حجم النص
أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، اليوم الأربعاء، مباشرتها بإقامة مخيم للنازحين في كربلاء، مبينة أنه واحد من أربعة مخيمات تضم ألفاً و700 وحدة سكنية تنفذ بدعم من الحكومة اليابانية، في حين أكدت طوكيو أنها قدمت أكثر من 220 مليون دولار لمساعدة النازحين في العراق، بين مجلس محافظة كربلاء، أن الأولوية في توزيع الوحدات السكنية بالمخيم ستكون للنازحين المسجلين لدى دائرة الهجرة والمهجرين بالمحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد). جاء ذلك خلال احتفال أقيم اليوم، للإعلان عن بدء إقامة مخيم النازحين على الطريق الرابط بين كربلاء والنجف، وحضرته (المدى برس). وقال مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق، عرفان علي، في كلمته بالمناسبة، إن "مخيم النازحين في كربلاء يقام بتمويل من الحكومة اليابانية دعماً لجهود الحكومة العراقية في هذا المجال"، مشيراً إلى أن "مخيم كربلاء واحد من أربعة مخيمات تضم أكثر من ألف و700 وحدة لإيواء النازحين يؤمل تنفيذها خلال الأسابيع المقبلة في أربع محافظات بتمويل من الحكومة اليابانية". وأضاف علي، أن "مخيم كربلاء يضم 406 كرفانات مع البنى التحتية اللازمة لها"، مبيناً أن "المشروع انطلق بالتعاون مع الحكومة المحلية في كربلاء ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية". من جانبه قال السفير الياباني في العراق، فوميو ايواي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مخيم النازحين في كربلاء جاء استجابة للأزمة الانسانية الناتجة عن سيطرة عصابات داعش الإرهابية على بعض المدن العراقية، التي أسفرت عن نزوح قرابة أربعة ملايين مواطن"، مؤكداً أن "اليابان تولي اهتماماً بالغاً لملف الأمن الإنساني لتأمين حياة كريمة وآمنة لاسيما للنازحين". وأوضح ايواي، أن "الحكومة اليابانية تمول مشاريع مخيمات أخرى للنازحين في محافظات دهوك وبغداد وميسان"، لافتاً إلى أن "طوكيو قدمت للعراق 220 مليون دولار للعراق لمساعدة النازحين منذ بداية موجة النزوح في سنة 2014، وحتى الآن". وتابع السفير، أن "اليابان قدمت مؤخراً 16 مليون دولار كمنحة لصندوق تمويل تحقيق الاستقرار الفوري في المناطق المحررة من عناصر تنظيم داعش، الذي يديره برنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق"، عاداً أن "الحل الأمثل لأزمة النازحين يتمثل بعودتهم إلى مناطقهم". لكن ايواي، أقر بأن "الأضرار الجسيمة التي خلفها داعش في البنى التحتية للمدن التي استولى عليها، تؤخر عودة أهلها النازحين إليها"، مستطرداً أن "النازحين في كربلاء يواجهون ظروفاً معيشية قاسية على الرغم من بذل الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة المحافظة جهوداً لمساعدتهم". بالمقابل قالت رئيس لجنة الهجرة في مجلس محافظة كربلاء، ليلى فليح، في حديث إلى (المدى برس)، أن "الأولوية في توزيع الوحدات السكنية بالمخيم الجديد ستكون للنازحين المسجلين لدى دائرة الهجرة والمهجرين بالمحافظة"، مبينة أن "لجنة مشتركة من الحكومة المحلية ووزارة الهجرة والمهجرين ستحدد المحتاجين للسكن من العوائل النازحة المتواجدة في الجوامع والحسينيات بالمحافظة، والنازحين من ذوي الشهداء والجرحى، ومن ليس لهم معيل". وكان نازحون شبك في كربلاء، قد اتهموا في (الـ12 من أيار 2015 المنصرم)، الجهات الحكومية بـ"تشريدهم وإهمالهم" بعد مطالبتهم بترك الفنادق التي اسكنوا فيها، وطالبوا رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالإشراف على ملفهم وايجاد حل لمشكلتهم، في حين اتهم مجلس كربلاء وزارة الهجرة والمهجرين بخلق "مشكلة" للمحافظة والتسبب بتأخر انجاز مجمع إسكان النازحين، حمل دائرة الهجرة لجنة النازحين مسؤولية تقييد عملها. وكانت إدارة كربلاء، قد أعلنت في (التاسع من شباط 2015 المنصرم)، توقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة الدولية للهجرة لفتح مقر لها في المحافظة، (108 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتقديم مساعدات للنازحين فيها وباقي مناطق الفرات الأوسط، في حين عدت المنظمة أن المذكرة تؤمن الشراكة بينها وحكومة كربلاء للعمل كفريق واحد لمساعدة النازحين، الذين يعانون أوضاعاً "مأساوية" تتطلب المزيد من المساعدة والدعم لتمكينهم من العيش الكريم. وكان مجلس محافظة كربلاء، قد عدّ في (الـ21 من تشرين الأول 2014)، أن ملف النازحين سبّب "أزمة" أمنية واجتماعية للمحافظة، عاداً أن الحلول التي أوجدت له "ترقيعية"، وفيما بيّن إن المحافظة استقبلت نازحين أكثر من المحافظات الأخرى، أكد اختراق الجماعات "الإرهابية" للنازحين، منتقداً تأخر إنشاء مخيم لهم وعدم تحويل مبالغ هذا الملف للمحافظة، مطالباً رئيس الحكومة، حيدر العبادي، التدخل مباشرة لحل المشكلة. وكانت إدارة كربلاء، قد اعلنت في،(الرابع من آب 2014 المنصرم)، استقبال المحافظة، قرابة 50 ألف نازح، داعية المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة في هذا الملف الذي بات يفوق إمكانياتها، في حين أبدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) استعدادها المشاركة في إقامة مجمع سكني مؤقت لأولئك النازحين، وتنفيذ برامج تعليمية وأخرى لرعاية الطفولة والصحة النفسية لهم. وكانت الحكومة اليابانية، أعلنت في (الـ24 من كانون الثاني 2016)، تقديمها حزمة مساعدات جديدة للعراق قيمتها مئة وخمسة ملايين دولار، لتخفيف محنة النازحين واللاجئين السوريين وتسهيل عودتهم لمناطقهم المحررة من (داعش)، مبينة أن مساعداتها الإنسانية للعراق منذ عام 2012 تجاوزت بذلك الـ256 مليوناً و300 ألف دولار. يذكر أن وزير الخارجيّة الياباني، فوميو كيشيدا، أكد خلال لقائه وزير الخارجيّة العراقي، إبراهيم الجعفري، في طوكيو، في،(الـ24 من تشرين الثاني 2015 المنصرم)، على دعم بلاده لحكومة العراق في جُهُودها لمُحارَبة الإرهاب، معربا عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة لاسيما إزالة الألغام وتقديم المُساعَدات الإنسانية، فضلاً عن تقديم قروض للعراق بقيمة 500 مليون ين يابانيّ تـُخصَّص للريّ ومجالات أخرى.
أقرأ ايضاً
- "خطة حكومية" لبناء أكثر من "مليون وحدة سكنية" في بغداد والمحافظات
- إيران تعلن استعدادها لبناء 150 ألف وحدة سكنية في العراق
- السوداني يطلق الأعمال التنفيذية لأربعة مشاريع صناعية في كربلاء (صور)