شكل ارتفاع اسعار الذهب في السوق المحلية في محافظة النجف بعد تاثره بارتفاع الاسعار في الاسواق العالمية تحديا كبيرا للعادات والتقاليد الجارية في المجتمع لما يشكله من قيمة عينية اعتبارية في الزواج باعتباره قيمة مهر فعلية .
وتحرص العوائل على تثبيت ارقام المهور في عقود الزواج فقط دون الخوض في الية وطريقة استلامها لكونها لاتشكل في الاصل لديهم قيمة تقدر بها المراة , لياتي تجهيز العروس بالذهب قيمة اعتبارية تدل بشكل صريح على التقييم الحقيقي لكونها متروكة لاهل العريس .
ويقول حسن موسى 63 عاما \" نحرص ان يتم تجهيز العرسان بالذهب في ايام العيد لكوننا نتفائل بها فهي ايام فرح وسرور وفيها تبين عائلة العريس تقديرها وتقيمها للعروس ولاهلها \"
ويضيف \" المهور التي يتم تثبيتها عادة ما تكون ارقاما فلا يوجد هناك من يستلم مهرا لابنته تاسيا بالنبي محمد الذي زوج ابنته فاطمة للامام علي بمهر يسير ولدلالة على ان الاصل هو الرغبة في اختيار زوجة صالحة والقبول بزوج كفؤ لها \"
ويؤكد موسى \" ان التقيم الذي ياتي لاحقا هو شراء الذهب الذي يعتبر اليوم تحديا حقيقيا لكونه بات باسعار خيالية فقد وصل سعر المثقال الى (328 الف دينار ) وهو ما يعتبر غاليا ومرهقا \"
ويرى يونس عبد (46 عاما ) الذي كانت عائلته تختار مخشلات ذهبية لزواج ابنته ان \" التخلي عن تجهيز العروس بالذهب يعد امرا غاية في التعقيد حتى وان ارتفع سعره لكونه يشكل قيمة اعتبارية في أي زواج \" مرجحا \" ان تقلل كميات شرائه ولكنها لاتنتهي ابدا \"
ويبين \" لم نشأ لنرهق العريس باي مطالب مبالغ بها ولكنهم يصرون على تجهيزها بكميات ذهب مناسبة ليردوا الجميل علينا حيث رفضنا ان نحدد أي مبلغ في المهر وتركنا لهم تحديده وحددنا المؤخر بحجة بيت الله الحرام \"
وشكل ارتفاع الاسعار في السوق المحلية تباينا واضحا في اسعار البيع والشراء بعد تردد الكثير من الصاغة من قبول الشراء خوفا من تراجع سريع محتمل وهو ما انتقده بعض المواطنين الذين كانوا يرومون تجديد مشخلاتهم .
وتقول المواطنة سهاد نعيم (32 سنة ) \" ان الصاغة يتلاعبون بالاسعار متحججين تارة بارتفاع الاسعار وتارة بقيمة الصياغة المضافة على اصل الوزن الاصلي للذهب ما دفعني الى التراجع عن بيه مصوغاتي \"
من جهته قال ابو فهد صاحب محل صياغة في سوق الذهب في النجف \" ان سعر الفارق الكبير بين الشراء والبيع يعود لاسباب اولها عدم رغبة الصاغة بالشراء لكون المباع قلت نسبته ويعطي اسعارا للمعروض عليه غير منطقية وللزبون القبول او الرفض فلايمكن للصائغ ان يرفض الشراء لانه يؤثر على سمعته في السوق \"
واشار الى \" ان الفارق بين البيع والشراء لم يكن مطلقا بهذا الحجم في تاريخ البيع والشراء كون المباع اليوم سعره (328 )الف دينار وسعر الشراء هو 285 الف دينار وهي مساحة تامين يبحث عنها الصاغة لتجنب الخسائر المحتملة في حال تراجع اسعاره عالميا \"
ولكن صاغة اخرون اكدوا \" ان الشراء وان قل لكنه مستمر وبوتيرة تصاعدية فالموضوع لايشكل عند الزبائن سلعة تستبدل فهذه عادات وتقاليد جرت العادة عليها ولايمكن تغييرها فهي متوارثه من الاباء والاجداد \"
ويعتقد احد الصاغة وهو محمود النجم \" ان عقلية المواطن في النجف منذ القدم رصينة وهو يفضل الذهب كدعامة حقيقية لاقتصاد لايبلى وكان على الدول العالمية اعتماده قبل الصين التي هزت الاقتصاد العالمي باعتماها الذهب بدلا من الدولار\"
النجف / صباح التميمي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- عائلته امتهنتها منذ (250) عاما: كاظم البازي من اقدم صائغي الذهب في كربلاء المقدسة
- مسؤولون محليون: الهجرة وغسيل الاموال وراء ارتفاع اسعار العقارات في كربلاء المقدسة (فيديو)
- متخصص يطرح 4 عوامل لارتفاع عدد الاصابات بكورونا في العراق ويحذر: الزيادة الحقيقية بدأت اليوم