بقلم: إياد الصالحي
ست مباريات أثارت غضب جمهور النوارس منذ أن تسلّم الكابتن أيوب أوديشو قيادتهم في 2/2/2022 وهو يوم مميّز في العالم لم يتوقّع أحّد أن يُلازم النحس المدرّب الخلوق والكفء ويُصدَم أمام فرق لا تمتلك الخبرة الدولية باستثناء حماستها لقهر (الزوراء) أحد أعمدة الأندية ولو بنقطة.
الفريق تعادل مع الديوانية (0-0) وهَزمَ الصناعة (1-0) وفاز على الديوانية (2-0) وتعادل مع القاسم (0-0) وخسر أمام الطلبة (0-1) وتعادل مع سامراء (0-0) ويلتقي الكهرباء بعد غد الثلاثاء والذي سبق أن هزمه (2-1) في لقاء الذهاب، وفي معظم أشواط هذه المباريات لم يُقنِع متابعيه بمستواه الفني المعروف، ولم يستلهم الدروس من مدرسة الثمانينيّات والتسعينيّات التي كان الفريق أيّامها يُعاني من حراجة أية التشكيلتين الأساسية أم الاحتياط جاهزة للمشاركة بسبب كُثرة النجوم الدوليين والمحلّيين في صفوفه!
لماذا الزوراء اليوم من دون بقية الأندية؟ الفريق سيُمثل العراق في مشاركة قاريّة مهمّة في دوري أبطال آسيا 2022، يوم الثلاثاء 15 آذار 2022، أمام فريق الشارقة الإماراتي في ملعب الأخير، ضمن دور الإقصائيات، وهذه الفرصة نترقّبها كل عام لإظهار استحقاق كرتنا للتواجد بين نخبة القارّة لما تمثّله من اختبار حقيقي لمكانة لُعبتنا محلياً ودولياً، سيما أن مشاركاتنا السابقة كانت مخيّبة للآمال ولا تُعبّر عن مدى استفادة الأندية الكبيرة من الأخطاء!
تواجد المدرّب القدير أيوب أوديشو مع فريق الزوراء تزامن في توقيت خاطىء، كونه قضى الفترة السابقة بحثاً عن علاج لحالته الصحيّة، وقدّم أعتذاره أكثر من مرّة حسب حديث عبدالرحمن رشيد -المتحدّث الرسمي للنادي-، لكن الهيئة الإدارية لنادي الزوراء أصرّت على توليه قيادة الفريق بعد تسمية المدرب حيدر عبدالأمير مدرّباً مؤقتاً لعدد من المباريات خلفاً لزميله عصام حمد
لا نبخس حقّ خبرة أيوب أوديشو في التعامل مع فريق بمكانة الزوراء وهو مَن قاده في مواسم سابقة (2017-2019) وحقّق له بطولة الدوري (2017-2018) في ظروف أفضل ممّا يعاني منها "الأبيض" اليوم حيث لم يستقرّ المحترفون على أداء متميّز، وهناك انخفاض في مستوى اللياقة البدنية لمعظم اللاعبين خاصّة في الشوط الثاني برغم الجهود التي يبذلها المدرب الكُفء إسماعيل سليم، وكذلك اكتفاء الإدارة بالصفقات التي أبرمت قبل الموسم الحالي، من دون إحداث تغييرات نوعيّة خاصة في خط الوسط الذي يُشكّل العامل المساعد بزيادة الضغط في ساحة المنافس والاستحواذ على الكرات المرتدّة والتراجع للتغطية.
ونظراً لأهمية بطولة دوري أبطال آسيا في تأشير مراحل تقدّم الكرة العراقية على صعيد مواكبة الاحتراف وتطبيق معايير الاتحاد الآسيوي، فالمُراقب الحصيف ينظر بقلق للمشاركة الزورائيّة الجديدة، وصعوبة تخطّي حاجز فريق الشارقة في ملعبه نظراً لعدم اكتمال صورة الانسجام بين المدرب أوديشو ولاعبيه مثلما بدت مظاهر الانزعاج على وجهه وإشاراته كلما اصطادته عدسة الكاميرا خلال مبارياته الست الماضية، لعدم رضاه عمّا يقدّمه بعض اللاعبين خاصة الدوليين ومعهم المحترفين وارتكابهم الأخطاء الساذجة أحياناً في مسائل تكنيكية أخفق من أوكلت اليه المهمّة الدفاعية أو الهجومية في تنفيذ الواجبات المُحدّدة من مدرّبه، ولهذا يحتاج الفريق الى إعادة النظر في رسم خطته وفقاً للملاحظات المؤشّرة من الملاك التدريبي المساعد، وحتى الإدارة التي ينبغي أن تلتقي مع أيوب "الصابر بلا حدود" وتدرس وضع الفريق قبيل سفره الى الإمارات.
إن سعي وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع إدارة نادي الزوراء في إنجاز ملعبه الجديد أخذ بنظر الحسبان تهيئة الدعم الكبير الذي يسبق المشاركة في دوري أبطال آسيا، وكنا توقّعنا أن يُسهم افتتاح ملعب الفريق يوم 15 شباط 2022 في إضفاء القوّة والحماسة لدى اللاعبين ليُظهروا جاهزيّتهم الكاملة للمنافسات المحليّة والقاريّة، وإذا بهم يثيرون مخاوف انصارهم بتخلّيهم عن وصافة البطل (الشرطة) التي بلغوها خلال الدورين 20و21 بعدما أنهوا المرحلة الأولى بالمركز الرابع، وها هُم عادوا بالفريق الى المركز ذاته، وإذا ما استمرّ الحال رُبّما يسمحوا لغريمهم فريق نفط الوسط بملاحقتهم واحتلال المركز بدلاً عنهم! ما يعني ضرورة مراجعة الاسباب الحقيقية لتدنّي مستوى الفريق لأهميته كممثل للعراق في آسيا وجماهيريته التي أغضبها عجزه في تحقيق الفوز على متذيّل الترتيب!
أقرأ ايضاً
- زينب... عَجز الصبر عن صبرها
- سياسة الصبر الاستراتيجي
- قف أوردغان.. ننصحك بالكف عن إختبار صبر العراقيين!