بقلم: علي حسين
إذا كان جنابك من الذين يتابعون صور ساستنا "الأفاضل"، فأتمنى أن تشاهد صورة النائب باسم خشان وهو يقف مبتسماً إلى جانب راعي "الحركة الوطنية" جمال الكربولي، وحولهم عدد من الذين يرفعون أصابعهم بعلامة النصر، وخلفهم صورة كبيرة للزعيم الكربولي.
في هذه الزاوية وقبل عام كتبت مقالاً أنتصر فيه للنائب باسم خشان في معركته مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وكنت أتمنى عليه في ذلك الوقت أن يترك طريق المحكمة الاتحادية ويذهب باتجاه طريق محافظته المثنى والتي وصل بأصوات أبنائها إلى قبة البرلمان، فهذه المحافظة التي تعاني من الإهمال لا تزال تتصدر بيانات وزارة التخطيط باعتبارها المحافظة الأشد فقراً، لكن يبدو أن السيد النائب يعتقد أن مهمته في البرلمان تقتصر على الجري وراء المحكمة الاتحادية، ونسي أو تناسى أن هذه المحكمة نفسها أدخلتنا من قبل في دوامات من الحيرة، بقراراتها، مرة قرار ثوري عن الكتلة الأكبر، ومرات تدهشنا باختراعها الثلث المعطل. ولا ندري ماذا تخبئ لنا من مفاجآت بعد أن صمتت على نهب أموال البلاد.. ولكي يطمئن جنابك فإن المعركة بين النائب باسم خشان والرئيس السابق للبرلمان محمد الحلبوسي ليست من أجل تقديم خدمات للناس الذين انتخبوهم، وإنما معركة شخصية دارت داخل قبة البرلمان.
هل هناك ما هو أسوأ؟ نعم، سأخبر جنابك أن الفتى المدلل "نور زهير" تحول إلى وزير ظل، مثلما أخبرنا النائب مصطفى سند الذي أكد أن نور زهير يدير وزارة بالظل وتحال إليه العقود والصفقات.
هذه هي الصور التي أمامك عزيزي القارئ: معارك الساسة ضد الناس، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة خطف الكراسي والتسلل إلى مؤسسات الدولة بشعارات كاذبة.
معظم سياسيينا روجوا للعديد من الأكاذيب وصدقوها، وطلبوا منا أن نؤمن بها، ولعل أبرزها أنهم مكلفون شرعاً بحكم هذا الشعب وتولي أموره، وأنهم ليسوا بشراً مثلنا يصيبون ويخطئون، بل هم نوع نادر من الملائكة لا يأتيهم الباطل من خلفهم ولا من أمامهم.
عشنا خلال السنوات الماضية مع سياسيين يعتبرون الدفاع عن أخطائهم واجباً على كل مواطن، والكثير منهم لديهم ميول غريزية إلى الكوميديا، وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جداً محاولة فهم أن باسم خشان الذي أخبرنا ذات يوم أنه كتب بيان مطالب احتجاجات تشرين، يقف اليوم إلى جوار سياسي متهم بالفساد ونهب أموال الدولة.
كانت الحاجة تبرز إلى تشكيل نخبة سياسية فاعلة ومسؤولة، غير عاجزة عن قيادة حركة تعبِّر عن صوت الناخب، وتحترم معاناته وتستجيب لتطلعاته.
للاسف لا يريد السيد باسم خشان، أن يستوعب أن الشعوب لا تذهب إلى المستقبل ومستنقعات الفساد السياسية تحيط بها من كل جانب.
أقرأ ايضاً
- الابعاد الاستراتيجية لتطوير تشريعات الاحوال الشخصية
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- ماشاء الله! هل تصدقون.. العراق خامسا عربيا بالسعادة!