- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ممثل السيستاني لوفود الدول في الأربعين: البشرية متعطشة لمبادئ الامام الحسين
بقلم:حسن الهاشمي
هل الامام الحسين عليه السلام للشيعة أم للمسلمين أم للبشرية جمعاء؟! ولكي نفك الملازمة بين من يراه إماما معصوما مفترض الطاعة، وبين من يراه صحابيا جليلا مفترض الاحترام، وبين من يراه حرا كريما مفترض الاقتداء، فالمحبة لهذه الشخصية الفريدة هي القاسم المشترك بين هذه الأطياف الثلاثة، فالإمام الهمام بسيرته العطرة وبمواقفه النبيلة وبعطائه الثر قد استولى على قلوب الجميع حتى اعدائه، ولكن الانخداع بالدنيا الدنية هي التي جعلتهم يرتكبون تلك الجريمة الشنعاء. من هذا المنطلق فان ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال استقباله لضيوف المؤتمر الدولي السابع لزيارة الأربعين والذي يضم (26) دولة عربية وأجنبية يوم الأربعاء: 06-09-2023م قد وضع النقاط على الحروف حينما قال: (ان البشرية الان بأمس الحاجة الى مبادئ الامام الحسين (عليه السلام)، لأنه استطاع بما يحمله من القمة والمجد ان يعبر الحدود الفاصلة بين الاديان وبين القوميات، والحدود الفاصلة بين الاوطان، حتى جمع في ثورته اصحاب اديان وقوميات مختلفة).
وعما يعتور العالم من مشاكل وهموم وأزمات وما يلزمه من أدوات وخطوات وحلول لتفاديها أشار سماحته باننا: (سعداء جدا ان نلتقي مع هذه الثلة ممن يحملون هموم الانسانية وجاؤوا هنا ليجدوا الحل عند الامام الحسين (عليه السلام)، للهموم التي تعيشها الانسانية بصورة عامة في الوقت الحاضر، ونستطيع القول في ضوء ما عبر عنه الحاضرون جميعا، ان الامام الحسين (عليه السلام) اصبح مهوى قلوب الأحرار في العالم أجمع).
وتأكيدا على عالمية النهضة الحسينية فان سماحة الشيخ الكربلائي أكد للضيوف الكرام على النقاط التالية:
1ـ الامام الحسين(عليه السلام)عاش في قلوبنا اكثر مما عاش الاب والام وغيرهم من البشرية في قلوبنا، ووصل هذا الحب الى حد ان الانسان يأتي مشيا على الاقدام او يتعرض في اية لحظة الى تفجير ارهابي أو قتل مروّع، هذا الحب الذي دفع الغني والفقير والرجل والمرأة والكبير والصغير والمعاق والذي لا يملك القدرة على السير، لان يخرج ويسير لمئات الكيلومترات ليزور ويخدم الامام الحسين (عليه السلام).
2ـ اذا اردنا ان نحيا في قلوب الناس فعلينا ان نحمل مبادئ وانسانية الامام الحسين، ليس الحسين (عليه السلام) هو القلب النابض للشيعة فحسب، بل هو القلب النابض للإنسانية جمعاء.
3ـ نقطة مهمة اثارها اولئك الذين تحدثوا لاسيما من دولتي هولندا والمانيا ارجو الالتفات اليها، فقد ذكروا التجربة الروحية والسيكولوجية التي يفتقدونها في بلدانهم، واذا اردنا ان نحل الكثير من المشاكل التي تعيشها البشرية في الوقت الحاضر، فعلينا ان نتعلم كيف عاش الامام الحسين (عليه السلام) مع الناس لنقتبس منها المعاني الروحية والنفسية والمعنوية.
4ـ لكي نبتعد عن الاحتراب الثقافي والفكري، علينا ان ندخل في عمق المبادئ الانسانية التي عاشها وعلمها الامام الحسين (عليه السلام)، وعلى سبيل المثال حينما صرع احد اصحابه وهو عبد اسود قاتل بين يديه واستشهد، جاء الامام الحسين(عليه السلام) وهو ابن بنت رسول الله وضع خده على خد العبد الاسود عندما استشهد، كذلك حينما تمكن من السيطرة على الماء واعدائه لم يكن لديهم ماء فسقاهم وسقى خيولهم ودوابهم، هكذا تعامل بإنسانية، بينما اعداءه حرموه من الماء حتى مات عطشانا.
5ـ نرجو من الإخوة ان ينقلوا ما وجوده في مسيرة الاربعين من تجسيد لمبادئ روحية ونفسية واخلاقية عالية، لكي يستطيع ان ينهض المجتمع البشري بمبادئ الحسين عليه السلام، التي نحن بأمس الحاجة لها في الوقت الحاضر اكثر من اي وقت مضى.
6ـ نحن بحاجة الى ان نحيي تلك المبادئ التي جسدها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وجسدها الامام الحسين والسيد المسيح (عليهما السلام)، اذ ان ما تعلمناه من الامام الحسين وما امرنا به المرجع السيد علي السيستاني في المعركة مع "داعش"، هناك مناطق لسكان ايزيديين واخرى للمسيحيين وغيرها للسنة كانت محاصرة من قبل عصابات "داعش" الارهابية، وامر المرجع الديني بنقل الاغذية والادوية وباقي الاحتياجات عن طريق رجال دين معممين مثلي مع ما فيها من تحديات وربما كانوا يتعرضون للخطر، فالقيام بهذه المهمة الصعبة ولفترات زمنية طويلة انما كانت على اساس انساني ووطني.
7ـ المأساة في واقعة الطف ليس لها نظير في العالم وخصوصا في قتل الرضيع وسبي النساء، فالإمام الحسين عليه السلام واخته زينب (عليها السلام) تحملوا كل تلك المصائب من اجلنا، حقا وكما قالت الحوراء زينب بعد كل تلك المآسي: (ما رأيت الا جميلا).
العالم المتأزم اليوم أحوج ما يكون لمبادئ الامام الحسين عليه السلام لما تحمل بين طياتها معاني النبل والكرامة والانسانية بأرقى مراتبها، تعامله بلطف مع الأعداء فضلا مع الأنصار، مساواته في التعامل بين العبد الأسود مع ابنه علي الأكبر قبل واثناء واقعة الطف، القاء الحجة مرارا على اولئك الذين خرجوا لقتاله رأفة بهم من سوء العاقبة، التضحية بالنفس في سبيل القيم والمقدسات ومكارم الأخلاق وكما هو واضح فان الجود بالنفس أسمى غاية الجود، غيرته على دينه وعرضه ومقدساته، صبره، شكيمته، تقواه، علمه، مواساته، شجاعته، وغيرها من المبادئ التي لا يكمن الاستغناء عنها لمن يريد ان يبني حضارة مدنية قائمة على أساس حضارة معنوية، ونقولها بضرس قاطع ان أفضل من أرسى قواعد تلك الحضارة الإلهية في الكون هو الامام الحسين عليه السلام بنهضته الخالدة ضد الجور والفسق والانحراف الأموي، وهو بذلك أضحى مهوى لقلوب جميع الأحرار في عالم الحرية والرفاه والتكامل.
أقرأ ايضاً
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم