شدد القائم باعمال سفارة جمهورية اذربيجان في العراق نصير ممدوف، الاربعاء، ان هدف بلاده الاول هو بناء علاقات استراتيجية طويلة الامد مع العراق، لوجود كل عوامل نجاح تلك العلاقة على ارض الواقع، مشيرا الى ان بلاده أَعادَتِ فتح الحدود والاجواء مع 50 دولة وتنتظر من العراق طلبا حسب البروتوكولات الرسمية لاستئناف الرحلات السياحية وغيرها.
وقال ممدوف خلال لقاء خاص مع "وكالة نون الخبرية"، ان العلاقات بين البلدين بصورة عامة طيبة وقوية، وكوني ممثل لهم فأشير الى ان الجانب الاذربيجاني حريص جدا ومهتم بالعلاقات مع الجانب العراقي، وقد شهدت السنتين الاخيرتين تطورا كبيرا وبشكل ايجابي وبصورة سريعة، وقد حلّت كثير من الامور التي كانت تعتبر عالقة بين الطرفين وحاليا لا نعاني من اية مشاكل بين الجانبين، ومنذ العام 2014 حين فتحت الحدود للسائحين العراقيين القادمين الى اذربيجان وطوال ستة سنوات لغاية انتشار جائحة كورونا وايقاف السياحة بين جميع البلدان كان يدخل الى اذربيجان بين 70 ــ 80 الف سائح عراقي سنويا.
واضاف، ان خلال السنتين التي توليت فيها المسؤولية في السفارة الاذربيجانية في بغداد لاحظت ان حالات مصاهرة كثيرة حصلت بين مواطنين اذربيجانيين وعراقيين حيث وجدت رجال اذربيجانيين تزوجوا من عراقيات وكذلك رجال عراقيين تزوجوا من اذربيجانيات وانجبوا اطفالا وهي حالة تؤسس الى خلق ثقافة مشتركة بين البلدين لان الاطفال سيحملون ثقافات اوليائهم.
30 عاما من العلاقات
وبين ممدوف ان شهر آذار المقبل سيشهد مرور الذكرى الثلاثين على اقامة العلاقات بين البلدين، ولو استعرضنا بشكل مباشر وواضح ماذا حصل خلال هذه الاعوام الثلاثين؟ نجد ان هذه المدة الطويلة كان يمكن لها ان تؤسس الى تعاون وعلاقات استراتيجية بين البلدين، لكن بسبب عوامل عدة حصلت لم يستطع البلدان ان يصلوا الى هذه المرحلة، وخلال تلك السنوات وقعنا خمس وثائق بين البلدين وخلال اخر ست سنوات تم التهيؤ لابرام ستة عشر مذكرة تفاهم، ونخطط لتفعيلها او عدد منها في العام المقبل، في مجالات السياحة والنقل الجوي ومواد الاستصلاح والعدل وسوف تخدم عملية توقيع وتفعيل تلك المذكرات رجال الاعمال لانها تجنبهم الازدواج الضريبي، موضحا ان التأخير في توقيع وتفعيل تلك المذكرات كان بسبب التعديلات التي اجرتها الجهات المختصة في البلدين لكي تصل الى المستوى المتفق عليه، وهدفنا الوصول الى علاقات استراتيجية بين البلدين ولن نستغني عن هذا الهدف، لان لدى الشعبين مصالح مشتركة.
حرب الـ(44) يوماً
ونوه الى ان الحكومة الاذربيجانية تهتم كثيرا بمطالب شعبها، مبيناً، ان العام الماضي شهد استفزازات كثيرة من الجانب الارمني تمثلت باعمال عسكرية واحتلال لمساحة كبيرة تقدر بمساحة 20 بالمئة من اراضي اذربيجان كما تعرضت مناطق في شمال البلاد وجنوبه ووسطه الى عمليات قصف واستهداف للمدنيين وقتل العشرات من المواطنين، كما حاولت ارمينيا ضرب انابيب نقل الغاز والنفط المصدرة الى الخارج، مشيراً الى، ان قبل نشوب الحرب، نزل مئات الالاف من مواطنينا الى الشوارع وفي نصب الشهداء القريب من مبنى البرلمان وطالبوا رئيس الدولة بخوض الحرب وتحرير الاراضي المحتلة من قبل ارمينيا، ونحن دولة نحترم المواثيق والمعاهدات ونتعرض الى العدوان ولا نعتدي على اراضي الغير او نتدخل بشؤون الدول المجاورة او غيرها.
واستعرض القائم باعمال سفارة جمهورية اذربيجان في العراق على خارطة معلقة في القاعة التي اجري فيها اللقاء الصحفي حيثيات الازمة بين اذربيجان وارمينيا والمناطق التي استولت عليها ارمينيا بالقوة والمناطق التي تم قصفها وقتل نحو مئة من المدنيين الاذربيجانيين، بينما لم يقتل مدني ارميني واحد بنيران قواتنا، وكذلك الحدود المشتركة بين البلدين ومناطق تواجد القوات الروسية والانتصارات التي حققتها قوات بلاده في حرب الاربعة والاربعين يوما وتحرير كامل اراضيهم، كما اشار الى التفوق الاذربيجاني في كثير من الموارد التي تعد من عناصر النصر العسكري بقوله ان نفوس اذربيجان تقدر بعشرة ملايين نسمة بينما نفوس ارمينيا تصل الى مليونين و500 الف نسمة، وميزانية اذربيجان تصل الى 17 مليار دولار بينما تقف عند اربعة او خمسة مليارات، لذلك ونحن نتعرض الى تحرشات واستفزازات واحتلال 20 بالمئة من اراضينا دفعنا الى زيادة التسليح العسكري لقواتنا باحدث الاسلحة المتطورة تكنولوجيا وتقنيا بما يناسب القرن الذي نعيش فيه ومن مصادر تسليح مختلفة مثل روسيا وبيلاروسيا وتركيا وغيرها، ورغم ذلك لم تكن لدينا رغبة في خوض الحرب برغم التفوق في كثير من المجالات.
نكث العهود
واكد ممدوف، ان الارمنيين الذين يعيشون في القارة الاوربية بدأوا بنشر الاخبار الكاذبة عن اذربيجان لغرض نقل صورة سيئة لدى الاوروبيين، ونعتبر تركيا وباكستان الدولتان الوحيداتان اللتان دعمتنا سياسيا في حربنا ضد ارمينيا لتحرير اراضينا، ورغم تفوقنا في الحرب وهزيمة عدونا الا اننا توقفنا عند حدودنا الدولية المعتمدة لدى الامم المتحدة، ولم نتجاوز ولم نعتدي على الاراضي الارمينية، وبدأنا بتسليم جميع الاسرى لدينا، ولم يلتزم الارمينيين بالاتفاق الذي وقع بيننا برعاية روسية وارسل بعد عشرة ايام 60 عنصرا لتنفيذ اعمال ارهابية وتخريبية في بلدنا والقي القبض عليهم واعتبروا اسرى لانهم ينفذون اعمال عسكرية، وما زالوا يدعون ان اذربيجان لم تعيد جميع الاسرى، بينما امتنعت ارمينيا عن تسليم عدد من الاسرى لديها الى الآن، وما زال الروس يرعون الاتفاق ولديهم قاعدة عسكرية في ارمينيا ويؤثرون على الساسة الارمينيين، ولهم مواقف سابقة بعدم التعاون حيث امتنعوا عن تزويدنا بمصير اربعة الاف اذربيجاني في حرب التسعينات الى الآن، وكذلك فإن مئات الاذربيجانيين بينهم اعلاميين لقوا حتفهم في الاراضي التي كانت محتلة بسبب الالغام التي زرعتها القوات الارمينية التي تمتنع الى الآن عن تزويدنا بخرئط تبين مواقع زرع الالغام حتى يتسنى لنا رفعها وحماية المدنيين، ووصل الامر الى تبادل الاسرى الارمينيين لدينا مقابل خرائط الالغام التي ظهر ان 25 بالمئة منها صحيحة والباقي مضللة.
ويكمل القائم باعمال سفارة جمهورية اذربيجان في العراق حديثه بالقول، ان احتلال تلك المساحة من ارض بلدنا خلف مئات الشهداء من المدنيين وتدمير 65 مسجدا من مجموع 67 مسجدا فيها بشكل تعمدي ومقصود، وخصصت الدولة الاذربيجانية مبلغ مليار و300 مليون دولار لاعادة اعمار تلك المناطق المنكوبة لان الاطفال الذين نزحوا في احضان ابائهم من تلك المناطق المحتلة عادوا رجالا يمتطون صهوة الدبابات وتمنكوا من تحرير ارضهم.
التصعيد مع ايران
وعن التصعيد الاعلامي والتهديدات التي اطلقت من جمهورية ايران الاسلامية تجاه اذربيجان واتهامها بالسماح لعناصر من الموساد الاسرائيلي بالتواجد قرب الحدود الايرانية اوضح "ممدوف"، ان بلاده يعيش فيها فسيفساء من الاطياف على غرار ما موجود في العراق ففيها المسلمين والمسيحيين واليهود يعيشون مواطنين محترمين ويمارسون عباداتهم وطقوسهم بحرية وتعد نموذجا للتعايش السلمي بين مختلف الاعراق والاديان منذ نيلها استقلالها للمرة الثانية عام 1991، وللطائفة اليهودية تواجد مهم ولهم دور في بناء الوطن وهم محط احترام كونهم مواطنون اذربيجانيون، ويشاركون باقي الطوائف بمناسباتهم واعيادهم وحتى رئيس الدولة يشاركهم في بعض اعيادهم مثلما يحضرون مأدبة الافطار في شهر رمضان عندما يصوم المسلمون، وتجمعنا مع ايران علاقات صداقة طيبة وليس لدينا مشاكل معهم، وبدء بوادر المشكلة بعد المناورات العسكرية التي اجرتها قرب حدودنا المحررة، وهي المرة الاولى التي تنفذ فيها تلك المناورات منذ 30 عاما، وحدودنا معها تصل الى 132 كيلومترا، وكذلك قيام قوات الجمارك بضبط اطنان من المخدرات التي تحاول جهات جعل اذربيجان ممرا لترويجها، لقرب المسافة وقلة تكاليف نقلها، وان الدولة جادة في محاربة تجارة تهريب المخدرات وقطع الطريق امام من يريد جعل ارضنا ممرا لتجارة الموت.
وعن سياسة بلاده الدولية اشار الى ان الاولوية تأتي بالاهتمام بالعلاقات مع الدول الاسلامية، وعن علاقتهم مع -اسرائيل- اكد ان اذربيجان دولة مستقلة ولها سياستها في التعامل مع الدول الاخرى ومن بينها -اسرائيل-.
تأشيرات السفر مع العراق
وبخصوص رفع تأشيرة الدخول مع العراق اشار ممدوف الى ان هذا الموضوع سابق لاوانه لان اذربيجان أَعادَتِ فتح حدودها مع 50 دولة، بناء على طلبات تلك الدول، بينما لم نستلم الى الآن طلبا من الجانب العراقي بخصوص هذا الامر، ولدى البلدان سفارات منذ عام 1990 تديران شؤون مواطنيهما وتسهل السفر بينهما وتطور العلاقات الثنائية، ولا اجانب الحقيقة اذا قلت ان على السفارة العراقية في اذربيجان السعي بهذا الاتجاه لان مواطنيهم يرغبون بالسفر الى اذربيجان، مبينا انه لمس من خلال مواقع التواصل واللقاء المباشر بالعراقيين كثرة طلبهم لتأشيرات الدخول الى اذربيجان ونأمل من الجانب العراقي الاسراع بطلب اعادة فتح السفر بيننا.
بغداد/ قاسم الحلفي ــ كرار الاسدي
تصوير/ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة