- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الكهرباء الوطنية ..الحاضر الغائب
بقلم:عباس الصباغ
لم تكن وزارة الكهرباء الوطنية بمعزل عن اسلوب المحاصصة التشاركية سيئ الصيت الذي اديرت به العملية السياسية الجارية في العراق منذ التغيير النيساني المزلزل ولحد الان وهو اسلوب سبّب الكثير من الفشل والاحباط الذي رافق الاداء الحكومي وكان السبب في الفساد الذي استشرى في معظم مفاصل الدولة مع الاتيان بالشخص غير المناسب في المكان المناسب ، فقد اعتاد العراقيون على ان يعانوا من مشكلة تردي الكهرباء الوطنية ، وتتجلى تلك المعاناة مع ظهور بوادر الصيف وبعد ان يسحب الشتاء اخر ذيوله وبعد ان اعتادوا العيش في "بحبوحة " نسبية خلال فصلي الخريف والشتاء وبعض ايام الربيع الى ان يحل الصيف القائظ حين تصل درجة الحرارة الى حوالي نصف درجة الغليان وهذا الشيء معتاد الحدوث في مناخ العراق القاريّ فتكون المعاناة على اوجها , هذا امر اعتاد عليه العراقيون في فصل الصيف الاشد وطأة عليهم ، ولكن في هذه السنة لم يكن هنالك فرق بين فصول السنة وتراتبية المعاناة فيها وقد كانت مستمرة حتى في فصل الشتاء القارس فتكون دورة المعاناة متصلة مع تجدد المخاوف من امتداد تلك المعاناة مع حلول فصل الصيف القادم اذا ما استمرت الاسباب والنتائج ذاتها يضاف الى ذلك معاناتهم مع المولدات الاهلية التي تأخذ الكثير من صحتهم واموالهم وهي لاتختلف عن معاناتهم من تذبذب "الكهرباء " الوطنية ، ويبدو ان الارقام التي تتحدث عن "جهوزية" الوزارة من حيث انتاج الطاقة الوطنية وان الصيف المقبل سيكون (باردا) هي ارقام غير دقيقة الغرض منها التسويق الاعلامي ، والا فانه سرعان ما يتقهقر الانتاج بين ليلة وضحاها وكأن تلك الجهوزية كانت مجرد اضغاث احلام ، والغريب ان وزارة الكهرباء تتحجّج دائما بذرائع لم تعد مقنعة لرجل الشارع في حالات تردي التجهيز بان السبب في ذلك هو (الطقس والغاز الايراني ) يضاف الى ذلك زيادة الاحمال وقلة ترشيد استخدام الطاقة الوطنية من قبل بعض المواطنين وهو عذر اقبح من الذنب . ملف الكهرباء الوطنية ملف شائك ومشترك بين الوزارة والمواطنين الذين يدفعون ثمن الاخفاق في ادارة هذه الوزارة السيادية المهمة بالالتجاء الى المولدات الاهلية التي لم تكن البديل الموفّق للوطنية التي يبدو ان لا انفراج قريبا لها ، واذا لم تستطع الوزارة ايجاد حل لمعضلة الغاز وان يتماشى انتاجها مع عوارض الطقس اليومي وان استمر الاخفاق الى الصيف المقبل ، لابد من التوجه الى تدويل هذا الملف لعلاقته بمتطلبات الاقتصاد الوطني ومعيشة الناس ليأخذ المجتمع الدولي دوره في حل هذه المعضلة التي استمرت لعقود دون حل مقنع.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- ازمة الكهرباء تتواصل وحديث تصديرها يعود الى الواجهة
- الماء والكهرباء والوجه الكليح !