- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كائنات فضائية تستضيف جاسم الأسدي
بقلم: علي حسين
في واحد من فصول كتابه "الذين هبطوا من السماء" يتحدث الكاتب المصري أنيس منصور عن سفينة الفضاء التي هبطت في بغداد قبل 25 قرناً، وأتذكر عندما قرأت الكتاب في صباي تخيلت أن هذه السفينة أنزلت في بغداد كائنات لا تزال تعيش معنا ولهذا بصمت بالعشرة عندما اخبرنا "فيلسوف الجنّ والإنس" الوزير والنائب الأسبق كاظم الحمامي بأننا أحفاد كائنات فضائية؟، والحمد لله تحققت نظريته على أرض الواقع، فها هي الكائنات الفضائية نفسها التي قامت وبوضح النهار وبالقرب من سيطرة أمنية بخطف الناشط البيئي جاسم الأسدي الذي قال في حواره مع صحيفة (المدى) إن "جريمة الاختطاف حصلت على مقربة من دورية للشرطة" ويضيف الأسدي: "تعرضت للاستجواب والتحقيق ولأقسى أنواع التعذيب على مدى 15 يوماً، إن أشكال التعذيب لا تخطر على بال أحد".
منذ أسابيع تنشغل وسائل الإعلام بحديث الجنرال غليندي فانهيرك قائد الدفاع الجوي الفضائي الامريكي الذي قال إنه لا يستبعد "أن تكون الأجسام المجهولة التي أسقطتها الولايات المتحدة في الأيام الماضية من خارج كوكب الأرض"، شكراً سيادة الجنرال للتوضيح. فقد كنا نعتقد أن هناك جهات مسلحة تخطف وتقتل ولكننا مع قضية جاسم الأسدي والكثير من قضايا الاختطاف والاغتيال التي لم يخبرنا المدعي العام من يقف وراءها، سنؤمن حتماً بنظرية أنيس منصور عن الكائنات الفضائية التي غزت بغداد قبل 25 قرناً ويبدو أنها مصرة على أن لا تفارقنا .
لعل أخطر ما جرى للعراق منذ عشرين سنة، هو هذا العبث بمفهوم الحقيقة، فرأينا كيف يصمت القانون ومعه الدولة تجاه نائب يبيع المناصب الحكومية في وضح النهار، ولكن هذه الدولة تستنفر كل قواتها لتعليم الشعب الأخلاق والفضيلة. سيتهمني البعض بأنني أشجع "المحتوى الهابط"، وبأنني أنفذ أجندة أجنبية هدفها تخريب هذه البلاد، والوقوف ضد مشروع مجلس النواب في إقرار قوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولكن ماذا افعل ياسادة وقد اكتشفت ان هيثم الجبوري كائن فضائي .
إنّ ما جرى مع جاسم الأسدي هو جريمة كاملة، وستبقى عاراً يلاحق مرتكبيها ومَن فوّضهم، لكنها ستبقى يوماً مشهوداً يؤرّخ له بأنه اليوم الذي غاب فيه القانون، فلم تعد مناظر خطف مواطن تثير الاهتمام .
مرّة أخرى.. الإنجاز الأبرز لحكومات المحاصصة أنها نجحت في تلويث الضميرالإنساني، بحيث صار هناك من يصمت عندما يختطف مواطن يحب بلده.ان ما جرى في هذه حادثة الاسدي المؤلمة يؤكد أنّ أشياء كثيرة لم تتغيّر، وأن هناك من لا يريد لهذا البلد الاستقرار ، بدليل جريمة اختطاف جاسم الأسدي، وهي تكرار لجريمة المئات الذين غيبوا، وكلها سجلت ضد "كائنات فضائية".
أقرأ ايضاً
- القنوات الفضائية والإذاعات شهر رمضان ليس ممرا لتسليتكم
- تنبؤات الأسدي في مقالات زمن الكوليرا السياسية..!
- القنوات الفضائية الدينية ومنهجية التجهيل ...الجزء الرابع