حجم النص
قصص البطولة والثبات في ميدان الحرب باتت مألوفة للعراقيين وتعج بها ذاكرتهم الشعبية في الآونة الأخيرة خاصة، وذلك بتأثير فتوى المرجعية الدينية العليا ووجوب الدفاع عن المقدسات ما كوّن حشداً شعبياً هائلاً أصبح ُيعد جيشاً ظهيراً للقوات المسلحة. الجنود الثلاثة من بغداد "علي ومروان وأسعد" وجدوا أنفسهم فجأة أمام فوهات البنادق وقد خلت أرض معسكرهم في تكريت، إلا من بضع عجلات متروكة وأسلحة ملقاة هنا وهناك وثمة مدرعة واحدة هي التي بقيت تقلهم حتى الآن بعد أن هرب القادة الخونة بزيهم المدني وسياراتهم الخاصة تاركين كل شيء وراءهم نهباً للدواعش الإرهابيين. كانت المسافة بين المعسكر ومجلس محافظة صلاح الدين كما يقول"علي" حوالي(3 كم). ويضيف حاولنا التحرك باتجاه المجلس لمعرفة ما يجري بالتحديد لولا أننا جوبهنا بنار كثيفة حالت دون تقدمنا وأجبرتنا على الرجوع مسافة معينة نستطيع منها قراءة المشهد بعين باصرة. ويضيف"علي" أنه: وفي هذه الأثناء حاول أسعد ومروان الاتصال بآمر وحدتنا وبعض الضباط ولكن لا أحد يرد على الهاتف ما جعلنا نجزم بوقوع خيانة منهم". ويتابع: "وبعد قليل وردنا اتصال وآخر وثالث ورابع من بعض زملائنا الجنود الذين هربوا مع من هرب من الموقع والكل يسأل عن سبب بقائنا في المعسكر رغم أمر الانسحاب الذي فوجئنا به وشككنا في صحته". ويقول "علي": نحن بقينا في الحقيقة مستغربين من قرار الانسحاب وتسليم المعسكر بما فيه على طبق من ذهب للإرهابيين من دون مقاومة ومن دون حتى طلقة واحدة". ويواصل حديثه وهو يفرك راحتيه بقوة قائلاً: "هذا ما حصل مع الأسف" ويضيف: "إنها مؤامرة كبرى تعرض لها العراق". ثم يقول علي: "تعاهدنا أنا ومروان وأسعد على البقاء معاً ولو بمفردنا بانتظار وصول داعش إلى موقعنا ومقاومتهم حتى الموت دفاعاً عن تربة وطننا الغالي ولعلنا بهذا نوقع بعض الخسائر البشرية في صفوفهم ونؤكد للعالم كله وللإرهابيين خاصة أن العراق ما يزال فيه رجال". ويستمر في وصفه للموقف الرهيب قائلا: وبالفعل تم التعاهد بيننا وقبلنا التحدي كما يقال وصمدنا في الموقع أكثر من ساعتين وشاهدنا تحرك بعض العناصر الإرهابية باتجاهنا وتبادلنا الرمي وبالفعل كبدناهم بعض الخسائر وعجزوا عن مواجهتنا فحاولوا الالتفاف حولنا وصرنا نلاحق بعضهم بالنيران من مدرعتنا ورغم كل ذلك كنا فرحين مستبشرين بالشهادة". وأوشك "علي ومروان وأسعد" على أن ينالوا الشهادة فعلاً بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين من كل الجهات تقريباً لولا وصول الدعم من الفرقة الذهبية ودخولها مع الإرهابيين في قتال عنيف تمخض أخيراً عن دحر الدواعش بالكامل وانضمام الشباب الثلاثة إلى صفوف الفرقة الذهبية". وبقي الجنود الثلاثة يقاتلون مع الفرقة الذهبية التي رحبت بضيافتهم حتى بعد أن صدر أمر وزارة الدفاع العراقية بحل الفرقة التي ينتمون إليها واعتبارهم هاربين. ويُصرّ علي ومروان وأسعد حتى بعد عودتهم إلى بغداد على مواصلة الدفاع عن الوطن ولو بصفة متطوعين. بغداد: حيدر السلامي وحازم فاضل وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- السوداني يؤشر تعارضات بطريق التنمية: المشروع للعراق وليس لجهة قطاعية
- القرارات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء: تخصيص ارض للعتبة الحسينية لإقامة مستشفى للأمراض السرطانية ومركز تخصصي للتوحد ببغداد
- وكالة نون الخبرية تنشر نص قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي