حجم النص
اكد عدد من النواب ان عملية توزيع اراضي المتنزهات في بغداد التي اقدمت عليها امانة بغداد اخيرا للقادة الامنيين بامر من جهات عليا امر مرفوض جملة وتفصيلا وتخريب لمعالم بغداد التي تشكو اساسا من قلة المتنزهات واماكن راحة المواطنين والمساحات الخضراء التي تعد متنفسا لابناء بغداد ناهيك عن جماليتها. وشدد النواب في تصريحات للوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا/ وتابعتها وكالة نون الخبرية على انه ليس من حق اي مسؤل التصرف بهذه الاراضي المخصصة كمناطق خضراء وحدائق للمواطنين فهي ليست لهذا المسؤل او ذاك واذا كان هذا المسؤل يريد التبرع ومكافأة اشخاص فاليتبرع من ماله الخاص وليس من مال الشعب والتجاوز على القوانين وتغيير صنف الاراضي الى ما يلائم رغباته ولابد من توجيه اللوم على امانة بغداد التي رضخت لهذا الامر وغيرت المتنزهات الى سكن للقادة الامنيين بذريعة انها جهة تنفيذية ولاتملك الارادة لرفض الامر عندما يأتيها من جهات عليا حتى ولو كان الامر على حساب خراب بغداد مدينة الحضارة والتاريخ. واستهجن النواب والمواطنون في تصريحاتهم هذا الاجراء الذي يتقاطع تماما وما في النفوس من حسرة والم بعد دخول داعش مدينة الموصل واحتلالها لمحافظتي نينوى وصلاح الدين واجزاء من محافظتي ديالى وكركوك بلا صفحة قتالية على ايدي اولئك القادة الامنيين الذين تم تكريمهم من قبل الجهة العليا بهذه الاراضي مكافأة ولاندري ماذا نقول عما قدموه ليكونوا بهذه المنزلة المتميزة والحظوة في اخر المشوار. فقد حذر رئيس كتلة التحالف المدني الديمقراطي مثال الالوسي اي موظف في الدولة العراقية من التجاوز على المال العام واعطاء اوامر التمتع بالساعات الاخيرة لمنصبه. وقال الالوسي جواباً على سؤال حول قرار المالكي مصادرة اراض متنزه عائلي وتوزيعها على عدد من القادة الامنيين ان " المالكي يستطيع ان يعطي اوامر كثيرة في ساعاته الاخيرة حتى يتمتع بالمنصب ولحالته النفسية الصعبة" محذراً اي موظف في الدولة العراقية بالتجاوز على المال العام والا يتهم بالفساد المالي والاداري لاننا لانريد ان تكون هناك شبكة من المتهمين بل نريد الاصلاح". واضاف الالوسي ان القادة العسكريين هربوا من المعركة منهم عبود كنبرالمسؤول عن تشكيل عسكري خارج الدستور وخارج النظام الداخلي لوزارة الدفاع وهو هرب من المعركة وكذلك هرب علي غيدان وبالتالي هؤلاء الذين هربوا في السياقات العسكرية لايمكن الاعتماد عليهم وماجرى محاولة لخلق حالة من الفوضى".مشدداً على اننا " نريد ان نرى هؤلاء القادة في قفص الاتهام ان كانوا مدانين ". وتابع: نريد ان نرى قيادة عسكرية جديدة لبناء قوات مسلحة عراقية اما دعاة الفوضى فقد انتهى امرهم ولدينا حكومة جديدة قريبة تسعى لبناء الدولة العراقية". ووصف النائب عن كتلة الاحرار جمعة البهادلي ماتردد عن منح القائد العام للقوات المسلحة لقطع اراضي مستقطعة من متنزه عائلي يعد متنفساً للعوائل في احدى مناطق بغداد بانها جريمة بحق الشعب وخطوة لتكريم المذنب والمتخاذل. وقال البهادلي: ان " كلامي سيخصص بالدرجة الاساس على قائد عمليات صلاح الدين وقادة العمليات في الموصل فان كرموا فهذه جريمة بحق الشعب وانقلاب على الموازين بتكريم المذنب والمتخاذل" مستطرداً فليكرم داعش ايضاً ". وتساءل البهادلي " على ماذا يكرم المالكي هؤلاء؟ على قتلهم للعراقيين وتواطئهم " مطالباً المالكي الالتزام بالضوابط وان كان حقه بالتوزيع فيجب ان يرجع للبرلمان ومجلس الوزراء قبل التوزيع ". وشدد على ان " العراق ليس ملكاً له او لرئيس البرلمان او لاي وزير او مسؤول فيجب تفعيل الدستور والجانب الرقابي في اي مسالة يقدم عليها اي مسؤول". ووصف النائب عن كتلة المواطن هاشم الموسوي منح قطع اراض تم استقطاعها من متنزهات عائلية وسط العاصمة بأمر من القائد العام للقوات المسلحة لتوزيعها على القادة الامنيين، بانها هدايا في الوقت الضائع. وقال الموسوي: ان " هذه المنح والعطايا التي وزعها القائد العام للقوات المسلحة يشوبها الخلل الاخلاقي في اداء رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ". واضاف الموسوي ان " توزيع الهبات والمكارم المتواصلة على قادة امنيين ومسؤولين كبار في الدولة ممن يقع على عاتقهم واجبات الخدمة العامة لابناء جلدتهم وبالتزامن مع المطالبات الشعبية ودعوات المرجعية الدينية العليا لابعاد امتيازات المسؤولين عن ادارة ملفات الدولة، يؤشر خللا كبيرا وفشلا فاضحا في اداء الحكومة ورئيسها ". وتابع:" كان الاجدر برئيس الوزراء المنتهية ولايته محاسبة اولئك المسؤولين والقادة الامنيين عن واجبهم الرسمي وتقييم عملهم وما قدموه للمواطن وللوطن منذ تكليفهم بالمسؤولية لا ان يتم اغداق العطايا والهبات لهم " مشددا على ان هناك علامات استفهام وملفات مثيرة للجدل مؤشرة على عملهم. وعبر عدد من المواطنين عن استغرابهم من تحويل هذه المتنزهات الى اراض سكنية توزع هبات لاولئك القادة الذين كانوا وراء دخول داعش الى مدننا وقرانا ليصبح اكثر من مليوني مواطن من ابناء اربع محافظات مهجرين ونازحين تستعطف المنظمات الدولية من خيراتها لاطعامهم بعد ان كنا نطعم الاخرين من خيراتنا. واستهجن المواطنون هذا الاجراء وما اقدم عليه هذا المسؤل من تصرف بالمال العام الذين اوتمن عليه من قبل الشعب ليغدق به على من وقف الى جانبه وليس الى جانب الشعب العراقي. وكانت امانة بغداد باشرت في 29 من الشهر الماضي بتوزيع اراضي المتنزهات العامة في شارع فلسطين وسط العاصمة على القادة الامنيين وفي مقدمتهم وزير الدفاع وكالة بامر من جهات عليا " لم تسمها ". وبحسب اوامرحكومية صدرت الى امانة بغداد تقضي بتوزيع اراضي المتنزه الواقع في حي المستنصرية محلة 504 زقاق 20 المجاور لمدرسة بهراء الابتدائية ومساحته نحو خمسة دونمات الى /19/ من القادة الامنيين. ومن بين القادة الامنيين الذين تم شمولهم بهذه المكرمة التي توازي قيمة كل منها مليار دينار من اموال الشعب، وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي والمستشار الاعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري وقائد طيران الجيش وقائد القوة الجوية وقائد عمليات نينوى وقائد عمليات الانبار وقائد عمليات صلاح الدين واخرين من القادة الامنيين. ولم تتضمن الاوامر التي صدرت من " جهات عليا " الاسباب وراء هذه المكرمة ان كانت تتعلق بما الت اليه الامور في محافظتي نينوى وصلاح الدين وسيطرة داعش على المحافظتين بلا قتال ام شيئا اخر. فيما نفت امانة بغداد صلتها بموضوع توزيع قطع الاراضي على القادة الامنيين، واشارت الى انه ليست من صلاحيتها اتخاذ مثل هكذا اجراءات، لكنها لم تبين فيما اذا كانت قد خاطبت الجهات العليا بصنف هذه الاراضي وانه لا يجوز توزيعها كقطع اراض سكنية.
أقرأ ايضاً
- جنايات ذي قار: الإعدام لأربعة إرهابيين خطفوا وقتلوا مواطنا في بغداد
- وفد طبي عراقي يمهِّد لإخلاء الجرحى الفلسطينيين إلى بغداد
- وزير الخارجية يستقبل السفيرة الأميركية في بغداد:تباحثنا بشان مستقبل عمل بعثة الامم المتحدة في العراق