حجم النص
يجري وفد عراقي مباحثاته في موسكو لوضع اللمسات الاخيرة على "حلف ثنائي" بين العراق وروسيا سيتم الاعلان عنه قريبا. هذا الحلف الذي يجري العمل عليه الى جانب "الحلف الرباعي"، مع كل من سوريا وايران، سيفتح الباب امام روسيا لتوجيه ضربات ضد داعش في الانبار والموصل. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي المح، في مؤتمر صحفي له السبت، الى امكانية ابرام اتفاقات ثنائية مع اطراف اقليمية ودولية لمواجهة داعش. وأعرب العبادي عن استغرابه "من بعض الأطراف التي تحفظت على التعاون مع روسيا ضد تنظيم داعش"، مشيراً الى أنه "ليس هناك تحفظات على توجيه روسيا ضربات جوية ضد داعش في العراق بشرط موافقة الحكومة العراقية". وقالت مصادر برلمانية لـ(المدى)، امس، ان "وفدا امنيا رفيع المستوى يتواجد في العاصمة الروسية موسكو لوضع الترتيبات النهائية على حلف عسكري ثنائي بين العراق وروسيا سينبثق في وقت قريب". ورجحت المصادر البرلمانية، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عنها، أنه "يمكن هذا التحالف الجانب الروسي من شن غارات جوية على مواقع داعش في الموصل والانبار او حتى القيام بانزال قوات برية اذا تطلب الامر". في هذه الاثناء تتكشف تفاصيل "التحالف الرباعي" الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي. وبحسب برلمانيين فان التحالف سيكون جهة تنسيق استخبارية تضم 24 خبيراً، بواقع 6 أشخاص من كل دولة، ويعمل على مراقبة حركة داعش على الجانبين العراقي والسوري. وبحسب نواب فان الجانب الروسي يبدي خشيته من استفحال خطر 2500 مقاتل شيشاني وصلوا المنطقة عبر الاراضي التركية، وان التحالف الرباعي سيراقب حركة تجنيد المسلحين لداعش. وكشفت موسكو، الجمعة، عن "ميثاق خاص" سيتم تبنيه قريبا لتحديد مسؤوليات أطراف التحالف الرباعي، فيما أكدت أن جميع الأطراف تتمتع بقدر متساوي من الحقوق في مركز معلومات بغداد. وقال اللواء سيرغي كورالينكو، الممثل الروسي في مركز معلومات بغداد، في حديث صحافي تابعته (المدى برس)، إن "مسؤوليات الأطراف الأربعة سيحددها ميثاق خاص سيتم تبنيه قريبا". واضاف أن "جميع الأطراف الأربعة روسيا وإيران والعراق وسوريا تتمتع بحقوق متساوية في مركز المعلومات في بغداد". وفي هذا السياق يقول النائب علي المتيوتي، عضو لجنة الامن البرلمانية ان "الغرفة الاستخبارية سيكون مقرها في العاصمة بغداد ورئاستها ستكون دورية بين أعضاء التحالف الرباعي كل ثلاثة اشهر". واضاف المتيوتي لـ(المدى) أن "هذه الغرفة هي لجمع المعلومات من أجل تزويد العمليات المشتركة للاستفادة منها في الحرب ضد داعش"، موضحا ان "الغرفة ستضم 6 خبراء من كل دولة من دول التحالف الرباعي اي بواقع 24 خبيرا". وتابع عضو لجنة الامن بالقول إن "هؤلاء الخبراء سيتبادلون المعلومات الاستخباراتية لملاحقة عناصر داعش من خلال المعلومات التي تصلهم عبر الاقمار الصناعية والتعاون مع الاجهزة المخابراتيه لهذه الدول". وتوقع "بدء عمل الغرفة في الفترات القليلة المقبلة". الى ذلك، يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر ان "التعاون الاستخباراتي بين روسيا وايران والعراق وسوريا موجود منذ فترة طويلة لمتابعة تحركات العناصر الإرهابية على الساحتين السورية والعراقية"، لافتا إلى أن "الغرفة الاستخباراتية الرباعية ستكون مهمتها مراقبة انطلاق المسلحين من الشيشان وتركيا ودخولهم إلى العراق وسوريا". واضاف جعفر، في تصريح لـ(المدى)، ان "الحكومتين الروسية والعراقية تجريان مفاوضات لتشكيل تحالف عسكري ثنائي بمعزل عن التحالف الرباعي تكون غايته مد العراق بالأسلحة وتزويده بقاعدة بيانات عن تواجد الإرهابيين ودخولهم الى العراق". ويلفت القيادي في حزب الدعوة إلى "وجود تخوف روسي من تواجد 2500 مسلح شيشاني على الأراضي العراقية والسورية مما شجع الجانبين الروسي والعراقي على بدء تعاون ثنائي في المرحلة المقبلة". ويشير النائب جاسم جعفر الى ان "التعامل الروسي ضد داعش يختلف عن الطريقة الأميركية التي لا تستهدفهم في المساجد أو في الأماكن المأهولة بالسكان لكي لا يتم استغلالها من داعش"، مذكراً بان "الجيش الروسي تعامل بكل قساوة مع عناصر داعش المتواجدين في سوريا من خلال الغارات الجوية التي نفذها مؤخرا". وبشأن التحفظات الأميركية حول التدخل الروسي لمواجهة داعش في المنطقة، يؤكد الوزير السابق ان "التصريحات التي تصدر من ساسة أمريكان ضد التحالف الرباعي تنصب في إطار الدعاية الانتخابية". وفي السياق ذاته يقول النائب علي البديري، عضو التحالف الوطني، ان "الجانب الأميركي متحفظ على التحالف الرباعي وعلى التحركات الروسية في المنطقة"، مشيرا الى أن "هذه التحالفات قفزت على المصالح الأمريكية في المنطقة". واضاف البديري، في حديث مع (المدى)، ان "دول الخليج تنظر إلى التحركات الروسية والتحالف الرباعي على انه تقوية للنفوذ الإيراني في المنطقة"، مشيرا الى "ضغوطات سياسية تمارسها تركيا والخليج لإفشال التحالف الرباعي والتحركات الروسية".
أقرأ ايضاً
- لبنان: نعول على دعم العراق في إعادة الإعمار
- رئيس الوزراء العراقي يلتقي في مدريد نظيره الإسباني بيدرو سانشيز
- السفيرة الامريكية: للحكومة العراقية الدور بالضغط الدبلوماسي والذي تمخض عنه وقف اطلاق النار بلبنان