- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من عادل الى الحلبوسي الوطن ليس بحاجة لحوارتكم
بقلم: علي حسين
توقفت عند صورة السيد عادل عبد المهدي يرتدي الفروة الشتائية في عز الصيف ويناقش شؤون البلاد والعباد مع رئيس مجلس النواب قبل أيام، تطلعت جيداً إلى الصورة التي أحالتني إلى صورة مشابهة، وبنفس الفروة، قبل ثلاثة أعوام كان فيها أيضا السيد عادل عبد المهدي يبتسم ويرتدي الفروة نفسها ويناقش أحوال هذه البلاد وشؤون عبادها.
وقبل ان انتهي من النظر الى الصورة "الباسمة" نبهني صديق الى آخر تغريدات السيد عادل عبد المهدي كانت في مديح السلطان اردوغان حيث كتب:" كنت ولا زلت من المعجبين باردوغان لشجاعته وصراحته".
ليس لدي اعتراض على ظهور السيد عادل عبد المهدي، لكني أستغرب كيف يحق لمسؤول تمت الإطاحة به من خلال احتجاجات شعبية راح ضحيتها مئات الشباب أن يناقش ما يجري في البلاد ويقترح أسماء بعض الشخصيات لتولي منصب رئيس الوزراء.
لن أصدع رؤوسكم بتجارب الشعوب وأقول لكم كيف أسقط البريطانيون أهم سياسيين في القرن العشرين: ونستون تشرشل، ومارغريت تاتشر، ولم نقرأ أو نسمع أن أحداً ذهب إلى تشرشل الذي قرر الاعتزال والتفرغ لكتابة مذكراته ليستشيره.
فيما تاتشر، المرأة التي وضعت بريطانيا كقوة اقتصادية عظمى وأعلت مكانتها في العالم، وجدت نفسها في مواجهة أعضاء في حزبها كانوا قد سئموا منها. فقدمت استقالتها وانزوت في بيتها لكتابة مذكراتها. ولم تطلب من أحد أن يأخذ مشورتها في شؤون المملكة.
وبعد هؤلاء وجدنا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي تقدم استقالتها بعد أن فقد حزبها بعض مقاعده في الانتخابات الأخيرة، فأعلنت تخليها عن رئاسة الحزب، ومعه المنصب الحكومي.
تخيلوا المستشارة "القوية" التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعاشت معها ألمانيا أهنأ مراحلها، قررت الاعتزال، ليس لأنها لفلفت عشرات المليارات أوعينت أقاربها سفراء، أو أصدرت الأوامر باستباحة دماء عشرات الشباب، فقط خسر حزبها في الانتخابات بعض المقاعد، في الوقت الذي خسر فيه ساستنا جميع الروابط التي تربطهم بالمواطن العراقي.
لقد كشفت الأيام الماضية إلى أي مدىً بات واضحاً أن من أولى العقبات التي تحول دون عودة الحياة إلى طبيعتها وجود العديد من الوجوه السياسية ومعهم أحبابهم ومقربيهم وشلة مستشاريهم، والذين لا يريدون مغادرة الكراسي معتقدين أنها حق اكتسبوه بالوراثة والنضال!!.
لقد بحت أصوات الجميع بأن بقاء العراق واستقراره ليس مرهوناً بوجود هذه الشخصيات، فمعظمهم لم يقدم الأداء المبهر الذي يجعل أحداً يتغاضى عن فشله وكونه ينتمي إلى طبقة سياسية لم تجلب للعراق سوى الخراب.
إن شؤون البلاد والعباد لا تدار بالابتسامات والحوارات المنتهية الصلاحية.
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية