حجم النص
في محاولة لتجنب ازمة الولاية الثالثة قرر التحالف الشيعي إلزام مرشحيه لمنصب رئيس الحكومة بدورتين لتفادي الوقوع بالمحظور كما وضع المالكي مكونات التحالف في مطلب كاد ان يؤدي الى انفراط عقده. وابلغ مصدر في التحالف الوطني "العرب اليوم" عن توقيع مرشحه لرئاسة الوزراء حيدر العبادي، على نظامه الداخلي الذي ينص على تحديد المنصب بولايتين، ويقيد أداء رئيس الحكومة منعا لتكرار أخطاء مرحلة نوري المالكي. وطبقا للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان المرحلة التي يمر بها العراق تتطلب من قيادة التحالف الوطني، مراقبة الأداء الحكومي واخضاع رئيس الوزراء الى محاسبة منتظمة. واضاف ان التحالف الوطني عازم على تصحيح الأخطاء التي حصلت في ولايتي المالكي بالاعتماد على سياسة معتدلة، عبر تقديم مرشحين أكفاء للحقائب الوزارية. وتأتي خطوة التحالف الوطني الاستباقية في وقت انطلاق مفاوضات الكتل السياسية لتحديد ملامح الحكومة المقبلة لاسيما اختيار المرشح لنائب رئيس الوزراء وسط دعوات الى ترشيح شخصية بمهارات تفاوضية عن الأحزاب الشيعية، لشغل هذا المنصب وتشكيل فريق سياسي يتمكن من منع القرارات الارتجالية والمتسرعة التي كانت سمة النهج السابق لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وبالتزامن مع انطلاق مفاوضات تشكيل حكومة العبادي التقى رئيس البرلمان سليم الجبوري بمجموعة من النخب السياسية والعشائرية والاكاديمية والعسكرية الموجودة في عمان. واستمع الجبوري الى مطالب ومشاغل العراقيين في الخارج وتاكيدهم ضرورة تخلي الحكومة الجديدة عن النهج الطائفي لحكومة المالكي السابقة كبادرة حسن نية اتجاه المعارضين للعملية السياسية فضلا عن اهمية ان تاخذ السلطة التشريعية دورها في تصحيح مسار الاداء الحكومي ومراقبته من الانحراف. وقال مصدر حضر الاجتماع ان الجبوري لم يقدم رؤية للحلول وانما اكد انه اراد ان يستمع لوجهات النظر ومطالب العراقيين في الخارج. ومن جانبها قالت حمدية الحسيني، النائب عن كتلة المواطن ان الكتل المنضوية داخل التحالف الوطني وضعت نظاما داخليا يقوم بتنظيم عمل الحكومة المقبلة تفاديا لأخطاء الحكومة السابقة وتجاوزها.لانه سيكون الضامن الوحيد لعدم تكرار نموذج الحكومة السابقة وأخطائها المتكررة مشددة على ان رئيس الوزراء المكلف الجديد سيخضع للمحاسبة من قبل كتل التحالف قبل محاسبته من قبل أيّة جهة أخرى. وحول ابرز بنود النظام الداخلي للتحالف الوطني، بينت الحسيني ان من بين فقرات النظام الداخلي المصوّت عليه هو تحديد ولاية رئيس الوزراء بولايتين ولا يجوز إعادة انتخابه مرة أخرى"، ورأت ان "تحديد الولايات الحكومية أصبح من الثوابت داخل التحالف الوطني بعدما تم التوقيع عليه من قبل جميع أطراف التحالف. وتشدد الحسيني بالقول على ان رئيس الوزراء سيسير على نظام وبرنامج حكومي متفق عليه وسيخضع رئيس الوزراء المقبل سنويا الى التقويم والمحاسبة داخل التحالف. وفي سياق التشكيلة الجديدة اكد النائب محمد السهلاني ان الحكومة القادمة بحاجة إلى وزراء أكفاء مهنيين ولديهم الخبرة الكافية مع مشاركة للجميع فيها"، مشددا على ان "التحالف الوطني مسؤول عن تصحيح الأخطاء التي حصلت في الفترة السابقة من خلال ترشيحه لمرشحه لرئاسة الوزراء ووزرائه ايضا. وكشف السهلاني عن "تشكيل كتل التحالف الوطني لجنة تفاوضية لحسم موضوع المناصب والحقائب الوزارية بمشاوراتها مع الكتل السياسية الأخرى"، مشيرا الى ان "حوارات الكتل انطلقت أمس مشيرا الى ان الحديث عن المرشح لنائب رئيس الوزراء لايزال مبكرا. من جانبها وصفت قوى سنيَّة تنحي نوري المالكي وتكليف المالكي بانه يمكن ان تكون له تداعيات إيجابية على الوضع الأمني، بعد ان ثبت فشل سياسة المالكي تجاه المناطق التي خرجت عن سيطرة الدولة ورفضه الاستجابة لمطالبهم. وكشف نواب عن ائتلاف القوى الوطنية انهم تسلموا اشارات من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، توحي برغبته في تحقيق مصالحة وكسب ود سكان المناطق التي يسيطر عليها مسلحون، لكن النواب طالبوا بغداد باتخاذ قرارات سريعة تثبت ان البلاد متجهة الى التغيير. رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي من جانبه دعا العراقيين الى الوحدة مؤكدا انه لن يقدم اي وعود غير واقعية.وقال نائب عن متحدون ان كتلته تسلمت إشارات من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، بدعم العشائر وسكان المناطق التي تشهد سيطرة مسلحين منذ اشهر. فيما اكد ان العبادي تحدث صراحة عن إنهاء سياسة التهميش والإقصاء. ويعتقد مراقبون ان الضمانات لتصحيح المسار تبدو ممكنة محليا ودوليا، بعد ان ادرك الجميع خطورة النهج الذي ساد في عهد المالكي وفشله في استمالة المدن المحتجة على سياسته الطائفية. واعتبر النائب طلال الزوبعي ان رحيل المالكي عن السلطة، ستكون له تأثيرات إيجابية في الأوضاع الأمنية في البلاد بعد سياساته الفاشلة تجاه المناطق التي رفعت مطالب رغبة في تحقيقها، مضيفا ان العبادي يرغب في التعاون مع بقية الكتل السياسية وتجاوز سياسات المرحلة الماضية. ويرى النائب ان بداية الحل ستكون بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتنفيذ برنامج حكومي يضمن حقوق المحافظات وتوسيع صلاحياتها، واحتواء السكان المحليين، وفق مبدأ عفا الله عما سلف، لاسيما وان الزوبعي يقول ان عشائر تلك المناطق على استعداد للتعاون مع الحكومة الجديدة مقابل ضمانات معينة. من جهته قال نائب عن الأنبار ان التطورات السياسية الأخيرة، وتنحي المالكي عن الحكم، سيؤديان الى الإسراع بإيجاد الحلول في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو داعش وفي عودة سيطرة القوات الأمنية. ويقول النائب احمد عطية السلماني ان أمام رئيس الوزراء المكلف مسائل عاجلة يجب الإسراع في تنفيذها مع بداية تشكيله للحكومة الجديدة، تصب في صالح استقرار الأوضاع الأمنية"، معتبرا ان من اهم تلك الخطوات إيقاف القصف العشوائي الذي يقول بانه "يستهدف المدنيين، ولو كان يصيب أهدافه ضد المسلحين لما وقفنا ضده. الى ذلك تقول النائبة عن ائتلاف المطلك، لقاء وردي بان ملامح التغيير لم تظهر بعد وتشير الى ان عمليات "القصف العشوائي" لاتزال مستمرة وتصيب مدنيين. وتحذر وردي من استغلال ان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ما تبقى له من ايام في السلطة ويوجه ضربات عنيفة ضد السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرة المسلحين. لكنها ترجح في الوقت نفسه ان تكون للحكومة الجديدة رؤية مختلفة عن السياسة الفاشلة لرئيس الوزراء السابق، وبعيدة عن توجهات حزب الدعوة، الذي لايزال المالكي يرأسه، تحاول إصلاح مايمكن إصلاحه من الوضع الأمني والإنساني للبلاد. من جانبه قال نائب صدري ان التحالف الشيعي يرغب في إعطاء امن المحافظات الغربية والشمالية الى قادة وابناء عشائر تلك المناطق، ودعم القبائل السنية في مقاتلة "داعش"، التي يقول انها وسعت دائرة قتالها ضد المسلحين بعد تنحي المالكي التي تعد هذه الخطوات ضمن الإصلاحات السياسية التي يريد التحالف الوطني ان ينفذها بعد تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة. تأتي هذه التطورات عقب تأكيد اطراف عشائرية عدة بينها زعيم عشيرة الدليم علي حاتم السليمان، استعدادهم للعمل مع رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي بشرط حماية سنة العراق. ويقول عضو ائتلاف متحدون خالد العبيدي ان "حلفا عشائريا واسعا" تشكل مؤخرا بين عدد من العشائر في مدينة الرمادي بعد انضمام اكثر من "20 قبيلة" الى الحلف الذي تعهد بمقاتلة التنظيمات المسلحة، وسيتلقى هذا الحلف، التسليح والدعم من الجيش ولكن باطار يختلف عن "الصحوات" التي شكلت في اعوام 2007 و2008. لكن مراقبين شككوا بقدرة الحلف الجديد بفرض سلطانهم على الارض واصفين الحلف هو صحوات بوجه جديد. في الصعيد ذاته يقول النائب عن الأحرار حاكم الزاملي إن سياسات المالكي كانت سبب الازمة مع العشائر السنية وباقي المكونات العراقية، لافتا الى ان تلك الأطراف كانت مستاءة من طريقة إدارة المالكي للملفات الأمنية. الأمر الذي يقول عنه النائب الصدري بانه سيكون من ضمن عملية الاصلاح السياسي داخل التحالف، ليعمل على استعادة ثقة ابناء تلك المناطق، بموازاة توزيع عادل للثروات والمناصب كل حسب حجمه السياسي وتأثيره. العرب اليوم
أقرأ ايضاً
- الحكيم والسفير الإيراني يدعوان لتطبيق القوانين ومخرجات الشرعية الدولية على إسرائيل
- بالصور: تعرف على المناطق التي شملتها مساعدات السيد السيستاني في لبنان يوم السبت ٢٠٢٤/١٠/٥؟
- الأزهر يوجه رسالة بمناسبة "ذكرى الانتصار" على إسرائيل في حرب أكتوبر