حجم النص
ذكر موقع “بي بي سي” الالكتروني في تقرير له عن العراق ان دور اية الله السيستاني في العراق اصبح ملفتا بعد عام 2003. فهو اكبر مرجع ديني شيعي عراقي يتبعه معظم الشيعة في هذا البلد. ان النظام الديمقراطي في العراق بعد عام 2003 عزز دور الاغلبية الشيعية في الحياة السياسية في العراق وبالتالي ظهرت فرصة واسعة مترافقة مع المطالب الاجتماعية لاضطلاع القادة الدينيين الشيعة في العراق بدور سياسي. وفي هذا الخصوص فان الدور الانساني للسيستاني في تهدئة الاضطرابات الاجتماعية في العراق وزيادة المسؤولية الاخلاقية للمواطنين العراقيين خلال مواجهاتهم اليومية والمستمرة للتيارات الارهابية المختلفة في العراق اكتسبت اهمية اكبر. واضافت “بي بي سي” في تقريرها انه طوال زعامة السيستاني لا يمكن مشاهدة موقف او راي او اداء طائفي منه. وتابعت انه بناء على ذلك فقد بذل السيستاني بعد سقوط النظام البعثي جل جهده للتطبيق السريع لانتخابات الدستور والانتخابات البرلمانية وقام بنقد المسارات غير الديمقراطية في العراق او مواجهتها. والنتيجة التي يمكن استخلاصها من هذا النمط من الاداء هي ان السيستاني ركز دوره السياسي على تثبيت النظام السياسي الديمقراطي واحتواء الاضطرابات الطائفية. وعلى الرغم من انه الزعيم الديني للشيعة في العراق لكنه لم يتوجه في خطاباته الى الشيعة وحدهم بل يستخدم تعبيرات عامة ليخاطب عامة الشعب العراقي. فمواقفه السياسية تتوجه الى عموم الشعب العراقي. وبعد سقوط الموصل وتقدم داعش نحو وسط وجنوب العراق، اشيع بان اية الله السيستاني اصدر فتوى للجهاد لمواجهة داعش. ان صدور هكذا فتوى يمكن ان يكون مؤشرا على تركيبة الشانين الديني والسياسي لان الفتوى لا تتوجه فقط الى مقلديه الشيعة بل حتى تشمل مقلدي سائر مراجع الدين في حين ان الفتوى هي شان سياسي تتصل بالدفاع عن الوطن وهو موضوع يخص جميع ابناء الشعب العراقي. وقالت “بي بي سي” ان التوصيات الاخلاقية للسيستاني كان لها بالغ الاثر في خفض حالات انتهاك حقوق الانسان خلال الحرب مع داعش ووفرت ارضية مسايرة الدول السنية في المنطقة لعملية محاربة داعش. وقال كاتب المقال انه التقى اية الله السيد محمد بحر العلوم وهو من المقربين من اية الله السيستاني عام 2009 وقال بحر العلوم انه سمع من السيستاني بعد حادث تفجير الضريحين العسكريين في سامراء بان الشيعة يجب ان يتجنبوا ردود فعل مماثلة للاحداث الارهابية وان يمتنعوا عن تشكيل اي مجموعة عسكرية وبدلا من ذلك ان يساعدوا قوات الامن العراقية في القبض على الارهابيين وان يحيلوا معاقبتهم للقضاء العراقي. واضاف ان السيستاني اعتبر في مناسبات مختلفة اهل السنة في العراق بانهم “نفس الشيعة” ونهى عن اي اعتداء والتطاول عليهم ردا على الحملات الارهابية التي يرتكبها المتطرفون. وفضلا عن ذلك فان الناطقين الرسميين باسم السيستاني بمن فيهم الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي دعموا خلال الاحتجاجات السلمية للمناطق السلمية خلال الاعوام 2012 – 2014 مطالبهم المشروعة وطالبوا الحكومة آنذاك بالنظر في هذه المطالب. وتابع ان اية الله السيستاني اصدر في شباط/فبراير 2015 سلسلة توصيات لعامة القوات العسكرية المشاركة في الحرب ضد داعش بما فيها قوات الجيش والحشد الشعبي. واندرجت هذه التوصيات في عشرين بندا تشمل القواعد الاخلاقية في ساحة الحرب وهي تعتبر تقريرا دينيا عن قواعد حقوق الانسان، بما فيها تجنب التطرف والتمثيل بالاخرين وقتل الشيوخ والنساء والاطفال وقطع الاشجار والتطاول على نفس ومال المدنيين وتجنب استهداف المشتبه بهم قبل التاكد من وضعهم والامتناع عن سب العدو او ايذاء الاسرى وسوء المعاملة مع غير المسلمين وتكفير المسلمين حتى وان كانوا من داعش والتوصيات المتكررة بمراعاة الاخلاق الانسانية في كافة ابعادها. وفي بدء عمليات تحرير الفلوجة في 23 ايار/مايو كرر اية الله السيستاني توصياته السابقة واكد على مراعاتها بشكل كامل ودقيق من قبل الجنود العراقيين.
أقرأ ايضاً
- مع تصاعد التوترات.. البرلمان يعقد "جلسة طارئة" لمناقشة التهديدات الإسرائيلية
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث