابات وتنفس العراقيون الصعداء لرجوع النظام والقانون الذين افتقدوه منذ تولي الصنم فماذا عملوا؟ قاموا بعمل العراقيل أمام كل وزارة تقوم وفرض سياسة الأمر الواقع في سبيل تمشية القوانين والقرارات واستثمار كل ذلك لصالحهم وليذهب الآخرون إلى الجحيم كما يقول المثل بدءاً من التمسك بالوزارات على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية وفي كل دوائر الدولة فيجب إن يكون هناك مسئول كردي في كل مؤسسة دولة بغض النظر عن كفاءته لهذا المنصب وتبين على طول هذه الفترة مدى تفاهة وعدم فهم هؤلاء الوزراء والمدراء الموجودين في مناصبهم وحتى نوابهم الذين كانوا يعملون على إملاء الوزارة أو الدائرة المسئول عنها بالأكراد وأكبر مثال وزارة الخارجية والتي أصبحت بعض السفارات كلها أكراد بحيث تدخل على السفارة لا تجد أحد من يتحدث اللغة العربية لأن السفير المحترم كردي وكذلك إنشاء القنصليات لكردستان في العالم بجهود وزيرهم المحترم زيباري وكل من اتى بعده لأنه يعمل من اجل عرقيته وليس من اجل وطنه وبلده ونفس الشيء حدث في مرافق الدولة في الداخل وكثر الفساد الإداري والمالي وحادثة فساد الوزيرة الكردية (نسرين براوري)والتي ثبت تورطها في مسائل فساد مالي كبيرة ولكن تم السكوت عليها والتكتم عليها أكراماً للديمقراطية التوافقية الذي أطلق مصطلحها الجديد والذي غير موجود في كل مصطلحات السياسة مام جلال وكانوا المعول الآخر في تهديم الدولة العراقية وفي إشاعة مفاهيم التوافق والتي أنطلق منها الفساد الإداري والمالي واقتطاع مساحات مهمة وكبيرة من البلد بحجة أنها ضمن مناطق كردستان وإطلاق مصطلح جديد وغريب وفي داخل الدولة هو المناطق المتنازع عليها وفرض ذلك بقوة ميليشيات البيشمركة والتي اعتبرت قوة نظامية ومن الجيش العراقي مع العلم أن ليس لوزارة الدفاع والدولة أي أشراف عليها ولعبت قوات الاشايس السيئة والمكروهة على الأكراد والعرب على فرض بالقوة وبشكل مطابق تماماً لأجهزة الأمن والمخابرات في زمن الصنم صدام وفي أخر الأمر لم يتم فرض دولة القانون في هذه المناطق والذين كانوا سياسيوهم ينادون بقيام دولة المؤسسات ولكن كانوا أبعد ما يكونون عن ذلك.
والذي سوف في جزئنا القادم إن شاء الله سوف نكمل تاريخ الأكراد مع العراق وهو تاريخ غير مشرف ويندى له جبين كل إنسان شريف يؤمن بقيم العدالة والشرف والغيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