غيب الموت، اليوم الثلاثاء، الشاعر الكبير والأمين العام السابق لاتحاد الادباء والكتاب في العراق الفريد سمعان، عن عمر يناهز 90 عاما. وتوفي سمعان بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث ترك عطاءً ثقافيا يمتد لنحو ٦٠ عاما. هذا ونعى عدد كبير من الأدباء والشعراء والكتاب العراقيين على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، الأمين العام السابق لاتحاد الادباء في العراق الفريد سمعان، فور انتشار خبر وفاته، معربين عن اسفهم لرحيل قامة ادبية كبيرة كالشاعر الراحل. الذي خلف وراءه العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية وبهذه المناسبة تقوم وكالة نون الخبرية بنشر اخر حوار مفتوح اجرته الوكالة مع الشاعر الراحل
اجرى اللقاء:حيدر عاشور
الفريد سمعان شاعر جايل وعاصر الكثير من الأسماء الكبيرة في الأدب العراقي كالسياب والبياتي والجواهري ومظفر النواب وغيرهم من الأسماء التي تركت بصماتها في المشهد الثقافي العراقي ، وهو خزين للكثير من الذكريات والأسرار من تاريخ العراق السياسي والأدبي ،ويعتبر أرشيفا واسعا للكثير من الأسماء الأدبية و الفكرية فهو شاعر ومناضل وأنسان ..فتح صدره ليحدثنا عن ما يكنزه من هذه المسيرة المعطاء
حول انتخابات اتحاد الأدباء في وقتها وسعت التنافس في الحصول على كرسي الاتحاد قال:
- في كل الانتخابات يطرح الراغب في المشاركة نفسه كعنصر يمكن ان يقدم جهودا ومنجزات للمنظمة التي ينتمي اليها ،والاتحاد الأدباء ليس غريبا عن هذه المنافسة .. ان الحياة تتغير وتأخذ وجوها عديدة والقناعات تختلف عن بعضها والبعض الأخر ...والأعماق لا يصل اليه الا صاحب العلاقة بالذات لان كل إنسان حر في تفكيره والتكتم على ما يريد إظهاره او الإعلان عنه وعما يتمناه وما سوف يقدمه وغالبا ما يكون هناك نوع من المغالاة كما يحصل في كل الانتخابات ، حيث يتصاعد الجدل والوعود وكلها كسب الأصوات والتربع على الموقع الذي يترقبه ومن هذا المنطلق فأن عدد كبير من الادباء يطمحون للوصول الى قيادة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وهم يعملون بنشاط وبصور مختلفة واحيانا يغالون في الإساءة الى خصومهم والخصوم هنا ، وهذا ما أتمناه يجب ان تكون في مصلحة الاتحاد ولعل الامور تأخذ مجراها الطبيعي والادباء هم العنصر المثقف المؤمن بالحرية والكرامة وبأدمية الإنسان وهو طموح من خلال ما تعلمه من القراءة والاطلاع على افكار الآخرين وسيرة وحياة المبدعين والاعمال الادبية التي قدموها وهي تحمل أنفاسهم وتمنياتهم ولذلك.
فأن التلاعب بعقول هؤلاء المثقفين ليس امرا سهلا ، في المدة الماضية التي مرت كانت حافلة بالمنجزات رغم الظروف الصعبة وكانت امتحانا لمن يريد ان يعمل والذي يبقى متفرجا او يرفع سيفه الخشبي ليصارع الاجواء بشيء من العبثية مغايرة عن الواقع وعن المنجز الحقيقي ومن المعروف ان في الاتحاد هيئات قامت بنشاطات متواصلة اسبوعيا فعلى سبيل المثال نادي الشعر والسرد ومنتدى نازك الملائكة وملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين ومحاضرة الاربعاء وملتقى الخميس الابداعي ونادي السينما ولجنة النقاد ، كل هذه الهيئات كان فيها من يعمل ويخطط وينظر ويتصل ويبذل جهدا كبيرا لإتمام الفعالية واستمرارها ورفع مستواها وقدم للاتحاد من خلال هذه النوافذ اكثر من خمسمائة شخصية ادبية وثقافية وسياسية ودينية وفنية والمسألة ليست بعيدة عن العيون والاذهان الكل يعلم ان الاتحاد كان يعمل دائما وبدون تردد ورغم التحديات ورغم الإمكانات المادية الهزيلة ورغم المحاولات التي قام بها البعض منهم والانتقاص من الجهود التي بذلوها ، وكانت النتائج كما كنا نتوقع حيث اكتفت هذه الهيئات الجديدة التي حاولت ان تضع نفسها منافسة للاتحاد فقد فشلت في تقديم اي شيء يمكن مقارنته بجهود الاتحاد ، وهذه القلعة الحصينة التي استحصلت على جهود الطامعين في قيادات ليست سهلة ولا تتمكن من أعضائها الشرعية .. والعمل الدؤوب ومع ذلك فقد كانت الابواب مفتوحة امام الجميع ولم نقل لاي انسان صادق يسعى العمل ، واننا لم نقفل باباً بوجه احد ، وقدمنا كل ما يمكن تقديمه ولذلك نجحت كل الكيانات في حمل نشاط الاتحاد المشاركة الواسعة في ميدان الثقافة العراقية . ولا أغالي اذا قلت اي نشاط ثقافي يراد ان يقام به لا يمكن ان ينجح اذ لم يسهم الاتحاد فيه ، لان التجربة اصبحت غنية وروح الابداع قائمة ومزدهرة لدى الاديب والفنان العراقي والايام لم تسد الدرب على احد ، وبامكان كل منصف ان يراجع انجازات الاتحاد ليقول بصدق وأمانة ماذا قدم هذا الاتحاد ولذلك نقول لكل من يريد ان يرشح نفسه في الانتخابات القادمة يجب ان يعول على شيء مهم جدا ان يكون امينا وصادقا في انجاز ما تطلبه الثقافة العراقية وان يسعى لاضافة اشياء جديدة. وعضوية القيادة ليست زهواً بقدر ما هي جملة من المتاعب والتضحيات والعمل الدؤوب والادباء ادرى بمن يستطيع ان يعلق الجرس.
*هناك سجال وجدل واتهامات حول الاسماء التي شاركت في المهرجان المربد العاشر .. ؟
- في اعتقادي اي نشاط ثقافي يقام لاينجو من الطعنات قد يكون بعضها واقعيا والبعض الآخرلدوافع مختلفة وغالبا ما تكون فردية وشخصية وبمجرد اقامة مهرجانا سنويا وبانتظام وواستضافة الادباء من مختلف انحاء العراق وقسم من خارج العراق واعداد الدراسات والندوات الشعرية والمعارض التشكيلية وحتى النشاطات الترفيهية وبالتأكيد نشاط لابد الاعتزاز به ولكن هذه على لن نتخلص منها ، اي نشاط ثقافي سوى كان المربد او مهرجان في الادب السريالي او مهرجان في عين كاوة او في السليمانية لايمكن ان يحضى برضا الجميع ، اما الذين يشاركون في الاساس اعضاء في الاتحاد ولديهم منجز ثقافي خلال اعوام طويلة وتختلف الامكانات ، وانا مع تطوير الامكانات الشبابية ودفعهم الى عملية الابداع وخوض الحرب الطائفية ، ان صح التعبير، مع ذلك يجب ان يكون الصدر مفتوحا لتفعيل الانتقادات وغربلة هذه الانتقادات ووضعها على المحك والافادة من الاخطاء التي تقع او النواقص التي يجب ان تستكمل بروح رياضية عالية وقلوب مفتوحة ، نتقبل اشياء بصدق وامانة ويظل الهدف رفع مستوى الابداع ، واكتشاف عناصر جديدة والاشادة بالمبدعين وتثبيت ابداعاتهم وهذا ما يسعى له كل منصف يحب وطنه وشعبه لان الزهو الحقيقي للوطن قبل ان يكون للاشخاص . وبالرغم من عدم مشاركتي في المهرجان لكن الاخبار التي اتابعها تشير الى تنظيم جيد في فعاليات واحتفاء من قبل البصرة بحمل مشاعل الثقافة لذلك احيي العاملين والمشاركين في ان واحد،
* المربد التاسع كان باسمك هل شكل لك إبداعا مضافا ؟
- تسمية مهرجان المربد التاسع الذي اقترن بأسمي كان بالتأكيد شيئا جميلا وجيدا واكيد اثار اهتمامي واحترامي وشكري لاتحاد ادباء البصرة لاسيما واني تعلمت الحروف الاولى في مجال الثقافي في البصرة بالذات على يد الاساتذة الكبار محمد جلال ورزوقي فرج رزوقي ويوسف صالح اضافة الى الشعراء بدر شاكر السياب والقافلة الجميلة التي غطت سماء الثقافة البصرة وتركت تراثا واساسا متينا في التألق في مدين عرفت تاريخيا بالابداع الذي استمر وتواصل فكانت مدينة الفن والادب والثقافة ولن انسى بان البصرة بالذات استلبت منذ الحرب العالمية الثانية كل الاصوات الفنية الجيدة وظهر فيما مبدعون يشار لهم بالبنان ومازالت القافلة تسير وحديقة الادب تزدهر في البصرة ولواء الفكر المشرق يرفرف في سماءها واستطاعت ان تجذب اليها المدن العراقية الاخرى فكانت الانتاجات الابداعية التي قدمها ادباء العمارة والناصرية والديوانية والمدن الجنوبية الاخرى. ولست بصدد ما جرى من نشاطات من المهرجان ولكن اعتقد ان الامكانات كانت متوفرة لتقديمه بشكل افضل رغم نجاحه ان الاحتفاء بالادباع الاحياء الذين غادرونا بعد ان قدموا انتاجا ابداعيا وسجلت لهم على مسلة المثقفين هو أمر يجب ان نلتفت اليه ونبحث عنه ليس في هذا المجال فقط، ان ا اعتقد ان مثل هذه التحايا الجميلة والاستذكارات التي تقدم المبدعين سواء كانوا احياء او اموات ضرورية جدا وبشكل خاص، الاموات منهم لان الكثيرين لم ينالوا الرد الجميل على ما قدموه لاسباب عدة، بضمنها الاوضاع السياسية في حين تسلق البعض السلالم دون ان يكون لهم اقدم صلبة ان تتسلق مثل هذه السلالم ولكن العلاقات الشخصية والانتماءات السياسية والضمائر الميتى لبعض النقاد هي التي رفعت شأنهم وعضمت منزلتهم وهم لايستحقونها لهذا الجانب الاحتفاء بمن اصابهم الضيم لانهنم لايمتلكون القدرة على النفاق ومسح الاكتاف فهم يستحقون الاشادة بهم ولتميزهم الابداعي وبنفس الوقت الاهتمام بالمبدعين الاحياء والايام تتسع لكل ذلك، على ان ينضم هذ العمل بشكل دقيق وان تتوفر الامكانات المادية لانجازه ولعلنا مقصرون في عدم طبع منجزات المبدعين الراحلين الذين لم تتوفر لهم فرصة النشر لاسباب مادية وسياسية، اقترح ان تشكل لجنة تعمل بجدية من اجل طبع مؤلفات المبدعين الراحلين واعطاءهم حقهم فيما قدموه من ثقافة.. للانصاف وتحقيق العدالة واحترام الكرامات والمنجزات الابداعية.
*هل المنجزات الابداعية الدينية والبحوث الاسلامية تعتبر ضمنيا إنجازا أدبيا يحسب للكاتب او باحث .. فيما اذا رغب في الحصول على عضوية الاتحاد؟
- ان ابداع الانسان لايتوقف عند مكان معين او اطار محدد بل يشمل شتى الافاق على سعته وعلى سبيل المثال هنالك اطباء جيدين ومهندسين بارعين وعلماء في اللغة وعلماء دين وفقه وشتى الطروحات التي تناولتها الكتب السماوية التي كانت تدعوا لخير والمحبة وهناك تفسيرات عديدة وتعليقات ذات اثر عميق اسهمت في اثراء الحياة الاجتماعية ، قامت بتهذيب كبير واسع وتركت اثارها وحددت من الضلم والاعتداء والتشفي والفساد وكل ما يخدم الانسان ولكل من هذه المنجزات فرجل الدين عالما غزير بالمعرفة بما جاءت الاديان والكتب السماوية والدراسات العميقة الواسعة التي تداولتها مئات الاعوام والاف الاقلام وخرجت منها افكار وتحقيقات ناضجة ومفيدة منها حاز على الاجماع والآخر مطروحا للنقاش ولن تتوقف مسيرة المعرفة على اعوام محددة او اشخاص محددين مثل هذا السباق تجري كل العلوم الاخرى لان العالم يتقدم ويتوسع ويتعزز بالمقترعات والمنجزات على شتى اصولها، الزراعة والصناعة والقانون وشتى العلوم الاخرى، وكل من هذه الفئات مكانة فدور العبادة والمدارس الدينية هي مقار لرجال الدين الذيت يهتمون بهذه العلوم كما ان الكليات والجامعات تحتضن علوم مختلفة كما هناك انفتاح واسع في الجمعيات والمنضمات، كل هذه الجهود حسب الاختصاص مرحبا بها بالابداع، اينما كان، ما دام في مصلحة الانسان ومستقبل البشرية.
* ما هي قصة الاعلامي الذي اتهمك بالانتماء الى حزب البعث وبان كنت ترتدي الزيتوني ؟
- لا يخفى على احد ان العاملين في مختلف الميادين لن ينجو من النقد والعتاب وربما المديح والاطراء ايضا ،وحسب ما قدموا من منجزات اضافة الى الانطباعية التي يمتلكها كل الناس للمعرفة الاشياء الاخرى تتعدد وجهات النظر وتختلف ولكن كل الاتهامات وتنضيد الاكاذيب امر معيب ويدل قبل كل شيء على اخلاق هشه وعدم الارتقاء بالمستوى الاجتماعي الى حدود المناسبة فالكذب مرفوض من قبل الاديان السماوية وكل القيم النبيلة وكل الناس المنصفين ولذلك قيل (حبله قصير) لان الحقائق هي التي تبقى راسخة امام العواصف .. وقد فوجئت يوما بأن هناك شخصا يدعى دكتور السعدي قد كتب في الانترنت بانني ارتدي الزيتوني وكنت بعثيا وانا لم ارد عليه بل رد عليه الاخرون وفجأة طالبوه ان يقدم الدليل على هذه الاكذوبة فأنا لم اتحرك ضده قضائيا لانني لا اهتم بمثل هذه التفاهات وتاريخي معروف لدى اصدقائي وحتى اعدائي لمن يمتلكون ضميرا يا اما الادعاءات الفارغة فلن تتجاوز المسافاة الحقيقية للمعرفة والشعوذة امرها قصير وعلى الاغلب لن تحضى بالاحترام في هذه الاجواء المفتوحة والتي لم تغب ذاكرة المتابعين . المعروف هناك قوائم كبيرة بأسماء المتعاونين مع النظام السابق والذين ساهموا بتطويل عمره وتجميل صورته والاسهام في ظلم الشعب العراقي والاساءة للاشرفاء المناضلين بغض النظر عن انتماءاتهم سواء كانت دينية او مدنية .. والقائمة معروفة عسى ان يتجاوزها الذين تورطوا واساؤا للتاريخ والوطن رغم تبجحاتهم الفارغة .
*بمناسبة القضاء . هل تتقاضى اجور لاتعابك في قضايا التي تخص اتحاد الادباء واعضائه كونك اديب ومحامي؟
- بما انني الامين العم للاتحاد فقد منحني قانون الاتحاد حق تمثيله في شتى الدوائر الرسمية وغير الرسمية ومن بينها القضاء وكانت لدينا بناية شبه مختصبه حين تم عقد مساطحة مع القائمين على الاتحاد ايان النظام المباد بمبلغ نصف مليون دينار سنويا وهي تضم عشرة محلات وست شقق وبيت ومشتمل وبحساب بسيط بدل ايجار الدكان الواحد اربع دنانير شهريا وهذا يدل على ابتزاز وتهاون في حقوق الاتحاد وقد قمت دعوى على المساطحه دامت اربع سنوات واكثر من مائة وعشرين جلسة لكل دعوى في البداءة والاستئناف وبدون اي اجور ولم اوكل اي محامي لان هذه الاجور تتجاوز بضعت ملايين وقد قدمت خلاصة لهذا المنجز الى المجلس المركزي واسترجعت البناية التي تعطينا حاليا ايرادا يتجاوز (120) مليون سنويا واعتقد هذا حق مشروع ساهم في تعزيز موقف الاتحاد
*من كتب مقدمة اول مجموعة شعرية صدرت لك ؟
- بالتاكيد اي شاعر اوكاتب وهو شاب يحلم ويتمنى بان يطرح انتاجه في كتاب ويتعرف عليه القراء وياخذ كانه بين الشعراء الاخرين وقبل ان يصدر ديواني الاول (في طريق الحياة ) كنت قد نشرت في جريدة الاديب الموصلية ومقاطع في مجلة الصباح المصرية والغد الفلسطينية وكذلك في مجلة النادي ومجلة رياضية اخرى وقد اشرف على نشاطي الشعري الاستاذ رزوق فرج رزوق وكنت طالبا في ثانوية البصرة ومعي كان الشاعر محمود البريكان وكنت اتقدم عليه بسنة واحدة ونشرت ايضا في جريدة الحائط وكان صديقي ومعلمي بدر شاكر السياب حيث قام بكتابة مقدمة اول مجموعة لي وكان متفائلا بان هناك شاعرا قد ولد وهو على الطريق ... ارجو ان حققت بعض ماراءه حيث اصبحت لدي قرابت خمسة عشر مجموعة شعرية وثلاث مجاميع قصصية ومسرحية شعرية بعنوان (ليمونة) كما كتبت قصصا للاطفال ولدي نشيد معروف بعنوان (نحن ندعوللسلام ) انشده الملحن (احمد الخليل ) ..هناك محاولات في مجال الشعر الشعبي لم اتجرأ على نشرها
مازلت اكتب القضايا اليومية وعملت في الصحافة الادبية والسياسية اتمنى ان اكون قد ساهمت بشكل ما في بناء الثقافة العراقية اسوة بغيري من الاصدقاء المبدعين .
* اقرب قصيدة الى الفريد سمعان واقرب مجموعة على قلبه ؟
لقد كتبت مجاميع وفيها قصائد متنوعة .. وانا بدءاً اعتبر نفسي شاعر قضية لانني رافقت الحركة السياسية والعمل التنضيمي واسهمت في الاجتماعات السياسية والمنجزات في وثبة كانون وتشرين والمناسبات الاخرى وكتبت ايضا في مجالات اخرى قصائد حب لزوجتي وقصائد اخرى متنوعة منها رثاء والدتي كما كتبت ديوانا كاملا عن المرحومة زوجتي بعنوان (ام شروق، رحلة الحب والتعب) ولا استطيع ان اشخص قصيدة محددة ولكن اعتز فعلا بما كتبته عن المرحومة زوجتي ام شروق ، لانه كان جزءا من الوفاء لانسانة رافقتني وتحملت متاعبي واعتنت باولادي .
* مالذي يعجبك في بدر شاكر السياب وما الذي لا يعجبك فيه ؟
لقد عرفت بدر شاكر السياب في البصرة عندما كان طالبا في دار المعلمين العالي وقد فرحنا كثيرا كمجموعة التي قبلت في بغداد كي نتقرب بها الى بدر شاكر السياب الذي كان يسير في خط تقدمي اذكر في احد العطل الصيفية كان عائدا من بغداد الى البصرة وهناك جريدة اسمها (العصبة) لجمعية تدعى جمعية مكافحة الصهيونية وقد اغلقت الجريدة فنهض في احدى المقاهي البصرية محتدما وقرأ قصيدة بدايتها ،، ياحابسين صحيفة الاحرار لن يمنع القيد استعار النار .. خرجت في اثرها تظاهرة تطالب برفض اغلاق الجريدة وفتح العمل امامها ، واعجابي بقصائده الرائعة حفار القبور المومس العمياء ، غريب على الخليل ، التي كان يدافع بها عن الانسانية والطبقة العاملة والفقراء والمحرومين كان تجتذبنا هذه القصائد وتحسسنا بالوجع ونحن نشهد هذه المآسي الذي يعبر عنها بدر شعراً ، وتعمقت علاقتي معه في تظاهرات الوثبة حيث اشتركنا معا وكنت احمله على كتفي وهو يقرأ قصائد في شارع الرشيد كما كان شقيقه كامل صديقي ايضاً، اما شقيقه الآخر مصطفى فكان معي في السجن ، اضافة الى لقاءات كانت تجري بيننا في بغداد ، واتذكر استاجرت له دارا ً عندما تزوج السيدة اقبال في منطقة السنك كنت اسكنها في وقته وكنا نستطع لتوجيهاته عند لقاءه باصدقاء امثال محمود الريفي والحقيقة ان بدر له تاثير واسع في مسيرة الشعب العراقي ومؤثرا في الوقت نفسه مع كل الذين كانوا يعيشون معه في ذلك الوقت وكنا ننحاز له في معاركه الادبية مع البياتي.
أما الذي لايعجبني فيه صديقي فلدي تحفظا على ذلك.. لانه وبعد ان غادر معسكر اليسار الى الاتجاه القومي اخذت كتابته تنهال على الرؤوس وهو يتنصل من تاريخه ومن الجهود التي اسهمت في رفع شنه وتاقديمه للجماهير ، والاوساط الثقافية وهذا ما خلق لدي انطباعا عن تخليه بسهولة عن تاريخه ،اضافة الى كتابته الغير منطقية عن ذلك التاريخ ، كذلك قيامه بالهجوم على عبد الكريم قاسم الذي اسهم في ارساله الى لندن للمعالجة بعد ان اغتاله البعثيون في انقلاب شباط الاسود.
* ماذا يقرأ الفريد بعد هذا العمر والكم الهائل من الاصدارات ؟
اشعر بالضمأ رغم قراءتي المتنوعة والعديدة منذ اكثر من 60 سنة اشعر بالضمأ يـأخذني الى موجة من الحزن عندما شارع المتنبي وارى الاف الكتب والعناوين التي تحملها ، احدق فيها واتمنى لو كان هنالك متسع من العمر للقراءة واستيعاب والاطلاع على ابداعات الكتاب والمؤلفين في شتى المجالات الثقافية والسياسي والانسانية والطبية والهندسية وغيرها . ما زلت ضمن منهاجي اليومي تقريبا اقرأ عدد من الصحق واقرا بعض القصائد من المجاميع التي تهدى الي وبعض التعليقات والكتب التي تهتم بتاريخ العراق والحركة الثقافية وكل يوم يمر علي اشعر بالحزن لانني مقصرا في هذا الجانب ، اي لايوجد مجال واسع للقراءة والمتابعة في خضم العمل اليومي والبحث عن الرزق والاشتغال في امور ادارية ومعاشية.
*هل وصل شاعرنا الى تحقيق كل ماتمناه في مسيرته الابداعية ؟
لايمكن ان يرضي شاعرا حقيقيا عن نفسه ويعتبر ما انجزه يقف في القمة ولايمكن ان يتجاوز هذه القمة لان النسان الشاعر الذي ما زال يتقد فكرا ويحلم ويتمنى ويتعلق بالحياة من كل الجوانب لابد ان يطمح الى كتابة جديدة تستطيع ان تتجاوز ما انتجه سابقا ربما يتحقق بهذه الامنية ابداعا لم يكن يحلم به لان الافكار لاتتوقف والشعر يظل محلقا والكلمات الطيبة ووقائع الحياة المتنوعة والمحتدمة وقد تكون رقيقة كالانسام وعنيفة كالبراكين.
