حجم النص
رفض رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، "التضييق" على حركة المرور وحريات المواطنين بهدف "تحقيق الإصلاحات"، وفيما أشار إلى أن أمن بغداد والمحافظات أصبح يتطلب جهودا وإمكانات إضافية بعد الاعتصامات التي شهدتها العاصمة، تعهد بتنفيذ التغيير الوزاري والإصلاحات السياسية والاقتصادية. وقال العبادي في كلمة متلفزة تابعتها، وكالة نون الخبرية، "لقد بدأنا خطوات الإصلاح منذ فترة وعرضنا مشروعا متكاملا يتضمن عشرة ملفات أساسية حول معايير اختيار أعضاء مجلس وزراء من التكنوقراط وتقييم أداء الوزارات ومكافحة الفساد وتبسيط الإجراءات والبرنامج الحكومي وحزم الإصلاحات في مختلف القطاعات، إضافة إلى آليات اختيار المهنيين لإشغال المناصب العليا في الهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والمدراء العامين ممن تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة بعيدا عن المحاصصة السياسية". وأضاف أن "جهودنا في مكافحة الفساد مستمرة وذلك بإجراء تدقيق وفحص شامل لكل من استغل المنصب وأثرى على حساب المال العام والملاحقة القانونية لظواهر الثراء الفاحش وفرض قوة القانون بالحجز وغيره لحين انتهاء التحقيقات، كما ويشمل ذلك حماية القضاة الذين يتصدون لملاحقة الفاسدين وتوفير التسهيلات اللازمة لانجاز عملهم على أكمل وجه". وأشار العبادي إلى أن "الحكومة تعطي الأولوية القصوى للحرب ضد عصابة داعش الإرهابية لأنها حرب وجودية يستهدف خطرها العراق والعالم أجمع، وحتى موعد حسمها بالنصر المؤزر ستبقى هذه الحرب همنا الأكبر الذي يتقدم على بقية الهموم، إذ لا يمكن بعد كل هذا الصمود الأسطوري والتضحيات الجسام أن ننسى أو نتناسى أن على خطوط النار شباب غيارى يواصلون القتال ليلا ونهارا ويضحون بأرواحهم ليحققوا لنا الانتصارات الباهرة والمتلاحقة ومنها الانتصارات التي تحققت في الأيام الأخيرة في غرب الانبار والحويجة والموصل". وتابع أن "إدامة زخم الانتصارات يتطلب دعم وإسناد وتعزيز الجبهات ماديا ومعنويا وبكل متطلبات الحرب الباهظة التكاليف، وان أي غفلة سيستغلها العدو الإرهابي لتحقيق أهدافه وتعويض هزائمه التي مني بها على أيدي مقاتلينا الأبطال". وزاد أن "أمن بغداد والمحافظات أصبح يتطلب جهودا وإمكانات إضافية، الأمر الذي بات يشكل ضغطا كبيرا على قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية التي تعيش حالة إنذار وتتخذ إجراءات وقائية لحماية المتظاهرين وتأمين حياة المواطنين ومصالحهم التي مازالت هدفا لعصابات الجريمة وللهجمات الإرهابية، واليوم استهدفوا العمال البسطاء الساعين لكسب قوتهم ورزقهم في ساحة الطيران وسط بغداد، وقبلها ارتكبوا جريمتهم البشعة في ملعب لكرة القدم بمحافظة بابل، كما أحبطت القوات الأمنية قبل أيام قليلة محاولة عدد من الإرهابيين تفجير أنفسهم في مخيمات الاعتصام بهدف إثارة الفوضى، ولولا عناية الله ولطفه لحصل ما لا تحمد عقباه". ولفت إلى أن "حالة الاستنفار أصبحت تؤثر على الموقف في جبهات الحرب ضد داعش في ضوء بقاء بعض القوات وتعزيزها بقوات إضافية في بغداد والمحافظات تحسبا لوقوع اعتداءات إرهابية وخروق أمنية"، داعيا العراقيين والقوى السياسية إلى "مراعاة ذلك وتخفيف الضغط على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ومن ناحيتنا نتعهد للجميع بتنفيذ التغيير الوزاري والإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة التي أعلناها ومحاربة الفساد والمفسدين، في الوقت الذي نذكٌر فيه أن الإصلاح مسؤولية جماعية وتضامنية ولا تقع على جهة دون أخرى". واختتم العبادي كلمته بالقول إن "الأزمة الحالية هي أزمة سياسية يجب حلها بالتفاهم بين القوى السياسية ولا يجوز من اجل تحقيق الإصلاحات التأثير على الوضع العسكري أو التضييق على حركة المرور وحريات المواطنين خاصة في المناطق السكنية التي تعيش فيها عوائل المواطنين حالة حرج وقلق، مع تأكيدنا أن حق التظاهر مكفول ضمن حدود احترام القانون واننا نسعى بكل جد لتلبية التطلعات المشروعة لأبناء شعبنا في تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص". وكان علي سميسم القيادي في التيار الصدري والمتحدث باسم الاعتصامات المقامة قرب بوابات المنطقة الخضراء ببغداد أكد، اليوم الثلاثاء، أنه تياره يرفض "الإصلاحات الترقيعية"، عادا إياها "خيانة" للشعب العراقي، فيما دعا العبادي إلى "فضح" الجهات السياسية التي تعمل على عرقلة إصلاح العملية السياسية. وصوت مجلس النواب، أمس الاثنين، على تحديد يوم الخميس المقبل آخر موعد لتقديم الكابينة الوزارية الجديدة، فيما بين النائب عن كتلة الأحرار ماجد الغراوي أن البرلمان سيشرع في استجواب العبادي في حال انتهاء المدة من دون تقديم الكابينة. يذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دخل، الأحد (27 آذار 2016)، إلى المنطقة الخضراء وقرر الاعتصام فيها بمفرده.
أقرأ ايضاً
- الشرطة الاتحادية تعلن القبض على 10 متهمين في 4 مناطق
- مسؤولان أمريكيان يتحدثان عن حملة عسكرية إسرائيلية كبرى في لبنان
- البنتاغون يؤكد تنفيذ عمليات مشتركة مع الأمن العراقي ضد “داعش”