حجم النص
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا كتبه أحد صحفييها، الذي اختطف في سوريا عام 2014، يستنكر فيه مشاهدته لخاطفه الذي أطلق عليه الرصاص مرتين وهو يحتفل بانتصار بسيط في شمال سوريا، مدعوم بالغارات الأميركية والتدخل التركي المباشر. وكتب الصحفي، أنتوني لويد، تحت عنوان "الرجل الذي أطلق النار عليّ يعمل لدى (سي آي آيه)"، واصفا ما انتابه حين شاهد صور وفيديو على وسائط التواصل الاجتماعي تظهر حكيم أبو جمال يحتفل بانتصار في بلدة الراعي شمال سوريا، قرب الحدود مع تركيا. ورغم تذكره لوجه الرجل، الذي أطلق النار على كعب قدمه اليسرى عن قرب في مايو 2014، إلا أنه سعى لتأكيد هوية من في الصور والفيديوهات من مصادر سورية. وأكدت تلك المصادر، حسب تقرير لويد في التايمز، شخصية حكيم أبو جمال، الذي يعرف أيضا باسم عبدالحكيم ياسين وحكيم عنزة. ويظهر حكيم في الصور ملوحا برشاشه الكلاشينكوف وسط مجموعة المقاتلين، الذين دخلوا من تركيا مؤخرا لمحاربة داعش والميليشيات الكردية في شمال سوريا. ويحكي الصحفي البريطاني كيف كان ضيفا في بيت حكيم هو والمصور جاك هيل قبل اختطافه، ليكتشف بعد ذلك أن مضيفه ودليله هو من رتب اختطافه مع مصوره ومرافقين سوريين وحين حاولوا الهرب، فر المرافقان السوريان وأمسك الخاطفون بأنتوني وجاك. وعوقب أنتوني لويد كما يقول بالضرب وإطلاق حكيم رصاصتين على كعبه، إثر الإمساك به ما بين قرية تل رفعت والحدود التركية. وحسب الصحفي البريطاني، فإن حكيم أبو جمال برر الاختطاف بأنه يريد الفدية أو بيع المخطوفين الأجانب لجماعة أخرى لتوفير المال لشراء السلاح. ويتوسع التقرير في كيف أن أجهزة الأمن الغربية، وفي مقدمتها الأميركية، والتركية تعرف سجل أبو جمال وأمثاله، إلا أن رغبتهم في تحقيق إنجاز في سوريا دفعتهم للتغاضي عن "تطهير المجرمين". ويؤكد لويد أن الأميركيين والبريطانيين يعرفون خلفية حكيم، وأن أقاربه عناصر في جبهة النصرة وتنظيمات موالية للقاعدة. ويقول التقرير إن حكيم يعمل مع جبهة الشامية المدعومة من المخابرات الأميركية (سي آي آيه) وينقل عن خبراء غربيين أن تدقيق خلفيات المقاتلين الذين يعتبرون "معتدلين" ربما يتم التغطية عليها من قبل الأجهزة التركية، التي يعتمد الأميركيون على معلوماتها باعتبارهم في الأغلب مقيمين في تركيا. وتوجد غرفة عمليات في الجانب التركي من الحدود تتولى تحديد من يستفيد من التسليح والمؤن والرواتب من المقاتلين السوريين. ويشير التقرير إلى أن جماعة نور الدين زنكي، التي اعتمد عليها التدخل التركي الأخير، أكثر من غيرها مشهورة بتطرفها مذكرا بفيديو انتشر في يوليو لأحد عناصرها وهو يقطع رأس صبي مريض. يذكر أن جماعة الشامية ونور الدين زنكي تتلقيان الدعم الأميركي في العمليات الأخيرة.
أقرأ ايضاً
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- أميركا تنشر تعزيزات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط
- مركز يهاجم المندلاوي: محاولات نقل الدائرة الإعلامية خارج البرلمان تقييد للعمل الصحفي