- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حماس تسقط آوريم.. ماذا تعرف عن الوحدة 8200
بقلم: انتصار الماهود
آوريم هو حجر يرتديه رئيس الكهنة، و إمتلاكه من أعظم الإمتيازات الممنوحة للعائلة الكهنوتية، و إستعمال هذا الحجر كان ليعلن عن إرادة الله، في الازمات القوية والتنبؤ بالمستقبل والحكم بالذنب أو البراءة.
سؤال منطقي ستسأل نفسك، ما الربط بين آوريم وحماس والوحدة 8200؟ لنتفق أولا أن الكيان المؤقت، قائم على أساس ديني قومي، وليس على أساس المواطنة والأرض، ودائما ما تبرر أفعال الكيان، وأي عمل يقومون به على أسس تأريخية دينية، لذا تم انشاء الوحدة 8200 معتمدين على روايات دينية توراتية مشرعنة لتطبيقها.
فما هي الوحدة 8200، متى تم انشاؤها وما هي أعمالها تحديدا؟
هي وحدة عسكرية إستخباراتية تم تأسيسها عام 1952، فبعد العام 1948، أحس الكيان والذي ينظر لنفسه بأنه دولة صغيرة، يحيط بها الأعداء من كل مكان، ويجب أن يتطور مخابراتيا وإستخباراتيا من أجل تعويض الفرق بينه، وبين الدول المحيطة، لذلك تم انشاء الوحدة 8200 ومسؤوليتها التجسس الإلكتروني والتعرف على الإرهابيين، عن طريق جمع الإشارات و قيادة الحرب السيبرانية لصالح الكيان، كما تهتم بتطوير التقنيات الإستخبارية، وإختراق قواعد بيانات الدول المعادية له وتدميرها إن لزم الامر.
يتم إختيار أعضاء هذه الوحدة، عن طريق إختبارات بدنية و عقلية ونفسية مكثفة، ويتم تقسيمهم الى مسارين:
1. المسار الأول أوفيك، ومرشحو هذا المسار من ذوي القدرات والمعلومات المناسبة، ويتلقون تدريبات قبل الخدمة لمدة 2-3 سنوات.
2. المسار الثاني شاكاف، وهم مرشحون يمتلكون مؤهلات أكاديمية متقدمة، ويحصلون على تدريبات مكثفة تصل ل 4 سنوات.
شعارهم السماء هي الحد، أي لا حدود لسقف عملهم وطموحهم، ويتم عن طريقهم الترويج لأساطير، تضخم من قدرة الكيان وهي لا تستند الى واقع بالطبع، لكن الحرب النفسية والمعلوماتية، التي تقودها هذه الوحدة تبيح كل شيء وبأي وسيلة كانت.
لقد كان للوحدة 8200 صورة مخيفة تدب الرعب في الدول المجاورة، بسبب قدرة الكيان على فعل أي شيء ووصولهم لأي شيء، يبغون الوصول له دون رادع أو حد، حتى جاء العام 1973 حيث حدثت إنتكاسة خطرة للوحدة، بسبب أسر أحد كبار ضباطها، وهو عاموس ليفنسبرغ على يد القوات السورية والذين تمكنوا ببراعتهم، و إستغلال نقطة ضعفه، وهي الرهاب من الأماكن المغلقة، من إنتزاع معلومات قوضت هذه الوحدة وحطمت أسطورتها، ووقع الامر كالصاعقة على الإسرائيلين، الذين سارعوا الى إعادة هيكلة وتجديد تلك الوحدة وتطويرها. (تخيل لقد كان بإمكانهم التصنت على هواتف الزعماء العرب ومعرفة عن ماذا يتحدثون وما هي مخططاتهم وبكل سهولة).
تمكنت الوحدة 8200 من زرع عناصرها، في أشهر وأقوى الشركات المختصة بالتكنولوجيا والأمن السيبراني في العالم، من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من المعلومات، وتحليلها عبر قواعد البيانات وإستخدامها لصالحهم، وكانت السبب في حوادث أمنية سيبرانية، مثل تسريب معلومات خاصة، بعملاء الشركة الأمنية (ناروس Narus)، والتي يملكها اليهودي كوهين الى وكالة الامن القومي الأمريكي، والذي تسببت بفضيحة كبيرة آنذاك، كما لا ننسى حادث مفاعل نطنز النووي في إيران، حيث تسبب فيروس (ستكسنت Stuxnet)، الذي أطلقته الوحدة 8200 بتوقيف 10% من أجهزة الطرد المركزي، للمفاعل عن العمل، ويعتبر هذا الفيروس الاكثر تطورا وتقدما، وهو نتاج تعاون (المخابرات المركزية الأمريكية ، وكالة الأمن القومي الامريكي، الموساد، الوحدة 8200)، والغاية منه هو إيقاف البرنامج النووي الإيراني وتعطيله، من أجل التوصل الى إتفاق مع إيران بشأنه.
تعتبر حركة حماس الوحيدة، التي إستطاعت إختراق الوحدة 8200 وأسر بعض أفرادها، حينما إقتحمت أحد الوحدات العسكرية بغلاف غزة في عمليات طوفان الأقصى ، وإسخدمت أساليب أربكت الإسرائيلين، مثل تشتيت المراقبة والمباغتة بالهجوم، عن طريق المظليين وإسقاط الصواريخ بآن واحد، والذي خلق حالة من الذعر والتشتيت والذهول في الأوساط العسكرية، فكيف تمكنت حماس رغم تشديد المراقبة عليها، من خلق هذه الفجوة الأمنية الكبرى.
إن نخبة النخبة الصهيونية لم يتوقف دورها داخل وحول حدود فلسطين، بل تعداه لتفعيل الحرب السيبرانية النفسية، عن طريق نشر الشائعات والفتن والأخبار الكاذبة بين المذاهب والطوائف والحركات بإسم الشعب الفلسطيني، فيتم شتم حماس بإسم فتح، وشتم فتح بإسم حماس و الفلسطيني يشتم العراقي مثلا، حتى تتوسع الفتنة التي أطلقتها الوحدة، لتشمل دولا مجاورة وصديقة لفلسطين، إضافة لإغراق مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية، بمواد مفبركة ومقاطع مزيفة بإحترافية شديدة، لتروج للفتنة والشقاق، فإحذروا كل الحذر من هذه الوحدة ومخططاتها الخبيثة، فحربها تختلف وأدواتها شيطانية تتيح لها كل شيء وأي شيء من أجل أن تحمي الكيان المؤقت والذي سيزول قريبا.