دعا الدكتور وليد سعيد البياتي المقيم بالمملكة المتحدة والمختص في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ومختص في مصادر ومنهج التشريع دعا منظمة اليونسكو العالمية الى حماية المراقد المقدسة في عموم العراق ،موضحا ان كافة المراقد المقدسة لانبياء الله والائمة المعصومين في العراق تعتبر مقدسة وان العراقيين يتعاملون معها بالتساوي ،متهما اسرائيل بانها تقف وراء اختفاء الكثير من القطع التي تعود الى الفترات التاريخية للعصور اليهودية في العراق
وقال البياتي خلال لقاء اجراه معه موقع نون اثناء زيارته مدينة كربلاء المقدسة اننا كمختصين في مجال التاريخ حاولنا في اتصالنا مع اليونسكو من اجل ان يتم حماية المراقد المقدسة خصوصا بعد تفجير القبة العسكرية في سامراء ونقلنا كل الصور والخرائط وارسلنا نسخ منها الى اليونسكو وتم تبليغهم بحالة التفجير الاولى والثانية وطبيعة الهدم والفناء الذي حصل لكن مع الاسف اليونسكو عرضت حماية ملوية سامراء والقصر العباسي ولكنها لم تقبل بحماية المراقد المقدسة .
واضاف يجب ان تكون عملية الحماية عن طريق تسجيل المرقد ومراقبته من الهيأة الدولية وتمنع العبث فيه باعتباره ارث عالمي يخص الانسانية ككل ..ليس بحدود الزمان والمكان \"
واضاف \"عندما تكلمنا معهم عن المراقد المقدسة حاولنا ان نبين لهم بأن هذا الارث هو ارث انساني وليس ارث يخص الطائفة الشيعية واعتمدنا على هذه النقطة في التقارير التي رفعناها الى اليونسكو \"
وفيما يخص المراقد المقدسة للانبياء في العراق قال البياتي هذا الموضوع بالذات جزء من محاضرة القيتها في شرق لندن حول مرقدي نبي الله كفل والنبي دانيالموضحا ان العقيدة الاسلامية تتعامل مع كل الانبياء والرسل بالتساوي وليس لدينا اشكالية في حماية أي اثر لاي نبي من الانبياء بل بالعكس نحن منفتحين على الديانات والمعتقدات ونقدس مرقد الكفل كما نقدس مرقد النبي دانيال بنفس المستوى ونهتم به موضحا ان حماية هذه المراقد دوليا هي مهمة انسانية ونحن بلغنا هذا العمل لليونسكو .. وبينّا بان هذه المراقد يزورها الجميع بغض النظر عن الطائفة او الدين ولا توجد اشكالية في هذا ..لكن سوء الفهم الحضاري والديني والمعتقد هو الذي سبب لنا هذه الاشكالية \"
من جانب آخر عزا الدكتور وليد سعيد البياتي عدم استجابة اليونسكو لحماية اثار بابل بسبب تدخل نظام صدام حسين وتغييره في المعالم الاثارية ببابل ما دعى اليونسكو ان تسحب الغطاء عن هذه المدينة الاثارية وقال البياتي في هذا الشان ان صدام حسين عندما اطلق شعار خلال الحرب العراقية الايرانية ادعى فيه بان تاريخه يمتد من حمورابي الى صدام حسين وتلك الشعارات الوهمية الغريبة التي ليس لها علاقة بحركة التاريخ قد اثرت سلبا على هذا الجزء الاثري في العراق \"
واضاف \"مع الاسف تم التلاعب بالتاريخ ووضع احجار في مدينة بابل الاثرية تحمل صور ورموز لصدام حسين وتحمل اشارات تدل على ان صدام حسين مرّ ببابل بشكل او بآخر ..وهذه العملية حقيقة هي غير اخلاقية وادت الى ان اليونسكو تسحب الغطاء من بابل ... في حين كانت بابل من اشهر المدن المتكاملة التي تهتم بها اليونسكو مبينا ان هذا السبب افقد المدينة الاثرية حماية اليونسكو ، ونحاول حالياً ان نسترجع مكانة العراق الاثرية لدى اليونسكو والعالم المتحضر وهذه المسألة تحتاج الى الكثير من الجهد ونحن نتصل بالمنظمات الدولية ونحاول ان نوصل المعلومة ونوثقها قدر الامكان\"
وحول سرقة الاثار العراقية ابان احتلال العراق عام 2003 قال الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي \"في سنة 2007 كان بحدود 64 الف قطعة اثرية مسروقة ، بعدها تم استعادة 6500 قطعة اثرية من مختلف انحاء العالم حيث ان بعض الاشخاص كان لديهم قطع اثرية وصلتهم بطريقة او باخرى او هم اشتروها او حصلوا عليها بطريقة اخرى اعادوها الى المتحف العراقي بشكل مباشر او اعيدت بواسطة جهات اخرى ولا زالت هناك الكثير من القطع الاثرية مفقودة .. والمتحف بين فترة واخرى يحتاج الى اعادة تصنيف وجرد وخصوصا في المتحف العراقي هناك خزانات للبعثات الاثرية القديمة كالبعثة الايطالية والالمانية والبريطانية والفرنسية هذه البعثات كانت تقوم باعمال تنقيب مختلفة للفترات التاريخية المتباينة كالفترة السومرية والبابلية وفي شمال العراق ايضا ً ..
واضاف ان كل بعثة كانت تحتفظ بمعلوماتها وسجلاتها والقطع الاثرية كانت تحتفظ بها بصناديق خاصة وهذه الصناديق تحمل شفرات معينة ولديها سجل في المتحف العراقي ومن حسن الحظ ان العاملين في المتحف العراقي اصحاب الاختصاص كانوا يأخذون ويخبأوا هذه القطع في اماكن اخرى خوفاً عليها من السرقة .. لكن عندما تكون هناك قطع اثرية كبيرة مثل التماثيل والجداريات هذه القطع كان من الصعب اخراجها ومن المؤسف انه تم اقتحام المتحف العراقي وسرقة الاثار فوجدنا ان الكثير من الجداريات اختفت وسُرقت وفي تقديري بسبب طبيعة القطع التي اختفت انا قدّرت انه ربما كانت اسرائيل وراء اختفاء الكثير من القطع التي تعود الى الفترات التاريخية للعصور اليهودية في العراق ..وهذا ادى الى ان اليهود يبحثون عن هذه الاثار التي كانت هي تمثل تاريخهم في العراق وخصوصا في منطقة بابل ..
واضاف \"عند متابعتنا وجدنا ان طريقة انتزاع هذه الجداريات من مواقعها في المتحف كانت بطريقة فنية لا يقوم بها شخص عادي لان عملية التخزين المتحفي هي نظام متكامل ومتعارف عند كل المتاحف الدولية ومتحف العراق هو من المتاحف الدولية الشهيرة .. وهذا يدل على ان الذين قاموا بسرقة هذه قطع والجداريات هم من اصحاب الاختصاص موضحا ان هناك اتصالات حالياً بين المتحف العراقي وباقي المتاحف سواء في فرنسا او بريطانيا لاسترجاع القطع الاثرية وهذه المحاولات هي ليست دائماً تؤدي الى النتائج المرجوة\"
حاوره /تيسير سعيد الاسدي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر