حجم النص
بقلم:باسل رفايعة الإرهابي "أبو البراء الأردنيّ" الذي فجّرَ نفسه، لصالح "داعش" في العراق، كانَ طالباً يدرسُ الطبّ في أوكرانيا، ولا أسفَ عليه. إنما بالغُ الحزن والألم على الضحايا. ثم عميقُ الأسفِ والخجل، لأننا لا نحاربُ هذه الكارثة وقائياً وثقافياً، كما ينبغي. صحيح أن الحكومة الأردنية حاولت استعادته من تركيا، قبل أنْ ينضمَّ إلى الهمج، لكنّ الأصح أننا لا نخوضُ حرباً داخليةً ضدَّ ثقافةِ التدعيشِ في بلادنا. فحينَ تسمحُ الجامعة الأردنية للدكتور أمجد قورشة بأنْ يخطبَ في تلامذته، بأنّ "بعض من يقاتلون مع داعش يُستسقى بهم الغمام" فتلك هي الكارثة، وعلينا أن نراها بعيونٍ أكثر اتساعاً، وألا نقعَ تحت هول المفاجأة. وحينما نفتحُ جامعاتنا وملاعبنا الرياضية لمحمد العريفي، فعلينا أنْ نتوقّع الأسوأ. وحينما يرفضُ 37 إمام مسجد إقامة صلاة الغائب على الشهيد معاذ الكساسبة، فذلك يعني خراباً حقيقياً في المؤسسة الدينية الرسمية. المجرم أبو البراء الأردني، ليس الطالب الجامعي الوحيد الذي انخرطَ في صفوف الإرهابيين في سورية والعراق، أعداد القتلى تتوالى، والارتباكُ ليس حلاًّ. الحلول تبدأ من المدرسة والجامعة والمسجد. هذه حلقاتٌ متصلة، ولا بُدَّ من معالجة التراخي فيها. عائلاتُ الإرهابيين ضحايا أيضاً، فلا يُرِيدُ الآباءُ والأمهاتُ هذه النهايات المشينة لأبنائهم. وهذا موتٌ لا مجدَ فيه، فثمة أبرياء لهم عائلاتٌ يموتون في التفجيرات، لمجرد هذا الانحراف الذهني القبيح. المطلوب أنْ تجد الحكومةُ الأردنيةُ الإجراءات المناسبة لمنع أيّ احتفاء بالمجرمين بوصفهم شهداء. مثلما تصدّت قبل سنوات لقياديْين اسلاميين قدما العزاء في المجرم الزرقاوي. كأردنيات وأردنيين، يجب أنْ نعبِّرَ بوضوحٍ عن رفضنا كلّ سلوكٍ إرهابيّ من أيّ أردنيّ، ولنتذكّرْ الفجيعة التي حلّت بِنَا قبل عشر سنوات، عندما أرسل الزرقاوي عراقيين وسعوديين، ليقتلوا أهلنا في حفلة زفاف، في تفجيرات الفنادق الثلاثة. الإرهاب لا جنسيّة له، وأنْ ننحازَ بالتعاطفِ أو باسباغ وصفِ "شهيد" على مجرم، فذلك تعصُّبٌ مريضٌ لا يقلُّ أَذىً وإجراماً عن الإرهابيين..
أقرأ ايضاً
- المشهداني يوجه برفع القوانين المعطلة لرئاسة مجلس النواب
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد