بقلم: حيدرعاشور
يعتقد الكثير من الناس ان النظافة عنوان وطريق للصحة الجسدية فقط، وهذا أمر لا يناقشه أحد بل هو بديهي جداً لكل انسان يحب أن يكون نظيفاً.
وبما إن الحكمة الإلهية تقول ان النظافة من الايمان. فان سعادة الانسان وسروره في الحياة يعتمدان على أي مدى ينظف جسمه من قاذورات الوهم، ونفسه من الحسد والحقد والطمع، وسمعه من الوشاية ولسانه من النميمة !؟. وعينيه من التجسس على من حوله؟، وقدميه من السعي الى الشر ويديه من الامتداد لما ليس له.. وفكره من الجهل وعمله من الرياء، وخلقه من التباهي بما ليس فيه، ونفسه من السوء. حتى يحصل النظافة الجسمية والفكرية والخلقية والنفسية.
وثمة فارق كبير بين ان ينظف الانسان اسنانه بالفرشاة، ولا ينظف لسانه من قول الزور والبهتان، او ينظف جسده بالماء والصابون ولا ينظف قلبه من العداوة والمخاصمة او ينظف ملابسه ولا ينظف عقله من الافكار الفاسدة.
ليست النظافة في الجسد او الظاهر منها ولكنها في نظافة القلب والعقل والفكر والباطن حتى يحصل على نظافة صحيحة او صحة نظيفة..!. فكما نهتم بشكل يومي بنظافة جلودنا، يجب ان ننظف حياتنا من كل دنس ونطهر القلوب بصابون الايمان الذي يغسل الأحقاد ويزيل الأوجاع الحياتية الناتجة من فرط الاطماع الدنيوية بقلة القناعة.. يكفي أن تكرر مع نفسك (اللهم صل على محمد وآل محمد) لطاهرة القلب والنفس.
فالنظافة الصحية والنفسية لا تعني نظافة الجسد فقط. ولكنها تمتد لتشمل نظافة القلب واللسان والنفس. وبكلمات التهليل التي يحبها الله ان تعلى (صل على محمد وآل محمد) تصبح الحياة كلها نظيفة. وقبل أن تنصح غيرك بالنظافة الجسدية والنفسية؛ اعتن أنت أولاً بنفسك؟!.
فكم نحن بحاجة الى (صابون روحي) يغسل ويطهر النفس من أدرانها كي تصحو الاجساد والارواح وتسمو في الحياة الانسانية، فتعيد الفاسد عن غايته، وتصلح المنحرف عن اهدافه، وترجع المتجرأ على الله للطريق القويم.. فنظافة الجسد تساوي نظافة الروح. ونظافة النفس تسبق بالطاهرة نظافة الجسد. فلا إيمان بلا نظافة، ولكن النظافة من الايمان.
أقرأ ايضاً
- هل نحن في مواجهة أزمة غذائية أم تجاوزنا ذلك؟
- نحن أو الفوضى !!
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !