- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فيروس كورونا .. دراسة حديثة تكشف عن دلائل مهمة للاصابة به
بقلم: د. عبد المطلب محمد عبد الرضا
وصلت عدد حالات الاصابة بفيروس كورنا (COVID-19) لغاية يوم 21/5/2020 أكثر من (5) مليون مصاب واكثر من (328000) حالة وفاة على المستوى العالمي وما زالت الاصابات في تزايد مستمر مع انتقال بؤرة الوباء من دولة لاخرى ومن قارة لاخرى. وفي ظل هذه الظروففأن ايجاد دلائل سريعة ودقيقة ومبكرة لتقييم درجة خطورة الاصابة بالمرض هو أمر ضروري وحيويخاصة بالنسبة للمؤسسات الصحية التي تعاني من الضغط الشديد لغرض التشخيص السريع للحالات الاكثر حاجة للرعاية الصحية من غيرها والاكثر عرضة لتطور حالتهم الصحية نحو الحالة الاسوء.
واظهرت نتائج دراسة لعدد من الفحوصات التي اجريت على المرضى الاوائل الذين اصيبوا بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية ان بأمكان هذه الفحوصات معرفة خطورة التعرض للوفاة قبل عشرة ايام تقريبا من حدوثها مما يمنح الفريق الطبي والمؤسسات الصحية المعنية معلومات اساسية لاتخاذ الاجراءات المناسبة لمكافحة هذا المرض قبل الوصول الى مرحلة الخطورة القصوى والوفاة. وقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة (Nature Machine Intelligence) لهذا العام في المجلد الثاني, الصفحة 283-288 (يمكن الحصول على هذه الدراسة من الشبكة العنكبوتية - الانترنت).
فمن خلال دراسة قاعدة بيانات لنماذج دم (475) مريضا تم تشخيص اصابتهم بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية اقترح الباحثون طريقة بسيطة وعملية وسريعة لمعرفة الاشخاص الاكثر عرضة للخطر الشديد من غيرهم عن طريق استعمال ثلاث دلائل حيوية, عند اجتماعها, تصبح كاشفة لخطورة المرض. وهذه الدلائل الحيوية هي وجود كمية عالية من بروتين ومن انزيم ونسبة قليلة من كريات الدم البيضاء (Lymphocyte). ففي (90%) من الحالات فأن اجتماع هذه الدلائل الحيوية الثلاث لدى المريض تعني وجود خطورة عالية. وهذه الفحوصات يمكن اجرائها بسهولة وفي اغلب المختبرات الطبية والمستشفيات التي تستحق اسمها كمؤسسات صحية.
ان أول الدلائل الحيوية الثلاث هو وجود نسبة عالية من انزيم موجود تقريبا في اغلب خلايا الجسم البشرية الحية وهو انزيم الـLDH(Lactic dehydrogenase).ان وجود نسبة عالية من هذا الانزيم بمفرده يبدوا انها تلعب دورا مهما جدا في التمييز ما بين اغلب الحالات التي تحتاج الى رعاية صحية عاجلة.فبشكل عام فأن النسبة العالية لهذا الانزيم تعني غالبا وجود تدهور في انسجة الجسم وهو تدهور مرتبط بالعديد من الامراض ومن ضمنها مرض ذات الرئة.
اما ثاني الدلائل الحيوية فهو مستوى منخفض من كريات الدم البيضاء (Lymphocyte). هذه الكريات التي تمثل ما بين (20 – 40%) من مجموع كريات الدم البيضاء لها دور اساسي في تفعيل جهاز المناعة وان وجود نسبة قليلة منها تعني عدم قدرة الجسم على مكافحة الفيروس.
وأخيرا فأن الدليل الحيوي الثالث فهو وجود كمية كبيرة من البروتين (hs-CRP) وهو مصطلح يقصد به(high-sensitivity C-reactive protein) وهو دليل على وجود الالتهابات. وهذا البروتينمؤشر مهم على تشخيص مرض تنفسي وعلى حالة من الالتهابات المزمنة.
ويجب اعتبار اجتماع هذه الدلائل الحيوية الثلاث لدى المريض على كونه حالةمقلقة للغاية مما يسمح في نفس الوقت بتوجيه افضل اهتمام بالمصاب. ان هذه الفحوصات يمكن ان تساعد المؤسسات الصحية والمستشفيات المكتضة في ترتيب الاولويات بشكل سريع خاصة في حالة وجود حالات كثيرة مع الاستفادة القصوى من الكوادر الطبية القليلة المتوفرة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً