سامي جواد كاظم
دائما هكذا نحن لا نشعر بالخير الا بعد فقدانه وساعتها نقول ولات حين مندم التي ذكرت في خطب الجمعة السابقة، الخطبة الثانية التي تتزاحم عليها وسائل الاعلام هذا ناهيك عن الاجهزة الاستخباراتية او المنظمات البحثية او الشخصيات السياسية لمعرفة وجهة نظر المرجعية بالاحداث العراقية خصوصا والاسلامية عموما، وكانت الخطبة تتناول كل مفاصل مجريات العملية السياسية وتاثيراتها الامنية والاقتصادية والاجتماعية، وفي بعض الخطب كانت العبارات صريحة وحادة (اضرب بيد من جديد)، وغيرها من الجوانب الحساسة التي تهم الشان العراقي.
نادمون جميعنا على ما جرى وما يجري ونخشى على ما سيجري، المرجعية التي لم تكتف بالخطبة الثانية فقط بل استخدمت البيانات والنصائح من اجل النهوض بالواقع العراقي، بل تطرقت الى تفاصيل دقيقة لم يتوقع الراي العام المحلي والعالمي ان تصدر من السيد السيستاني، فقط نصائح المرجعية للمقاتلين في ساحات القتال فيها من المضامين الرائعة التي تدل على علو شان الخطاب الاسلامي في ضمان حقوق الجميع بما فيهم العدو وتجنب الجميع الانتهاكات. هذا ناهيكم عن الاستجابات السريعة في التعامل مع النداءات التي تصل المرجعية من اجل مساعدة النازحين في شمال وجنوب وغرب وشرق العراق.
اليوم ونحن نرى ان ولات حين مندم كانها تجلت امامنا ونحن نعيش الاجواء السياسية المربكة بكل مفاصلها، وحتى الاعلام لم يكن بمستوى الطموح في التعاطي مع مواقف المرجعية الخاصة بالشان السياسي العراقي من اجل الحفاظ على العراقيين والعراق، فالاقلام المسمومة تاخذ حيزها في وسائل اعلامية مدعومة هذا ناهيكم عن المواقف المتخاذلة لبعض السياسيين في التعامل مع الاوضاع الراهنة.
وهنا لابد لنا من الاشارة الى امر غاية بالاسف والخطورة، سابقا عندما تلتقي المرجعية بشخصية سياسية كان يكون رئيس وزراء لانه الاهم من بين المناصب فان هذا اللقاء لا يعني دعما لشخص رئيس الوزراء او لكتلته او حزبه بل دعما للجهود التي من المفروض ان يبذلها من اجل العراق والعراقيين، الا انه للاسف الشديد اصبحت عند البعض دعاية للمدح وعند البعض الاخر مبرر للقدح.
اليوم خطبة الجمعة الثانية تتناول الوضع العام الاجتماعي تربويا واخلاقيا اكثر من الشان السياسي فتخاطب الفرد (شباب او نساء) وتارة تحاطب العائلة، وفي بعض الاحيان نحاول ان نقرا بين السطور لنرى العلاقة بينها وبين ما يجري اليوم على الساحة العراقية ولربما نخطئ التقدير والنتيجة كانت بالامس النصيحة تطرق مسامعنا واليوم من يريدها فليذهب الى بابها ان كان قادرا على الالتزام بها وليس لديه سوابق بالتخاذل، وحقيقة لا يوجد ما يستحق النصيحة اليوم فان كل الاحداث هي بعينها بالامس ولربما مختلفة بالزمان والمكان والاشخاص الا ان جوهر مسمياتها هي بعينها التي تطرقت اليها المرجعية.
سابقا كنت اتابع حقل المرجعية في الاعلام من على موقع المرجعية لاطلع على من تحدث عن المرجعية سواء مقال او تحليل الخطبة، اليوم اكتفى الموقع بروابط بعض الخطب المهمة والبيانات السابقة للمرجعية.
نامل ان يكون ثمن الندم قد سدد ويكفينا ما نحن عليه بسبب عدم التعاطي مع النصائح بشكل جدي لتشرق علينا شمس تحمل معها الامل لرؤية حياة جديدة مليئة بالمحبة والتعايش السلمي الذي هو من اولويات المرجعية
أقرأ ايضاً
- "مقارنة ساخرة".. محظية السلطان بين الأمس واليوم
- خطبة الامام زين العابدين في مجلس يزيد
- أهمية عودة خطب الجمعة وتأثيرها الكبير على الشارع العراقي