اعتبر ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 رجب الأصب 1431هـ الموافق 25-6-2010م إن الكهرباء ليست من الأمور الترفيهية أو الكمالية بل إنها من الأمور المهمة والحساسة وخصوصا في العراق مع ما يمر به البلد في هذا الصيف اللاهب الذي يحتاج إلى رفع معاناة الناس.
وأكد سماحة السيد الصافي إننا بحاجة إلى طريقة تعامل مع ملف الخدمات بصورة عامة من دون مجاملة على حساب البعض، وإن القرار المركزي في قطع خطوط الطوارئ على المسؤولين يعد قرارا جيدا ومهما، متمنيا أن يبقى ساري المفعول بسبب إن المسؤول وعنوان المسؤولية لا يخرجه عن انه بشر، والفقير المحروم من الكهرباء لعدم كونه مسؤولا لا يخرجه عن عنوان البشر، فهذا بشر وهذا بشر وهذا يتأثر بالحر وهذا يتأثر بالحر ... وتمييز المسؤول في كل شيء، فراتبه مميز ووضعه الخاص مميز وطريقة معيشته مميزة، والمواطن لا يتميز بشيء، هذا حيفٌ ينبغي دفعه!!.
وأضاف سماحته : إن \"تمييز المسؤول عمليا عن باقي المواطنين يفقده موضوعيته، طالبا حلولا جدية لمشاكل الخدمات وبشراكة الجميع وليست شكلية، مؤكدا انه لا يأتي ذلك إلا بتحسس المعاناة من قبل المسؤولين\".
وجدد سماحته \"تأكيد المرجعية الدينية على الإسراع في تشكيل الحكومة لأن التأخير في تشكيلها يؤدي إلى فراغات ليست في مصلحة البلد، وكلما تحركت عجلة الحوارات الهادفة والجدية لتشكيل الحكومة كلما تشكلت فعلاً الحكومة وتبعا لذلك تتشكل بقية المفاصل المهمة حتى نبني مسيرة البلد\".
وقال سماحته إن \"الحوارات بين المسؤولين يجب أن تكون لها نهاية لان التحديات أمام البلد خطيرة وكبيرة، مشددا على وجوب أن تكون هناك حلول للانتقال إلى عملية البناء والاعمار، وذلك ببذل الجهود من الجميع وبلا استثناء لغرض عبور هذه المرحلة والانتقال إلى المرحلة الجديدة\".
وأكد سماحته ضرورة أن يكون هناك ميزان لاختيار الوزراء والمسؤولين في الحكومة، مشيرا إلى \"وجوب مهنية المسؤول لأن المهنية في العمل تختصر الطريق وتوفر حلولاً سريعة ناشئة عن فهم وعن واقعية، يعرف صاحب المهنة من أين تؤكل الكتف، وهو قادر على تشخيص المشكلة وقادر على حلها \".
وانتقد سماحته موضوع استشراء الفساد الإداري والمالي الذي أصبح \"ظاهرة في دوائر الدولة\"، معتقدا أنه يجب \"اختيار شخصية قوية ونزيهة لإدارة أي ملف لأن نزاهة المسؤول وصراحته مع الشعب تؤدي إلى قوة المسؤول، ولا بد من وجود عناصر تتصف بنظافة اليد، وعندما نفتح بعض ملفات الفساد نجد إن المسؤول يقول صرفنا مبالغ بمليارات الدنانير للقطاع الفلاني وترى القطاع الفلاني لا يزال يراوح في مكانه !! من المسؤول عن ذلك ؟!! فمن المعيب ان نسمع بين فترة وأخرى الفساد مستشرٍ في هذه الدائرة أو تلك، فهذه الحالة أصبح المواطن ينظر لها بعين الترقب، ويتساءل إلى متى يبقى الوضع هكذا ؟!\". وأضاف \"إننا بحاجة إلى المهنية وإلى شخصيات قوية، وكلما كان المسؤول نزيها ومهنيا كلما كان قوياً ويكون صريحاً مع الشعب بشكل واضح \"..
وحث سماحته أعضاء مجلس النواب الجدد على \"دراسة وضع البلد الآن من خلال اللقاءات مع أبناء الشعب لتشخيص الأخطاء ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل وخصوصا في هذه المرحلة المهمة والحساسة التي يمر بها البلد\"، مؤكدا \"ان صراحة المسؤول الخدمي خاصة أفضل من إعطاء وعود غير قابلة للتطبيق، فالمسؤول يجب ان لا يستحي من واقع البلد، فهذا بلدنا وعندما يقول المسؤول هناك مشكلة في الملف الفلاني عليه أن يبيّن هذه المشكلة ، والأمور التي تخص حياة المواطن بشكل مباشر ويجب أن تطرح بشكل سلس وبشكل واقعي\" .
وفي ختام الخطبة طالب سماحة السيد الصافي المسؤول \"بان يخدم الشعب ويلبي حاجة الناس، وان يدرس معاناة الشعب وان يلتقي مع المواطنين وان يشخص وان يبين إستراتيجية واضحة ويستفيد من أخطاء وايجابيات الماضي، وليس من العيب أن يخطئ الإنسان ولكن العيب أن يبقى مصرّا على الخطأ ولا يعترف به\".
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يحدد جلسة خاصة لمناقشة العدوان على لبنان (وثيقة)
- النزاهة: نحو 250 ألف متجاوز على نظام الحماية الاجتماعية من أرباب وأفراد أُسر الموظفين
- خلال يوم واحد.. 558 شهيداً في الغارات الإسرائيلية على لبنان