ولد محمد حسن عباس جواد محفوظ في مدينة كربلاء المقدسة في العام (1942) وسرد سيرته وذكرياته وحياته في عالم الخياطة وتجارة الاقمشة منذ العهد الملكي مرورا بالعقود الزمنية التي تلته، والحركة التجارية في كربلاء، واشهر الخياطين والتجار، ومجالس الادباء ومرافقته لابن عمه العالم العراقي المتخصص باللغات الشرقية الدكتور حسين علي محفوظ.
في العهد الملكي
يتذكر الحركة التجارية في مدينة كربلاء في العهد الملكي وتحديدا في العام (1955) حيث زامل ابن عمه بياع الاقمشة الصوفية من الدرجة الاولى جواد محفوظ، حينما كان يبيع بحدود (50 ــ 60) قطعة قماش من الصوف بالأقساط، وكان سعر المتر ثلاثة دنانير ويدفع المشتري شهريا دينارين فقط بعد كفالته من قبل شخص موثوق، وكان حينها يعمل خياطا للالبسة الرجالية مقابل جامع الصافي قرب باب الشهداء حاليا (منطقة بين الحرمين)، واستمر فيها الى العقد الثمانيني ثم اتجه الى تجارة الاقمشة، حيث تقلص الاستيراد ولكنه حصل على اجازة استيراد ولم يستفد منها لفارق السعر بين الاقمشة المستوردة من انكلترا والمستوردة من الكويت، واعتمد على صديقه سيد حميد زيني الذي ساعده في تحمل اعباء العمل، ثم اصبح يشتري القماش من الحاج داود الحضري تاجر الاقمشة بالجملة ويعمل بها، وقام ببيع انواع مشهورة من اقمشة الصوف مثل (جون تايلر والسيلكا والهيلدا) واستفاد منها كثيرا، وكانت الحركة التجارية نشطة جدا لغاية العقد الثمانيني، وكان من تجار الصوف المشهورين حينها جواد محفوظ وسيد فاضل الشامي وسيد محمد السربادي وقلوم علي وسيد رشيد نصر الله في سوق التجار الكبير، وزبائنه جميع الموظفين الذين كانوا يرتدون البدلات الرجالية (القاط) قبل دخول البدلات الجاهزة من مناشئ اوروبية في بداية الثمانينيات التي اثرت كثيرا على عمل الخياطين، بينما اختص الخياطون سيد عبد عون وحسن نعناع بخياطة الصاية والجاكيت".
انواع الاقمشة والمكائن
ويتذكر محفوظ سعر البدلات الرجالية التي كان يخيطها بسعر ثلاثة دنانير فقط في ستينيات القرن الماضي ثم ارتفعت الى خمسة دنانير، وكانت الاقمشة المشهورة هي الانكليزية، ويحتفظ ببدلات منها الى الآن، اما مكائن الخياطة في حينها فكانت من علامة (براذر) المشهورة، وكانت مدة خياطة البدلة عنده وهو الاشهر بين باقي الخياطين في كربلاء حيث بدأ العمل في العام (1958)، تصل بين (3ــ4) اشهر، ويعمد على تخفيض السعر لبعض العرسان من قليلي الدخل لانهم يتباهون بخياطة البدلة عنده، ويعمل بأمرته (12) خياطا محترفا، ولديه زبائن كثيرين من محافظات بغداد وبابل والنجف الاشرف، ومن الخياطين المشهورين في عهده، حسن نعناع وعبد عون وعبد علي، ويتذكر توقف الاستيراد من لندن في اعوام الثمانينات بسبب توقف المعامل عن الانتاج وتحول تجارة الاقمشة الى المنتج الاوروبي، اما في العقد التسعيني وبحكم عمله في سوق التجار في شارع الرشيد ببغداد الذي يعد اكبر سوق للاقمشة في العراق، فيشير الى ان الكثير من تجار الاقمشة حققوا قفزات كبيرة بالارباح وخاصة من كانت لديهم بضائع مخزونة، حيث قفزت الاسعار لاضعاف مضاعفة بعد انهيار الدينار العراقي مقابل الدولار الاميركي، ويتذكر احد التجار الذي بنى عمارة من هذا الفارق".
مع حسين محفوظ
رافق "ابو حسنين" ابن عمه العالم العراقي المتخصص باللغات الشرقية حسين علي محفوظ لمدة (13) سنة في المجالس الادبية وهو مستمع جيد للحوارات الادبية، ويصفه انه عالم على مستوى عالي من التقدير في الاوساط العراقية وغيرها، وكان يستأنس بمجالسه وحواراته الادبية والعلمية والشعرية، وكان مستقر العالم حسين علي محفوظ في بيت ابن عمه محـمد حسن بكربلاء المقدسة، وكذلك عائلة محفوظ من منطقة الهرمل في لبنان كان مقرها في بيته ومنهم عبد الغني محفوظ عميد الاسرة في لبنان وقاسم محفوظ من كبار التجار الشيعة في بيروت، ويتذكر عند خروجه ومعه ابن عمه العالم محفوظ من مرقد الامام الحسين (عليه السلام) وكيف اقبل مجموعة من الشباب من المغرب العربي عليه، وتبين ان احدهم ابن وزير مغربي ودخلوا في نقاشات مع الدكتور محفوظ والتقطوا صورا معهم، وكان محله في كربلاء مقرا لتواجد الادباء والشعراء وكان يجلس عنده محـمد علي الخفاجي وموسى الكرباسي وحميد هدو وسلمان طعمة وكانت تعقد جلسات ونقاشات ادبية".
تيسير الاسدي ــ قاسم الحلفي | كربلاء المقدسة
تصوير | علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)