حجم النص
بقلم: نـــــــــزار حيدر اطلقَ السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي اليوم في العاصمة بغداد، مشروع الحكومة الالكترونية الذي سيشمل، حسب بما جاء في مقال بقلم الدكتور نوفل ابو الشون الحسن رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ المشروع؛ [مشروع (تمويل) الذي يساهم بتوفير نافذة تسهّل للشباب الراغبين بالبدء بمشاريع صغيرة خصوصاً في القطاعات الزراعية والصناعية وقطاع السكن وغيرها، ومشروع (تشغيل) الذي سيوفّر نافذة للحصول على العمل في القطاع الحكومي والخاص، ومشروع (تأهيل) الذي سيركّز على توفير فرص تدريبية لإعداد كوادر فنية ومهنية متخصصة في المجالات التي يتطلبها سوق العمل خلال العقد القادم، ومشروع (توثيق) الذي سيمهّد لخزن وتوثيق المستندات الحكومية رقمياً بالاضافة الى قضائه على معاناة المواطن للحصول على صحة الصدور، ومشروع (تكريم) الذي سيوفّر خدمة متكاملة لتكريم عوائل الشهداء والسجناء والمتقاعدين، ومشروع (مساواة) الذي سيتخصص لعرض فرص خاصة بالنساء والفئات المجتمعية المهمشة]. وبرأيي، فان هذا المشروع الريادي سيحقق انجازين مهمين جداً: الاوّل؛ انّه يساهم في القضاء على الفساد المالي والاداري. الثّاني؛ انّه يصون كرامة المواطن الذي يقضي وقتاً طويلاً متنقلاً بين الدوائر لإنجاز ابسط المعاملات الرسمية، وبذلك فسيوفّر المشروع للمواطن وقتاً وجهداً. انّ المستفيد الاول من هذا المشروع هو المواطن حصراً، ولذلك تقع عليه كامل المسؤولية لإنجاحه والمساهمة في تطويره بايّة طريقة ممكنة، من خلال؛ الف؛ استيعابه [فلسفته، اهدافه، أدواته، تنفيذه] طبعاً بالتعاون مع الجهات المختصّة التي تقع عليها مسؤولية شرح المشروع بكامل ابعاده. كما يتحمّل الاعلام الوطني مسؤولية كبيرة بهذا الصدد من خلال تقديم البرامج النظرية والعملية التي تشرح المشروع وتوضّح ابعاده وتبيّن مسؤولية المواطن فيه. كما ينبغي على منظمات المجتمع المدني والجامعات العراقية ان تتصدى لمسؤولية التثقيف على المشروع وكذلك ترشيده وتطويره، من خلال تحديد المعوقات وإيجاد الحلول والمساهمة في خلق فرص النجاح. باء؛ ان يُلقم المواطن المرجفون في المدينة حجراً كلّما حاولوا التقليل من اهمية المشروع او احباط معنويات المواطن. انهم اذا أنجزنا شيئا قالوا (بعد وكت) واذا لم ننجز شيئا قالوا (فشلتم) واذا بدانا من نقطة قالوا (غيرها اهم) واذا بدانا من النقطة التي أشاروا اليها قالوا (ميفيد)! هل سمعتم بقصة حجا والحمار وابنه؟!. والمرجِفون على ثلاثة انواع: الاول؛ هم المتضرّرون المباشرون من المشروع من الفاسدين واللصوص والمعتاشين على معاناة المواطن. الثاني؛ هم اليائسون من التغيير بالمطلق، الذين لا يحبّون ان يشهد العراق اي تغيير او تطور في اي مفصل من مفاصل الدولة، ولو بمقدار بصيص أمل، ليثبتوا للراي العام صحة رؤيتهم التشاؤمية ليقنعوننا بها. الثالث؛ هم الذين لا يتمنَّون ان يتحقق اي شيء إيجابي في العراق