- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سرايا عاشوراء مسيرة عقيدة وجهاد
حجم النص
بقلم:عمار العامري تعتبر سرايا عاشوراء؛ الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي, إحدى أهم تشكيلات الحشد الشعبي, التي انبثقت بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي للإمام السيستاني, اثر سقوط الموصل ومدن أخرى على يد العصابات الإرهابية, صيف عام 2014. إذ لم يكن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يميل إلى عسكرة المجتمع, ولم يسعى لكسب ود الشارع بتسويق الشباب وتوظيفهم في المؤسسات العسكرية, منذ أن وطئت إقدام السيد شهيد المحراب ارض العراق في البصرة بعد التغيير عام 2003؛ إنما طالب ببناء دولة المؤسسات, وصياغة الدستور بأيادي عراقية, وتحديد نظام السياسي للحكم, من خلال مشاركة العراقيين بانتخابات حرة ونزيه, وعمل جاهداً على تثبيت حقوق الأكثرية بالدستور, ودعم بقوة توجيهات وإرشادات المرجعية الدينية في القضايا المصيرية؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية, واستمر في هذا النهج حتى باتت الأمور في العراق على شفى حفرة من الانهيار, لولا الفتوى المباركة للمرجعية العليا بالجهاد للدفاع عن الوطن والمقدسات, وصد مخططات العصابات الإرهابية بعد انهيار المؤسسة الحربية في البلاد. والتي هب العراقيون فيها لتلبية نداء المرجعية, وبدا الكل بترتيب أوضاعه للمشاركة لتحقيق أهداف الفتوى المقدسة, فكان لأبناء المدرسة الحكيمية المجاهدة؛ الوثبة الأولى والمؤثرة في الساحة الميدانية, وسواتر الواجب, منذ اليوم الأول لانطلاق مسيرة الجهاد, فتشكلت سرايا عاشوراء من أبناء شهيد المحراب, بقيادة عسكرية مخضرمة, كانت ومازلت لها بصمات واضحة بالدفاع عن عز العراق وشرف أبناءه, ومواجهة الظلم والظالمين, وأثبتت جدارتها في قيادة المعارك, وإدارة العمليات العسكرية, فتشكلت ثلاث ألوية تحت عنوان سرايا عاشوراء بالوهلة الأولى هي (الإمام علي"ع", والجوادين, والحسنين) وقد ساهمت هذه التشكيلات في مسك مناطق حزام بغداد ابتدأ من مناطق سبع البور والبوعيثة والصقلاوية واللطيفية واليوسفية, فجعلوا التاريخ يوثق مواقف تحرير تلك المدن وحمايتها من العصابات الإرهابية. ورغم قلت الإمكانيات المالية لها, وتأخر دفع مستحقات المجاهدين لعدة أشهر, وضعف التسليح النوعي لمدة طويلة, فقد تمكنت سرايا عاشوراء بهمة جند المرجعية ورجال الحكيم أن تسجل صولات خالدة في معارك مهمة أهمها؛ الضابطية وبنات الحسن وسيد غريب وعزيز بلد ومكيشيفه والثرثار وناظم التقسيم وجزيرة الرمادي والكَرمة والصقلاوية, وقد قدموا في تلك الصولات كواكب من الدماء الزكية للشهداء والجرحى, مما يعزز امتزاج ارض الوطن بدماء أبناء تلك المدرسة المجاهدة؛ منهم (القائد أبو مصطفى العيداني والشهيد صباح كَطان والسيد محمد قاسم وعمار الكعبي كامل السلطاني وجابر الشمري ومسلم الياسري وكاظم البديري) وغيرهم العشرات, ممن كانوا رموز في البطولة والتضحية والإيثار, وعناوين مشرقة لشهداء العقيدة والوطن, ومحل اعتزاز لكل مجاهدو سرايا عاشوراء. وبعد سنة ونصف على انطلاق مسيرة سرايا عاشوراء, سجلت تلك السرايا مفاخر مهمة بشهادة هيئة الحشد الشعبي والقيادات الميدانية, ومنها؛ تحقيق مجاهدو سرايا عاشوراء درجة عالية من الانضباط والالتزام في الأمور العسكرية, وعدم وجود لأي عناصر غير فاعلة بالعمل الميداني ضمن صفوفها الجهادية, وقدرة مجاهدو عاشوراء على دخول المعارك بدون إن تسجل عليهم أي انسحابات أو تركهم للأراضي الممسوكة, كما أهلت عاشوراء قيادات ميدانية ذو بأس شديد في الميدان, وثبتت قدرتها العسكرية على تأهيل القدرات والإمكانيات الحربية, من خلال؛ تسيير أول طائرة حربية بدون طيار لمراقبة مواقع العدو, وهذا المنجز يسجل لسرايا عاشوراء, وأيضا إنشاء ورش لتصنيع وتأهيل بعض الأسلحة المتوسطة والعبوات, التي يتم الاستيلاء عليها من غنائم العصابات الإرهابية. لذا فأن سرايا عاشوراء؛ رغم قصر عمرها الجهادي, إلا أنها أثبتت كونها مصداق للجيش العقائدي, الذي يمتلك طاعة للمرجعية الدينية, وولاء للمذهب وعشق للوطن, ولديها القدرة على قيادة الميدان, والإبداع في فنون الحرب, وبناء القدرات.