علي حسين
اللعب الآن أصبح مكشوفاً، الجميع يكشفون أوراقهم على مائدة صراع المصالح والمغانم، وحولهم ائتلاف مكون من المقربين والانتهازيين وبعض الأحزاب الورقية، فيما آخرون يستعجلون قطف ثمار الكعكة كاملة الدسم، ولهذا لا تسأل عزيزي القارئ.. لماذا تحوّل علي حاتم السليمان من متّهم مطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب، إلى سياسي يحظى بحماية رسمية ويتجول في قصور السياسيين والمسؤولين، ولأنني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، لا نعرف بالضبط لماذا أخبرنا علي السليمان ذات يوم بأنه سيحرر بغداد؟، وربما تجد العيب في جنابي لأنني ما أزال مدمناً على أحاديث الزعيمة حنان الفتلاوي التي كانت تذكرني بأن غياب الخدمات وضياع المليارات والبؤس والفقر والحرمان هو بسبب الخلاف بين طوائف الشعب، وأن معركة البناء الحقيقية يجب أن تكون بين معسكر الشيعة من جانب وأعدائهم السُّنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاعت الفتلاوي بفضلها الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات والفضائيات، وأنتجت لنا في النهاية برلماناً طائفياً وحكومة محاصصة مقيتة، وكان ظهور أمراء الطوائف بوجوههم الكالحة أول خرق للتنوع الديني والاجتماعي والثقافي الذي امتاز به العراق على مـرّ عصوره.
سيقول البعض إنه من العبث أن تتوقع من سياسيين ساهموا في نشر الخراب، أن يؤسسوا خطاباً وطنياً يرفع لواء القانون لأنهم يبنون "سلطاتهم"على تغييب القانون وامتهانه واحتقار عقول الناس.
أعرف كما يعرف ملايين العراقيين أن المصيبة فادحة، وأن ما جرى بحق هذه البلاد فوق الاحتمال، اليوم نتساءل هل نصدق الصور التي يبتسم فيها رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان، أم نصدق قرارات الادانة التي كانت قد صدرت ضدهم؟ أم سنكتشف، ولو متأخراً، أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟ هل نصدق أن حضور الامير السعيد علي حاتم السليمان الى بغداد سينهي الازمة السياسية، وسيعيد البسمة إلى وجوه العراقيين وهم يسمعون أن المصالحة المستدامة التي رفع لواءها ذات يوم عامر الخزاعي حققت نتائجها "العظيمة"؟.
في مقابل جلسات السمر التي حضرها علي حاتم السليمان والسيارات المضللة وافواج الحمايات التي ترافق رافع العيساوي هذه الايام، نجد ان هناك مواطناً عراقياً اسمه رحيم العكيلي شُرّد هو وعائلته من بغداد، وحكم عليه بأن لا يعود إلى بيته والسبب أن هذا "العميل الخطير" ظل يواصل النهار بالليل، مندساً وسط السياسيين والسؤولين، يحاول أن يقلّب في ملفاتهم وأن يسيء لسمعتهم وأن ينال من نزاهتهم التي حفروها بحروف من ذهب في سجل العمل المخلص لخدمة الأقارب والأحباب، وفي جهودهم لتحويل أموال العراقيين إلى ودائع في البنوك الأجنبية بأسماء نسائهم وأبنائهم وإلى قصور ومنتجعات وشقق فاخرة.
أقرأ ايضاً
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)