حجم النص
بقلـــــــم: علي محمد العكيلي انه الجدل في العراق في تجليات مشهد ما بعد السياسة وأحلام الطامحين فيها الى السلطة انتقل كما تنتقل النار في الهشيم من اهل السياسية الى الشارع والجمهور بحيث أمسى هو الشغل الشاغل لكل فئات المجتمع في الأسواق والمقاهي ومركبات النقل ودوائر الدولة،وفي كل مجلس وتجمع ومكان وحيثما ولى المرء وجهه جدل وجدال،وبعضهم امتهن الجدل حتى نبغ فيه والسبب فضائيات الساسة فهم يشاهدون المواد الإعلامية بحسن نية فيتأثرون ثم لا يلبثون ان يتجاوزوا المشاهدة والإعجاب إلى حد الأقتداء والتجربة والاستماتة في الدفاع عن آرائهم سواء كانت صواباً ام خطأ بحيث يحسبهم من جهل خبايا اهل الجدل فطاحل التحليل وخبراء في النقد وهم الى ما تحت الصفر أقرب. والجدل كما يعرفه اهل الأختصاص هو العناد والتمسك بالرأي والتعصب له. وقد ورد لفظ الجدل في القرآن الكريم تسعة وعشرين مرة كلها في سياق الذم، إلا في ثلاثة مواضع وهي قوله تعالى: " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "، وقوله تعالى: " وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "، وقوله تعالى: " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا " أما بقية المواضع في القرآن الكريم فإما أن تكون في سياق عدم الرضا عند الجدال وإما عدم جدواه، وبالمجمل فإن الجدل لم يؤمر ولم يمدح في القرآن الكريم على الإطلاق، وإنما قيد بالحسنى. الذي استطيع ان اقوله عن تجربة واستقراء ان الجدل وطول اللسان لم يثبت قط حقاً ولم يمح باطلاً وأن الحقيقة هي في الواقع بنت البحث والمناقشة الهادئة والهادفة،وليست بنت من يكون عنيداً لايسمع غير صوت نفسه،فمن يريد ان يعطي مثالاً حسناً عن دينه او حزبه او جماعته او طائفته فليعامل الناس برحمة وإنسانية وحب وانصاف بالاقوال والافعال بدل البحث عن الغلبة والسيطرة وبسط النفوذ والاستحواذ على سير المجالس وبدل الكلام الطويل العريض المشحون بالغضب احياناً والانفعالات والاستفزاز والاستعراض. والســـــــــلام
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً