- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القوى الكبرى.. حرب ساخنة أم باردة ؟
بقلم: كاظم الحسن
ظل مصطلح الحرب بالوكالة، ساري المفعول، حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وقد كان تفككه إشارة، لانتهاء الوجود القانوني، لدولة اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.
وقد حدث ذلك الانهيار في مطلع التسعينات، من القرن العشرين وسميت تلك الحقبة بانتصار الليبرالية او نهاية التاريخ وأطلق على رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت، جورج بوش الاب قيصر العالم ورد باسما حين ناداه أحد الصحفيين، بهذا اللقب: لكن اعباء ومشكلات العالم سوف نتحمل مسؤوليتها.
يبدو ان القيصر، الجديد جوبايدن أخذ يفقد، بريق ذلك اللقب وربما استشعر ذلك بوتين، من خلال الانسحاب المرتبك للولايات المتحدة، من افغانستان والدرس الذي تعلمه بايدن، هو سرعة اجلاء السفارة الأميركية من اوكرانيا، على الرغم من الفرق الشاسع في النظام السياسي بين الدولتين؟.
المفارقة عندما نسمع مكالمة هاتفية بين بايدن وبوتين لا نسمع سوى تصريحات الرئيس الاميركي وصمت بوتين ربما يريد الأخير القول، لقد بحَّ صوتي أو يعطي انطباعا أن الدبابات هي التي تقرر مصير المحادثات طالما لم يحصل على التنازلات او الضمانات، بعدم دخول اوكرانيا حلف الناتو وربما أن الامر الأصعب من ذلك، أن يطلب ضمانات الى باقي الجمهوريات التي كانت منضوية تحت مظلة الاتحاد السوفيتي، طلما قد لمس ليونة مبالغ بها، من قبل بايدن وظهر ذلك التهافت جليا، في سعي البيت الابيض للحصول على موافقة طهران على العودة للاتفاق النووي. قد تكون هذه الأزمة، هي الاكبر في تاريخ الغرب، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية؟.
المواجهة بين الطرفين جنونية كما وصفها جو بايدن ولذلك الحديث كله يدور في الغرب لردع روسيا هو العقوبات الاقتصادية بعدما كانت الكلفة البشرية، يدفع ثمنها الوكلاء وهي أقرب الى النزهة.
الحرب الاقتصادية جربت على الكثير من الدول ولم تفلح في القضاء اوهزيمة الانظمة، بل أرهقت الشعوب وسببت الكثير من المعاناة لها وهي وصفة فاشلة وقد ترتد على دول اوروبا، اذا قطعت عنها امدادات الغاز الروسي، فلا يوجد بديل متاح ومتوفر، لكي يعوض هذه الخسارة الكبرى، قد تكون إيران هي المرشحة، أن تكون بديلا عن ايران، لكن ذاك يحتاج الى وقت طويل لتحقيق ذلك.
الغريب في الامر، القوى المتخاصمة على اوكرانيا، تجلس في فيينا وهي تتفاوض للعودة للاتفاق النووي مع ايران وتدير ظهرها، لما هو أخطر واهم وهي قضية اوكرانيا، التي أرعبت العالم ووضعت السلام والامن، في العالم في مهب الريح.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- حرب استنزاف مفتوحة