- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فاجعتا العبارة والحمدانية.. متى يعدم الجناة ؟
بقلم: ابراهيم الحبيب
مرة أخرى وليست الأخيرة نرتشف من عبق الحنظل الذي يشاركنا ويأبى أن يفارقنا، نحن العراقيون المساكين المصدوعة رؤوسنا بالعبارات التالية:
- الحادث ليس جنائياً
- إعلان الحداد العام
- إيقاف العاملين وأصحاب المشاريع
- توجيهات حكومية لتقديم الإغاثة
- الإشراف على عمليات الإنقاذ
- علاج الجرحى والمصابين
- تشكيل لجنة تحقيقية
- إحصاء الضحايا لضمان حقوقهم وتعويض ذويهم ... والقائمة طويلة.
فجعت الأهالي مساء الثلاثاء، إثر حادث الحريق المؤسف في إحدى قاعات الأعراس بقضاء الحمدانية ضمن محافظة نينوى، حيث تحوّلت لحظات الفرح إلى مأتم، وخلف المئات من الضحايا والمصابين، السلطات أعلنت أن الحادث بسبب فقدان لإجراءات السلامة والأمان، وقبل سنوات خلال حادثة غرق عبارة الجزيرة السياحية في الموصل عام 2019 كان الحادث لنفس السبب، ولو أردت الإسهاب لذكرت المئات من الحوادث المشتركة بالأسباب، واذا عدنا إلى مأساة قريبة نتذكر حادثة القطارة في كربلاء المقدسة.
إذن علينا أن نضع خطوط حمراء تحت عبارة إجراءات السلامة !!!
من المسؤول؟
مع كل فاجعة وحادثة مأساوية تأكل الأسئلة تفكيري وتؤرقني، تجعل ليلي ونهاري متشابهان، وأعجز عن الإجابة على أسئلتي التالية:
لماذا أسواقنا وشوارعنا ومؤسساتنا الصحية والتعليمية والخدمية وحتى بيوتنا ممتلئة بالمخالفات والقنابل الموقوتة؟
لماذا لا نرى عقوبات رادعة تنفذ تجاه المخالفين لشروط السلامة؟
لماذا يتم الإغلاق بعد الفاجعة؟
هل قانون الدفاع المدني جيد لكنه غير مطبق؛ ام بحاجة إلى تعديلات؟
لماذا لا تستيقظ الضمائر بعد سباتها العميق وينتفض الحس والشعور بالمسؤولية إلا بعد الفواجع التي تزهق حياة الناس، ومتى سيزول الجشع والاستغلال، وعودة وعي المواطن واهتمامه بالقوانين وتفعيل الدور الرقابي.
إنّ مأساتنا كبيرة وكثيرة، وهي نتاج مزدوج بين تقصير المسؤول، وغياب الوعي، والتهاون في تنفيذ القانون فلذا أرى لزاماً علينا إعدام الجناة (أي المشاريع غير الملتزمة بقوانين السلامة) سواء كان تقصيرهم عن جهل أو جشع، وتنفيذ الإعدام عبر مقاطعة مشاريع الساندويتش بنل، قاطعوا رياض الأطفال والمدارس وقاعات المناسبات والفنادق والمطاعم والأسواق التجارية ومحطات تعبة الوقود وأي مشروع مشيد بطريقة الساندويتش بنل والكوبوند، ولتبقى هذه المقاطعة مستمرة لحين تفعيل دور السيطرة النوعية على أمل أن تخلوا الأسواق من المواد المساعدة والمعززة للاحتراق.
شكراً لرجالات الصحة والدفاع المدني على جهودهم المبذولة مع كل فاجعة تلم ببلادنا، وللغيارى المدنيين الذين يشكلون فرقاً تطوعية بصورة تلقائية في كل حدث، ولأرواح من رحلوا إلى بارئهم الطمأنينة والرضوان ولنا جميعا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!