الا اذا مر من خلالهم، ليسجّلونه باسمهم من اجل توظيفه في اقرب حملة انتخابية جديدة. هؤلاء سيفعلون المستحيل لافشال المشروع، فتراهم سيقلّلون من شأنه ويستهزئون بأهميته ويستخفّون بإنجازه ويتجاهلون الجهود المبذولة، وكل ذلك لانه لم يتحقق على ايديهم وانما على أيدي غيرهم. انهم يتعاملون مع العراق بنظرية النقاط، فالنقطة التي لا تُسجّل لصالحي لا أدعها تُسجّل في صالح الاخر!. لكلّ ذلك، فانّ على المواطن، المستفيد الاول من المشروع، ان يقاتل بأسنانه لإنجاحه، واقترح عليه؛ ١/ ان يُقدّم المقترحات العمليّة لتطوير المشروع وتحسين تفاصيله، وان يُؤشّر على ايِّ خللٍ قد يكتشفه في المشروع، كلٌّ من موقعه وتجربته وخبرته، فصاحب الشأن أولى وأقدر من غيره على تقييم خطوات المشروع لتحسين الأداء، كونه صاحب خبرة وتجربة محدّدة بمساحة عمله واهتماماته ومعاناته. ٢/ ان يتعامل بايجابية مع المشروع. لا احد يدّعي انه متكامل او انه لا يشوبه نقصٌ او خللٌ او ما أشبه، ولكننا متفقون على انه بداية واعدة وانطلاقة في الاتجاه الصحيح، ولذلك ينبغي التعامل معه بايجابية، تزداد ثقة المواطن فيه كلما تقدم خطوة، وتزداد مقترحات المواطن لتحسينه كلما تقدم خطوة الى الامام. لا شك ان امام المشروع الكثير من المعوّقات، اعقدها هو نوعية ثقافتنا التي ترفض التجديد ولا تقبل بالتطوير وتركن الى الروتين وما تعارف عليه الناس، واخيراً تشبّثنا بمقولة [بقت على هاي] في إشارة الى تعميم المشكلة وعدم استيعاب البدء ولو من زاوية مجهولة! ولكن؛ هنا في الولايات المتحدة عندما يطلقون مشروعاً جديداً يظلّون يراقبون التنفيذ والمعوقات ثم يبدأون بايجاد الحلول الواحد تلو الاخر، من دون ان يستسلموا او يتركوا المشروع، فلا يوجد مشروع في العالم يولد متكاملاً او بلا معوّقات، فالعِبرة في القدرة على تجاوز المعوقات والعقبات اما قرار الغاء المشروع عند ظهور اول معوق فذلك أمرٌ سهلٌ جداً لا يحتاج الى كثير جهد او عناء، وهو خيار الفاشلين دائماً، اما الناجحون فيفعلون المستحيل للتكيّف مع التحديات ومواجهتها وعدم الاستسلام لها. ٣/ ولكثرة المثبّطين واليائسين والمتضرّرين، سياسياً ومادياً، من المشروع، لذلك ينبغي على المواطن ان يكون حذراً مما سيشيعهُ هـؤلاء من اكاذيب وافتراءات وتضليل وفبركات بشان المشروع. كما سيحمل كثيرون العصي الغليظة لوضعها في عجلة المشروع، في الوزارات والدوائر والمؤسسات، ولذلك ينبغي على المواطن ان يتحمّل مسؤولية الرقابة بشكل فعّال للإبلاغ عن ايِّ خرقٍ او محاولة للتعطيل او التأخير او التجميد قد يبادر اليها متضرّر. اخيراً؛ فان المشروع هو احد الحكومتين اللتين تحدثت عنهما في مقالتي الاخيرة الموسومة (حكومتان لإنقاذ العراق) على امل ان يبادر السيد رئيس مجلس الوزراء قريباً الى إطلاق مشروع (الحكومة الميدانيّة) فانّ الكثير من قراراته لازالت على الرف لعدم وجود من يتابع تنفيذها. ١١ حزيران ٢٠١٥ للتواصل؛ E-mail: nhaidar@hotmail. com