حجم النص
سامي جواد كاظم نعيش هذه الايام بقلق ونحن ننتظر الاعلان عن تشكيلة الحكومة العراقية التي نتمنى ان تكون افضل من سابقتها، هذا القلق يتارجح بين تصريحات اعضاء الكتل التي هي الاخرى تتابع سير عملية تشكيل الحكومة وهذه التصريحات كلها سلبية على الوضع العراقي حتى الذي يبشر بخير وذلك لان هنالك خبر نقيض فيجعلنا نقلق على القادم، ارى ان المكتب الاعلامي للدكتور العبادي هو المعني والمخول فقط بالتصريح فيما يخص تشكيل الحكومة، واما البقية فان تصريحاتهم متشنجة، والقاسم المشترك بينهم هي عبارة "مطالب". ماهي هذه المطالب؟ ان كانت لصالح الشعب العراقي فليفصح عنها من يطالب بها أي الشخص المخول بالتفاوض عن كتلته، واذا كانت كتلوية فمن حق العبادي رفضها، لان الحكومة تعمل من اجل شعب وليس من اجل كتلة، ولكن على ما يبدو ان المفاوضين يقدمون مطالب من اجل كتلهم، وان صرحوا من اجل طائفتهم فهذه طامة كبرى لانها دليل الطائفية. الحديث عن التوازنات والنسب الممنوحة للكتل من المؤكد يكون حسابها بشكل يتناسب وعدد المقاعد التي فازت بها الكتل، واما منح مقدار معين من النقاط لكل منصب وزاري فان هذا يثير القلق لان الحسابات مهما تكن سوف لا تكن دقيقة،والمؤسف ان منصب نائب رئيس الجمهورية هو ايضا دخل ضمن المطالب بالرغم من انه لا علاقة له بتشكيل الحكومة بل له علاقة بالتصويت في البرلمان، ولكن المفاوضات جمعتها مع ورقة تشكيل الحكومة. لماذا يحاول البعض التشاؤم واطلاق تصريحات سوداوية، فان اتفق معنا بانها تشاؤمية فليعمل بجعلها تفاؤلية، ام لانها تتضارب مع مصالحكم الشخصية فجعلتموها مطالب شرعية وبسبب رفضها تشاءمتم من تشكيل الحكومة. انا اعتقد ان السيد العبادي ومن خلال متابعة التصريحات بخصوص التشكيل يسير بخطوات ناجحة مع خشيتنا من الضغوطات الخارجية وليست الكتلوية، وانا متفاءل بان الحكومة سوف يعلن عنها قبل موعدها. ومهما تكن الحكومة قوية ووطنية يبقى الاهم عمل البرلمان فانه يستطيع النهوض بواقع العراق او العكس لا سمح الله، فعليه ان يسرع بتشريع المعطل من القوانين والابتعاد عن فكرة التصويت على القانون الفلاني يخدم الفئة الفلانية، نامل ان لا نرى ولا نسمع عن هذه النظرة الضيقة لامور البلد، دعونا نرى نجاحات سياسية تقترن بالنجاحات العسكرية الاخيرة، نامل ان تعمل الحكومة بروح دفاع اهالي امرلي عن امرلي (امرلي مصغرة لكلمة امير علي، وعشائر امرلي تعود الى امير علي)
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء