حجم النص
تفقد مراسل وكالة نون الخبرية المصور الحربي (محمد المنصوري) الراقد في مستشفى زين العابدين، اثر اصابته بطلق ناري اخترق رئته اليمنى، اثناء تغطيته لمعارك لواء الطفوف جنوب قضاء البعاج. وقال المنصوري في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "اثناء تغطيتي لمعارك لواء الطفوف التابع للعتبة الحسينية المقدسة لتحرير احدى القرى جنوبي قضاء البعاج، وكنت في المقدمة مع المقاتلين، وبعد وصولنا الى مشارف القرية بدأت الاشتباكات وتمت بحمد الله اسكات النيران وتحرير القرية، وبعد التحرير وضعت الكاميرة لاجراء لقاء مع آمر لواء الطفوف قاسم مصلح لاعلان تحرير القرية باغتنا العدو برشقة من سلاح (PKC) استقرت احدى الاطلاقات في صدري وصحت على اثرها بكلمة (ياعلي)، بينما شرع المقاتلين بمعالجة مصدر النيران". تم نقلي على الفور بسيارة اللواء الى طبابة اللواء والذي يبعد 1كم من مكان الاصابة، بعدها تم نقلي الى مستشفى ميداني اخر في تل عبطة، حيث اخبرني الطبيب هناك ان الاطلاقة استقرت في منطقة حرجة جدا من جسمي وحالتك صعبة للغاية، تلقيت العلاج الاولي في تل عبطة بعد مسير بعجلة الاسعاف لثلاثة ساعات في طرق وعرة ما زاد في آلمي وجراحي، بعدها تم نقلي الى بغداد في مدينة الطب بعجلة اسعاف. في مدينة الطب وفي الطابق التاسع في ردهة الجراحة الصدرية تم فتح ضمادي، وتركي على سرير، في ردهة مليئة بالنفايات والاوساخ مع وجود عدد لابأس به من القطط، ولم يأتني احد ولم اجد اي اهتمام او انسانية من احد، فكانت المشافي الميدانية افضل بكثير من مدينة الطب.. عندها استسلمت للنوم، واثناء نومي شعرت بحركة على جرحي في صدري فتوقعت ملائكة الرحمة جاءت لتطهير جرحي وضماده، فتحت عيني واذا بفأر استقر على صدري ليلثم جرحي، عندها اتصلت بعائلتي واخبرتهم انني مصاب وارقد في مدينة الطب. وانا في الطابق التاسع يُطلب مني ان اصور صورة اشعاعية للاصابة، والاشعة تقع في الطابق الارضي وانا لا استطيع السير ولاتوجد كراسي متحركة او معين يهتم بي، فكان علي لزاما ان اذهب الى الطابق الارضي بواسطة المصعد المزدحم والذي يصعد للدور الـ(16) ثم يهبط للدور الارضي مع توقفاته الكثيرة، وعند وصولي لقسم الاشعة قالت لي احدى المنتسبات الساعة الان الواحدة والنصف ولم يتبقى لنهاية الدوام الشيء الكثير ونحن قمنا باطفاء الجهاز، وعندما قال لها المنصوري اني بحالة خطرة وظرفي لايسمح لي بالمزيد من الانتظار، فقالت (من گايلك تروح تقاتل وتنجرح، روح اگعد يم امك، احنه منظل حايرين بالجرحى)، عندها وصلت الى مرحلة الكآبة واليأس. كما انني صورت الاشعة لمرتين مرات نتيجة اخطاء في التصوير، ولما قلت للمعنيين عن سبب هذه الاخطاء التي اتحملها انا من صحتي ووضعي قال لي (اني ما دازك تقاتل وتنجرح وتجيني)، يبدو ان هذه العبارات متعارف عليها. بعدها اتصلت بمعارفي وتم نقلي الى كربلاء لمستشفى السفير وبعدها زين العابدين، حيث اخبرني الكادر الطبي في زين العابدين، لو بقي هذا المصاب ساعة واحدة من الان لفارق الحياة، وفي مستشفى زين العابدين تلقيت كل العناية والانسانية وشعرت بالاطمئنان والسكينة وانا بين اهلي وناسي وبيد امينة من كوادر طبية تعرف معنى الرحمة وتعي دور مقاتلي الحشد الشعبي. وينتظر المنصوري اجراء عملية جراحية في الرئة حيث يرقد الان في مستشفى زين العابدين. حمزة اللامي - بغداد
أقرأ ايضاً
- أسبوع على الإعلان الرسمي لخفض جنودها بالعراق.. أمريكا تنقل معداتها من محافظتين إلى إقليم كردستان
- الشرطة الاتحادية تعلن القبض على 10 متهمين في 4 مناطق
- البصرة.. تحرير امرأتين وطفلة والقبض على الخاطف