فُجعت العديد من العوائل المشاركة بـ"الزيارة الأربعينية" في كربلاء المقدسة، من داخل وخارج العراق، بفقدان ذويها في حوادث الطرق خلال الأسبوعين الماضيين، وسط عدم التزام السائقين بالسرعة المحددة لهم، والإجهاد البدني للسائقين، إضافة إلى تهالك الطرق.
ويقول مروان السعدون، مدير دائرة المرور في محافظة واسط، التي يدخلها ملايين الزوار الإيرانيين، إن "التعليمات المركزية حددت السرعة القصوى للمركبات بـ80 كيلومتراً في الساعة، مع فرض غرامة تصل إلى 200 ألف دينار بحق المخالفين".
ويؤكد السعدون، أن "الطرق الخارجية في المحافظة والتي تمتد من المنفذ الحدودي مع إيران وانتهاءً بالحدود الإدارية مع محافظة بابل تتجاوز الـ180 كيلومترا، هي طرق لا تستوعب أعداد المركبات التي تسلكها، ولم تخضع إلى الصيانة الدورية التي تمكنها من تحمّل هذا الضغط".
ويتابع أن "عناصر مفارز المرور التي نشرت على طول الطريق يؤكدون على السائقين بضرورة أخذ قسط من الراحة، وتواجد سائق بديل إلى جانب السائق الأول للمركبة، لضمان إيصال الزائرين بسلام إلى كربلاء".
وبحسب السلطات الطبية في واسط، فإن الأسبوع الأول لانطلاق الزائرين سجل وفاة أكثر من 30 زائرا معظمهم من الإيرانيين، إضافة إلى تسجيل عدد يصل إلى الضعف من الجرحى بحوادث سير وقعت جنوب العراق تزامناً مع توافد حشود غفيرة من الزوّار إلى مدينة كربلاء المقدّسة لإحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين (عليه السلام).
وتشهد مدينة كربلاء المقدسة توافد ملايين الزوّار إليها سنوياً لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، أي مرور 40 يوماً على ذكرى واقعة الطفّ التي قُتل فيها ثالث الأئمة المعصومين في العاشر من محرّم من عام 61 للهجرة (680 ميلادية).
وتبلغ هذه المراسم ذروتها هذا العام اليوم الاربعاء، وقد تخلّلتها حتى ساعة كتابة هذا التقرير حوادث طرق متكرّرة في بلد يعاني من تهالك بناه التحتية.
وفي محافظة ذي قار، يؤكد مدير المرور هناك، وهو العميد زياد الحصونة، أن "السرعة الشديدة، وعدم الانتباه، والاجتياز الخاطئ من قبل السائقين هي أسباب الحوادث المرورية التي وقعت مؤخرا ضمن حدود المحافظة".
ويضيف الحصونة، أن مديريته "نشرت أكثر من 10 دوريات على طول الطريق الدولي من حدود محافظة البصرة إلى حدود محافظة المثنى من أجل توفير السلامة لزوار أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)"، داعيا سائقي المركبات إلى "الالتزام بالتعليمات المرورية وعدم قيادة المركبة في حالتي التعب والإعياء".
ويشدد على أهمية "الانتباه عند عبور الشارع من قبل الزائرين، للتأكد من خلوه من المركبات وخصوصا في الليل، لأن أكثر الطرق غير مضاءة"، كاشفا أن "امرأة وطفلا لقيا مصرعيهما ضمن حدود المحافظة مؤخرا خلال اجتيازهما للشارع دون الانتباه إلى المركبات القادمة".
ويؤكد عدد من شهود العيان المتواجدين في المواكب الحسينية التي تقدم الخدمات في هذه الطرق أن سبعة إيرانيين توفوا وأصيب ستّة آخرون بينهم سائق الباص وهو عراقي الجنسية، جرّاء حادث سير أدّى لانقلاب واحتراق باص صغير، موضحين أنّ الحادث وقع منتصف نهار الثلاثاء الماضي، على طريق رئيسي قرب بلدة بدرة غير البعيدة من الحدود مع إيران.
ويشير شهود العيان، إلى أن الطريق ذاته شهد حادثاً آخر وقع قبل ذلك بساعات صباح الثلاثاء وقُتل فيه زائر إيراني وأصيب 14 شخصاً بجروح، بينهم خمس نساء.
وأتى هذان الحادثان غداة حادث آخر وقع الإثنين على الطريق نفسه وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص هم سائق عراقي وأربعة زوّار إيرانيين، بينهم امرأتان، وإصابة 21 شخصاً آخر بجروح، جميعهم زوّار إيرانيون وبينهم ستّ نساء.
وفي محافظة ذي قار في جنوب العراق قضى سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة زوّار إيرانيين على الأقلّ، وأصيب 30 شخصاً بجروح، أغلبهم زوّار إيرانيون، في حادث مروري.
ووقع الحادث على الطريق الدولي السريع قرب مدينة الناصرية وهو مسلك رئيسي للزوّار المتّجهين إلى كربلاء.
وتشهد الطرق العراقية حوادث متكررة ناجمة خصوصاً عن تهالك البنى التحتية وعدم احترام السائقين قواعد السلامة والقيادة.
وبحسب بيانات وتقارير وزارة الصحة فقد قضى في حوادث السير في العراق في العام 2022 أكثر من 4900 شخص.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- لتقيهم برد الشتاء القارص العتبة الحسينية تجهز العائلات اللبنانية الوافدة في سوريا بملابس شتائية(صور)
- الألغام.. عشرات الآلاف من الضحايا وملف التطهير مازال عصيا