بقلم: رشا اسماعيل العزاوي
ماذا وراء نشر الولايات المتحدة الامريكية لنظام "ثاد" الصاروخي الدفاعي في اسرائيل؟
يعد ذلك اختبارا لقدرة الجيش الامريكي على النشر السريع لمثل تلك الاسلحة في أنحاء العالم. كما يعد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، فضلاً عن أن هذا النظام هو الاكثر تقدما في العالم، وبذلك يكونون الاقوى في التعامل مع التهديدات القريبة أو البعيدة المنطلقة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
ونظام "ثاد" هو منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض - جو يستعمل من قبل الولايات المتحدة وبعض حلفائها؛ إذ أن التصعيد الحالي من قبل الولايات المتحدة يأتي وسط توتر متزايد بين اسرائيل وايران بسبب حملة القصف الاسرائيلية في سوريا وتصريحات وزير الخارجية الايراني التي قال فيها انه لا يمكنه استبعاد إمكانية نشوب صراع عسكري بين الدولتين؛ فالتهدئة على الجبهة الكورية يقابلها تصعيد على الجبهة الايرانية.
إن الصراع بين القوى العظمى برز بشكل واضح بعد ثورات الربيع العربي التي فتحت الباب للتدخل من قبل هذه القوى التي سعت لاستغلال الانقسامات والصراعات العرقية والدينية والسياسية داخل الدولة الواحدة في إيجاد مسرح للصراع في ما بينها على قواعد للنظام الدولي الذي ينشده كل طرف؛ إذ أخذت التحالفات شكلاً مختلفاً عن السابق فلم تعد مقتصرة على التحالف مع أنظمة سياسية تحكم بلداً معيناً، وإنما بدأنا نشهد تحالفات مع تنظيمات وحركات محلية متصارعة داخل الدولة الواحدة الهدف منها استدراج الخصم للدخول في معارك مباشرة مع هذه التنظيمات ونشر الفوضى. فهل ستكون هناك مواجهة مباشرة بين هذه القوى العظمى؟ وفيما إذا تحقق ذلك ماهي طبيعة تلك المواجهة؟
بعد احتلال العراق عام 2003 واستنزاف القوات الامريكية في هذه المواجهة، لن تعيد الكرة فلا يمكن أن تكون هناك مواجهة عسكرية مباشرة، انما الاكتفاء بآليات الحرب الباردة كالحرب بالوكالة وسباق التسلح وسياسة الاحتواء، أياً كانت المواجهة، فإن منطقة الشرق الأوسط هي أحد أبرز المسارح التي ستكون المواجهة فيها على أشدها. فهل ستنتهي هذه المواجهة بإعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، وتقاسم مناطق التفوذ فيه؟