- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رحلة الصقور.. والفشل الآسيوي !
بقلم: عمـار سـاطع
ليس تبريراً أو بحثاً مِنا عن مسوّغٍ واقعي ومنطقي لخروج فريق القوة الجوية من دور المجموعات بدوري أبطال آسيا لكرة القدم 2022، لكن ما حصل من إهدارٍ لواحدةٍ مِن أكثرِ الفرصِ سهولةً للتأهل الى الدور اللاحق من منافسات أقوى البطولات القارية الخاصة بأندية النخبة الأبرز في التصنيف، يجب التوقّف عندها بشكلٍ من التأنّي والبحث.
فبعيداً عن انتقادنا في هذه الزاوية، الأسبوع الماضي، لِموعد إقامة البطولة في شهر رمضان الكريم، فإن خروج أعرق أندية البلاد عندنا، وممثلنا الوحيد في البطولة الآسيوية، تركَ آثاراً سلبية على واقع أنديتنا، بل ودقَّ ناقوس الخطر لِما اصاب فريقنا من تراجعٍ غير مسبوق، وصل به الحال الى عدم قدرته على تجاوز أضعف فرق مجموعته ولمرّتين!
الغريب في رحلة الصقور التي انتهت في السعودية، هو أن التذبذب كان عنواناً واضحاً للمشاركته، بل وكأن عناصر الفريق يعيشون بين انتعاشٍ وركودٍ واضحين، حتى أن المتابعين لِمبارياته الست التي خاضها، كانت بعضها شبيهة بخوض مباريات ودّية تحضيرية لبطولة مهمة، بينما أقترب مستوى الفريق في عدد من المواجهات، وكأنه يلعب نهائي كؤوس!
الروحية التي لعب بها فريق القوة الجوية، افتقرت في مبارياته وتحديداً أمام، مومباي الهندي، البُعبع غير الرسمي، الى الثقة والانسجام، مثلما برزت حالة التراخي واللامبالاة في فترات كثيرة من مباراتيه ذهاباً وإياباً، بينما كانت الحماسة عنواناً واضحاً خلال مواجهتَيه أمام فريق الشباب السعودي وكأن الفريق يخوض مباراتي العُمر، في حين تبيّنَ للجميع أن الجوية يلعب وكأنّه فريق بطولات حينما واجه، الجزيرة الإماراتي مرّتين وتفوّق عليه وأثبت أنه جاء للمنافسة والوصول الى أبعد ممّا توقّع النقاد، وليس من باب المشاركة فقط.
سبعُ نقاطٍ لم تسعف فتية المدرب حكيم شاكر في القبض على البطاقة الثانية والتأهّل الى منافسات تضمّ الفرق الأهم، بل أن الجوية أهدر فرصة العُمر بعد الأداء الخجول والمستوى الضعيف والروحية المُنهكة، في آخر المحطّات، أمام مومباي، في مواجهة كانت نتيجتها الإيجابية ستمنحه جواز مرور التأهل، لكنه أهدرها بطريقة قضت على مشاركته، بعد فشل اللاعبين من تقديم العرض المُنتظر والأداء المنشود.
ركل لاعبو القوة الجوية الفرصة التي وصلت اليهم من بقية وُصَفاء المجموعات الأربع، بعدما صبّت كل النتائج في صالحهم، وصالح وصولهم، لكن لاعبي الجوية كان لهم رأي آخر تماماً بعد أن أضاعوا طريق الوصول إلى مرمى مومباي، وراحوا يهدرون الهجمات وكأنهم في سباقٍ تنافسي في كيفية إضاعة المحاولات، مع التأكيد أن الحكم الأردني لم يكن موفقاً في قراراته التي أثرت بشكل أو بآخر على نتيجة المباراة، وقد يكون سبباً في (النرفزة) التي أصابت اللاعبين!
ومثلما ألقينا باللائمة على اللاعبين الذين لم يكن أغلبهم في حالته الطبيعية، وحتى نكون منصفين أكثر، فأن المدرب حكيم شاكر، يتحمّل بعضاً من نقاط الخروج وعدم التأهل، أهمها قبوله بهكذا رحلة أعداد بسيطة ارتبط بعضها بمباريات الدوري الممتاز، التي تختلف كلياً عن المواجهات الآسيوية، وأكتفى أيضاً بمنهاجٍ مكثّفٍ من التدريبات في العاصمة الرياض، اندرجت تحت بند تأقلم اللاعبين لأكثر وقت ممكن مع أجواءِ البطولة، أضف الى ذلك أنه لم يلعب مباريات تجريبية عالية المستوى للوقوف على صورة الفريق الفعليّة، الى جانب ثقته المُفرطة التي منحها للاعبيه دون أن يضع في حساباته أنه ربّما لن يؤدّي الكثير منهم ما خطّط أليه على الأديم الأخضر وتطبيق المفردات التي وضعها إليهم، ولكن ماذا يفعل المدرب إذا كان عناصر الفريق يهدرون أسهل الفرص ويضيّعون أهم المحاولات؟!
يقيناً إن رحلة المشاركة الآسيوية، تتطلّب نوعيات مختلفة من اللاعبين ترتفع مستوياتهم الفنية أكثر من الحالة الطبيعية، كون أجندة المنافسات تتطلّب بذل جهود كبيرة وتحتاج لمخزون كبير من اللياقة البدنية، لأن الفريق يلعب ست مباريات في غضون ثلاثة اسابيع تقريباً وإن فرصة التعويض إن وجدت فأنها لن تكون متكاملة، لأن مرحلة المباريات والاستشفاء وإعادة التأهيل بحاجة الى لاعبين احتياط بمستوى اللاعبين الأساسيين، وهو ما كان الجوية يفتقده، مثلما أفتقد الفريق الى أسلوب اللعب الواقعي أمام الفرق المتواضعة، وهنا نعني تحديداً فريق مومباي اضعف فرق البطولة، وربما أضعف حتى من تلك الفرق التي تشارك في كأس الاتحاد الآسيوي، قياسياً بما وجدناه منه في مبارياته، فالفريق لعب بأسلوب عقيم وأنتهز فرصاً قليلة أحرز من خلالها ثلاثة أهداف في مباراته أمام الجوية الذي ّلم يستغلّ لغة الأرقام والفرص التي أُتيحت لمهاجميه على مدار مباراتي الذهاب والإياب!
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!