حجم النص
اشاد رئيس الوزراء حيدر العبادي، بالدور البطولي والحيوي الذي تلعبه القوات الامنية والحشد الشعبي في دحر ارهابيي {داعش}، مؤكدا ان تلك القوات كبدت العصابات الاجرامية خسائر جسيمة في مختلف القواطع، وبينما حث الجهات العسكرية والامنية على حصر تصريحاتها "بخلية الاعلام الحربي" دعا المجتمع الدولي الى تكثيف جهوده لمواجهة خطر {داعش} لاسيما عقب الهجمات الارهابية التي ضربت عددا من البلدان مؤخرا. ورافقت اشادة العبادي، التي جاءت خلال كلمته الاسبوعية امس، دعوات اخرى وجهها الى اقليم كردستان، حثه خلالها على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق الموقع مع بغداد، مبديا اسفه لعدم التزام الاقليم بتسليم كميات النفط المتفق عليها المثبتة في قانون الموازنة لسنة 2015. وفيما يلي نص الكلمة: أبناء شعبنا العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذ اغتنم أيام شهر رمضان العامرة بذكر الله وطاعته، فإني أرجو أن يكون تقليداً، أطلّ فيه، في خطاب موجّه، لأكون معكم، وبينكم، أحدثكم عن همومنا المشتركة، وتطلعاتنا الصميمة، ومسيرتنا التي نشقّ طريقها معاً بأناة وصبر؛ وعن مواجهتنا الطّويلة مع التحديات المتقادمة؛ وإصرارنا الأكيد على العبور إلى ضفة الأمان والأمن والبناء والمنجزات، حيث لا فرق بين عراقيّ وعراقيّ إلّا بالولاء لهذا الوطن. فنحن، العراقيين، حملة المسؤولية واللواء دائماً منذ فجر التاريخ وبداياته؛ وإننا قادرون الآن، كما كنا، على خوض غمار قدرنا الصعب، وتحقيق آمالنا الانسانية الطيبة والشريفة والصادقة، في التغيير أو التعبير عن قَيمِهِ وأهميته. يتزامن ذلك مع توجيه خلية للإعلام الحربي بأن تتولى إطلاعكم على الموقف الأمني والعسكري في جبهات المنازلة الشريفة التي تخوضها قواتنا المسلحة الشجاعة من جيش وشرطة وحشد شعبي وأبناء عشائر وقوى الأمن الأخرى. وللوقوف في وجه الإشاعات السود التي تريد العودة بنا الى الوراء. ان البيانات والتصريحات التي تصدر عن خلية الاعلام الحربي، تشكل المصدر الرسمي للمعلومات والاخبار وستوليها القيادة المشتركة للعمليات العسكرية اهتماماً خاصاً في رفدها بأدق ما ينبغي ايصاله الى ابناء الشعب.لذا يتوجب على الجهات الامنية والعسكرية افراداً وجهات الالتزام بعدم الادلاء بأي معلومات تخص الجانب الامني والعسكري خارج إطار هذه الخلية، باستثناء جانب المكاتب الاعلامية للجهات ذات العلاقة.لقد حقق المقاتلون الابطال انتصارات كبيرة خلال الايام الماضية وحالياً، سواء في ميدان المواجهة براً أو في مقاتلتهم من الجو على ايدي قواتنا الجوية الظافرة، ودعم قوات التحالف الدولي والدول الشقيقة. وكان للجهد الاستخباري دورٌ واضح لا سيما في مساندة ابنائنا الغيارى في المناطق المختلفة، كان من نتاجها القاء القبض على عدد مهم من الارهابيين وأذنابهم، وفي مقدمتهم المجرم عبد الباقي السعدون.فقد تقدمت قطعاتنا لتحرير المزيد من الاراضي لتلحق الهزيمة تلو الاخرى بعصابات داعش في قواطع العمليات المختلفة. وتتهيأ قواتنا البطلة للانقضاض على العدو في مناطق عديدة مهيبين بأبناء تلك المناطق التعاون مع اخوانهم في محاصرة الإرهابيين والقتلة. في الوقت الذي وجهنا الجهات المختصة بالتهيؤ لإيواء النازحين في مناطق يجري تأهيلها وتأمين خدماتها. وبعد نجاح مساعينا في اللقاءات التي تمت مع قادة دول عديدة شقيقة وصديقة، سواء في اللقاءات الثنائية أو المؤتمرات الدولية لزيادة الدعم الدولي والإقليمي للعراق في مواجهة الارهاب وقد وقع بالفعل ما حذرنا منه بأن الارهاب الأعمى يضرب في كل مكان ويقتل المصلين في المساجد في هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة، في حرب معلنة من داعش على الله ورسوله. لقد أكدنا مراراً أن الفكر الارهابي هو المشكلة الحقيقية التي يجب مواجهتها بكل الوسائل، كما اننا وجهنا بالتوقيع على وثيقة مشروع مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيتولى إدارة تنفيذ مشاريع خدمية وإنسانية عاجلة في المناطق المحررة. وستنطلق فعاليات هذه المشاريع خلال الايام القليلة المقبلة وقد بدأت العوائل النازحة بالعودة الى مدنها حيث في تكريت التي بدأ آلاف المواطنين العودة إليها وتتوسع لتشمل المناطق الأخرى وفقاً لخطة عمل متفق عليها حيث زار فريق الأمم المتحدة المختص المدينة خلال الاسبوع الماضي وأجرى كشفاً على احتياجاتها.أما على الصعيد الاقتصادي وعلى الرغم مما نواجهه من تحديات إثر الانخفاض الكبير في عائداتنا النفطية، مع تزايد احتياجاتنا لإدامة زخم المعركة في مقاتلة الإرهابيين.. الاّ ان زيادات ملحوظة في كميات الانتاج النفطي وفي صادراته، تؤكد ان البلد كما أشرنا مرارا ليس مفلساً، وان الضائقة المالية التي نعيشها تتطلب تضافر جهود الدولة بكل مفاصلها، وسيظل الشعب في صموده وتفهّمه، العنوان الأهم لمواجهة هذا التحدي. ولعل من مقومات ذلك التصدّي للمتربصين بالوضع الاقتصادي اولئك الذين يضعون مصالحهم الشخصية ومآربهم الدنيئة فوق كل الاعتبارات.. واللعبة المشبوهة التي أربكت سوق صرف العملة قبل ايام كانت وجهاً بائساً لمراميهم السيئة، كما ان محاولات الطفيليين ممن يعتاشون على مثل هذه المواقف ويرفعون أسعار السلع والخدمات باءت بالفشل بفضل الإجراءات الصلبة المتخذة التي أدت الى استقرار سعر الصرف وانخفاضه والكل يعرف ان معدلات التضخم التي ترصدها الجهات المختصة شهدت استقراراً كبيراً طيلة الشهور الماضية. واؤكد هنا اننا لن نألو جهدا مهما كان في ملاحقة رؤوس الفساد والفتنة الذين يعتاشون على دماء الفقراء من ابناء شعبنا. لقد أكدنا في اجتماع خلية الازمة الاخير أن هدفنا الأهم الا تمس المصاعب والتحديات قوت الشعب ومستوى معيشته وخصوصاً الطبقات الأكثر عوزاً والنازحين ولم نتردد في البحث عن وسائل تأمين ذلك. وقد نجحت الجهات المختصة في ضمان دعم مهم من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي سيترك آثاره الايجابية على تحسين الوضع الاقتصادي في البلد، بما في ذلك تحريك عجلة المشاريع من خلال دفع جزئي لمستحقات المقاولين خلال الايام القليلة الآتية.كما أكد اجتماع خلية الازمة ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق مع اقليم كردستان بما يضمن دفع المستحقات النقدية للإقليم الذي التزمت فيه الحكومة بالكامل مع أهمية التزام الإقليم في تسليم كميات النفط المتفق عليها المثبتة في قانون الموازنة لسنة 2015. والذي للاسف لم يلتزم الاقليم به لحد الان.وفي إطار تشجيع القطاع الخاص ودعمه، اتخذ مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة قرارين مهمين يتعلق أحدهما بالموافقة على حماية عدد من المنتجات الوطنية، ويتعلق الآخر باقرار حزمة الاجراءات والسياسات لدعم القطاع الخاص التي أعدها فريق خبراء وطني كان من بينهم عدد من المختصين والمهنيين من القطاع الخاص اضافة الى اجراءات تسهيل معاملات المواطنين ان شاء الله خلال الفترة القادمة وستتم متابعة هذه القرارات بشكل جاد. نسأل الله العليّ القدير، أن يحفظ هذا البلد وأهله، وأن يمّن عليهم بالأمن والأمان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- صحة غزة: إسرائيل محت 1410 عائلات فلسطينية من السجلات المدنية
- وزارة الاتصالات: قرارات حجب المواقع تأتي تنفيذاً لتوجيهات رسمية
- بيان مكتب المرجع النجفي حول إعلان وقف إطلاق النار في لبنان