*على الصعيد الشخصي ... ماقصة قطار الموت ؟ماذا تشكل في ذاكرتك؟
عندما اعتقلت عام 1963 كنت ضابطا احتياط برتبة ملازم ثاني وبعد انتفاضة حسن سريع في 3 تموز 1963 ومحاولته اطلاق سراحنا نحن الضباط المعتقلين في سجن رقم 1 لكي تنجز الانتفاضة التي اهدافها الاستيلاء على السلطة وطرد البعثيين واعوانهم حملونا في قطار نقل البضائع وهي عبارة عن حاويات حديدية ونقلونا باتجاه السماوة وكنت احد الذين حملوا في قطار الموت وانطلق القطار بعد منتصف الليل وعند بزوغ الشمس اخذت تصب نارها على العربات الحديدية التي حشرنا فيها حشراً وارتفعت درجات الحرارة واصبحت اشبه بالافران وقد انقذنا السائق الباسل الشجاع (المفرجي) حيث زاد من سرعة القطار باقصى ما يستطيع خلافا للتوصيات التي قدمت له ووصلنا الى السماوة وفتحت الابواب وتوفى احد الضباط برتبة نقيب فكان هدفهم هو الموت الجماعي ولكن لشجاعة المفرجي السائق انقذت حياتنا، ونجونا من مجزرة جماعية ، كان يخطط لها الحكم الارهابي البعثي في شباط الاسود وكانت نهايتنا في سجن نقرة السلمان.
تحية إلى النجـــوم
خلعت ذراك ثيابهَا الخضراء
وانتحبت على الأجداث
زقزقة الطيور
وتهالكت ألواح زورقنا الطرية
فوق أحداق المرافئ
وامتطت أكبادنا اللهفى
أعاصيرٌ معربدةٌ
عصورْ
وتقاسمتْ دمنا الرزايا السود
أعطبت الشفاه
مخالب العملاء.. شَـقّت في الصدور
نفقا من الآهات
وامتحنت بنا الأيام
وانهزمت نسور
ذعراً.. وأورقت النذور
عطشت ظلالك.. يا عروق الشهد
واكتسح الهجيرْ
صلواتنا ... يبست حناجرنا الهتوف
تقطعت أنفاسنا.. همساً
وأصراراً .. وأينعت الذرى
صارت مشاتل للكفاح
تعلمت .. حتى الصخور
منا.. وما زالت تدور
نفس المطاحن
ما تزال قيودهم
تمتصُّ وجنات الزهورْ
سيرة ذاتيه
ألفريد سمعان
ألفريد سمعان حنا المقدسي.
ولد عام 1928.
حاصل على ليسانس حقوق, ودبلوم عال في التخطيط من معهد الأمم المتحدة بدمشق.
مارس العمل الصحفي في عدة جرائد منذ عام 1952, في مجالي الأدب والرياضة.
شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والنشاطات الفنية والاجتماعية في دمشق, وبغداد, وليبيا.
دواوينه الشعرية: في طريق الحياة 1952 ـ قسم 1954 ـ رماد الوهج 1957 ـ كلمات مضيئة 1960 ـ طوفان 1962 ـ أغنيات للمعركة 1968 ـ عندما ترحل النجوم 1971 ـ الربان 1976 ـ مراحل في درب الآلام 1974 - 21 شروق - ليمونا (مسرحية شعرية).
مؤلفاته: دراسة اقتصادية في صناعة السكر في العراق.
كتب عنه العديد من المقالات والتعقيبات والدراسات في بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية, من بينها ماكتبه علي جواد الطاهر في مجلة الأديب العراقي, وبلند الحيدري في مجلة الآداب , وغيرها.
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة