حجم النص
يمكن أن نسمي المبازل (الزراعية) في المناطق السكنية الجديدة ببؤرة للأمراض لأنها أصبحت حاضنة لمختلف انواع الحشرات والطفيليات والجراثيم فهذه المناطق التي كانت قبل عقد من الزمن زراعية وأصحبت سكنية كواقع حال تحتاج الى خدمات صحية لتزايد اعداد نفوس ساكنيها ولتجنب انتشار الأوبئة والأمراض, في حين ان موضوع المبازل خطير ويحتاج الى اجراءات سريعة لان تراكم هذه النفايات والحشرات يؤدي الى انتشار الامراض مثل الكوليرا والملاريا والأمراض الجلدية والربو وحساسية القصبات وغيرها من الأمراض وان هذا الموضوع يخص جميع الاجهزة الحكومية بما فيها الصحة والبيئة والموارد المائية والماء والمجاري. حول هذا الموضوع التقت وكالة نون الخبرية المهندس حيدر آل خنجر رئيس لجنة خدمات الماء والمجاري في مجلس محافظة كربلاء حيث قال: "فيما يخص المبازل داخل محافظة كربلاء المقدسة فبعضها يستخدم للغرض الذي انشأت من اجله وهو تصريف مياه المناطق الزراعية, والبعض الاخر استخدمت لتصريف مياه الصرف الصحي لعدم اكمال مشاريع المعالجة المركزية ووحدات الخطوط الناقلة". وأضاف آل خنجر: "لدينا 7 مبازل هي المبزل الاول وهو الجنوبي في منطقة (الجاير) والذي احيل عام 2008 وتمت المباشرة بتنفيذه والآن اصبح خطاً ناقلاً لنقل مياه الصرف الصحي والأمطار الى وحدة المعالجة وهي محطة الرفع الموجودة في قنطرة السلام، وتم فوق المشروع افتتاح شارع من اربع جوانب مهم وحيوي لفكّ الزحامات المرورية في كربلاء وهو في طور الانتهاء, والثاني هو مبزل الجاير الاول الذي يلي مجسر العباس باتجاه منطقة الجاير والذي يبلغ طوله 3 كيلومتر محال على شركة القوانص وقد تلكأت في إنجازه وتم تشكيل لجنة بحضور المحافظ ولجنة الماء والمجاري والموارد المائية وأخذنا ضمانات وتعهدات للإسراع بالعمل لتنفيذ المشروع المحال لهم وقد عاهدوا الحكومة المحلية بإكمال المشروع وباسرع ما يمكن, والثالث هو مبزل الجاير الثاني طوله 1 كيلو متر وأحيل على شركة انوار كربلاء ونأمل انجازه بالوقت المحدد من قبل الشركة المنفذة لتحويل المياه الى المعالجة حيث ان الشركات الان في طور توقيع العقود وستبدأ المباشرة بهذه المشاريع قريبا, والرابع هو مبزل الروضتين وطوله 2 كيلومتر وتم انجازه ومكتمل الان واصبح شارعاً, والمبزل الخامس هو الشمالي باتجاه الحر وطوله هو 1250 م محال على شركة القوانص التي طالبهم المحافظ بالاسراع في انجازه هو ومبزل الجاير الاول الذي ذكرناه انفا, والسادس هو مبزل الجمالية وطوله و1 ونصف كيلومتر وهو لتصريف مياه الصرف الصحي ومياه الامطار في الحي العسكري ويربط بين الجمالية والرزازة, والمبزل السابع هو الحيادرة ويصرف محطة المسليلة باتجاه المصب العام وهو مجمع المبازل وطوله 1 ونص كيلو متر ولحد الان لم يحال الى عهدة أي شركة ولكن توجهات المحافظة سيحال لتغليفه وتبطينه وان هذه المبازل استخدمت للتصريف الصحي لان وحدات المعالجة والخطوط الناقلة غير كاملة لذلك تم استخدامها للصرف وستنجز في الايام القادمة وسيكون هناك توفر كبير في معالجة المياه الصالحة للزراعة والاستخدامات الاخرى". من جهته أوضح مدير الموارد المائية في كربلاء المهندس مناف صبار لوكالة نون ان "ظاهرة المبازل اصبحت غير حضارية في الاونة الاخيرة حيث يقوم المواطنون وبشكل مستمر برمي النفايات في الجداول والمبازل داخل المدن حيث اصبح منظرها غير لائق ومكاناً لتجمع الاوبئة والروائح الكريهة ومن هذه المبازل: مبزر الجاير الذي تم تغليفه واصبح طريق والمبازل الاخرىى قيد الانجاز ومبزل الكرة وفروعه في حي العباس والذي تم وضعه كاحد المشاريع لخطة عام 2014 لتغليفه والاستفادة منه كطريق ومبزل العباس تم تغليفه والانتهاء منه ومبزل الحيادرة لم يتم وضعه من قبل الناحية بسبب عدم اكتمال محطة المجاري ولذلك تم الغاءه من العمل". وأكّد نايف على ضرورة ان "تقوم البلدية بجمع النفايات التي يرمي بها المواطنون في المبازل والانهار"، مبيناً ان "كوادرهم الفنية تقوم بتنظيف المبازل بين فترة واخرى ويشمل التنظيف إزالة الترسبات والعوائق والنباتات المائية التي تعيق جريان المياه". وتابع نايف: "سيتم المباشرة بمشروع محطة الكرطة في محافظة كربلاء المقدسة بهدف سحب مياه المبازل للإرواء في الحزام الاخضر شمال المحافظة الذي يعد الاول من نوعه في العراق"، مبيناً ان "المشروع سيوظف مياه المبازل المهدورة". اما مدير زراعة كربلاء رزاق الطائي فقد اوضح لوكالة نون الخبرية ان "هناك الكثير من المبازل المنتشرة على عموم المحافظة في الاقضية والنواحي وهذه المبازل هي حقلية والغرض منها زراعي وتمتص الاملاح وتوفر بيئة جيدة للمحاصيل الزراعية ولكن للاسف الشديد كثرة التجاوزات على البساتين والاراضي الزراعية واستغلالها للمناطق السكنية قد اصبحت مكباً للنفايات وتصريف مياه المجاري وبالتالي اصبحت وكراً للاوبئة ولها مشكلة بيئية على جميع الساكنين بالقرب منها". وبين الطائي ان "هناك تنسيقاً مستمراً بين الوزارات المختصة بالمبازل من الموارد المائية والبيئة والزراعة وغيرها ولدينا الاستعداد الكامل لتحديد معالم المبازل ومكافحة عملية التفتيت الزراعي". ولمعرفة ما تسبب المبازل من آثار سلبية على البيئة، التقينا بالمهندس حامد عبيد عبدالله مدير بيئة كربلاء المقدسة، حيث قال في حديثه لـ (مجلة الاحرار): "نحن كفريق بيئي وجهة رقابية نجري جولات ميدانية مستمرة ونقوم بتثبيت السلبيات وطرح الحلول على الدوائر المعنية، وفيما يخص (المبازل) يتطلب من كل الدوائر المعنية التنسيق في هذا الموضوع للحدّ من الآثار السلبية التي قد تنتج من المبازل كارتفاع مناسيب الماء وطفحها او تجمع النفايات والأوبئة والرواح الكريهة وتصريف الكثير من المخلفات السائلة حيث ظهر في الآونة الاخيرة كم من المبازل في ظاهرة تفتيت البساتين الزراعية وتحويلها الى قطع سكنية بدون أي تخطيط عمراني لذلك قام عدد كبير من اهالي هذه القطع السكنية العشوائية بتصريف مخلفات الصرف الصحي وغيره الى المبازل التي هي بالاساس مخصصة للاغراض الزراعية وليس للمجاري وبالتالي سببت هذه الامور مثل طفح المبازل وتركيز المخلفات وتجمع الحشرات والحيوانات السائبة وانبعاث الروائح الكريهة". واضاف عبد الله، انّ "هذه المبازل مشمولة بنظام صيانة الأنهر ومراقبة المياه مستمرة, وان هناك حدوداً وقياسات لا يمكن تجاوزها لأنها تسبب بكوارث بيئية ومنها زيادة رمي الأنقاض وزيادة الملوحة، فضلا عن رمي شبكات المياه الثقيلة فيها مما يؤدّي إلى تأثيرات سلبية على الصحة والمجتمع والبيئة". أما عن الحلول التي أفردها مدير بيئة كربلاء، فقد أوضح أن الحل يكمن في "الانتهاء من مشاريع المجاري وربط الخطوط الناقلة للمجاري الثقيلة وحتى مياه الأمطار"، مبيناً أنّ "عدم وجود أماكن تصريف يؤدي إلى أن تتحول هذه المبازل الى محطة اخيرة تتجمع فيها النفايات، وإن التأخر في انجاز المشاريع للبنى التحتية واحدة من عوامل تحول المبازل من زراعية إلى مرضية". وأشار حامد عبيد عبد الله إلى ما قامت به بيئة كربلاء من خلال "مجلس تحسين البيئة حيث تم انعقاد مؤتمر في 11/02/2014 وطرح هذا الموضوع للحد من هذه الظاهرة بصورة نهائية، وقد تم تشكيل لجنة برئاسة القائم مقام ومديريتي البيئة والماء والمجاري وتوصلت اللجنة بتوصية الى مجلس المحافظة بإقرار تشريع يحد من هذه الظاهرة بما لها أثر سلبي بيئياً وصحياً". من جهته أوضح المهندس معن جبار محمد، مدير ماء ومجاري كربلاء لوكالة نون الخبرية انّ "أكثر محطات مياه الامطار تصرف على المبازل وان التلوث فيها سببه المتجاوزون واكثر تواجدها في مناطق البستنة التي انتشرت في محافظة كربلاء وتم استعمالها لتصريف المياه الثقيلة وهذا هو تجاوز كبير، وإن دائرة المجاري غير مسؤولة بذلك"، مضيفاً إن "وضيفتنا معالجة مياه المبازل وتصفيتها وتحويلها الى مياه صالحة للزراعة, وايضا هناك محطات للأمطار تقوم برمي مياه الامطار على المبازل وهناك تجاوز من قبل المواطنين على شبكات مياه الامطار ولدينا لجان مختصة لرفع التجاوزات ونقوم بتنبيه المواطن وفرض غرامات وبعضهم لا يستجيب". وتابع محمد حديثه، "هنالك تنسيق بين البيئة والموارد المائية وهناك خطة لتغليف هذه المبازل واذا غلفت فلن تسمح بالتجاوز ورمي النفايات, وبخصوص النفايات الصلبة في المبازل فهي اختصاص البلدية وهناك لجنة شكلت من المحافظة وتختص بجميع الدوائر لحل مشاكل نفايات المبازل وتنظيفها وخصوصاً نهر الهنيدية". ووجّه محمد عبر (وكالة نون) رسالة الى المواطنين بمحافظة كربلاء "بعدم رمي المياه الثقيلة والنفايات في المبازل والانهر لأنها تسبّب التلوث وانتشار الاوبئة والامراض لهم". واختتم حديثه بالقول، "لدينا خطة لشمل جميع احياء المحافظة بشبكات المجاري ونسبة انجازها هي 85% وايضا ان هناك احياء غير مسكونة وان السكن يتوسع في البستنة ونحن نوصي بسكن المناطق التي تم اكمال خدماتها لتوفر الخدمة الجيدة للمواطنين". وفيما يخص اراء المواطنين وما يعانونه جراء تفشي ظاهرة إهمال المبازل الزراعية، فقد قال المواطن عبيد كاظم: "أجد من الضروري وضع آلية لمعاجلة المبازل أو إدامتها من خلال كريها وتنظيفها ومعالجة التلوث البيئي والمحافظة على الساكنين والأطفال من أمراض قد تؤدي إلى خسارة الأرواح والأموال للدولة، لان المواطن إذا مرض اشغل الأطباء وصرفت عليه الأدوية وبالتالي فان خسارة المواطن هي الخسارة الكبيرة". وأوضح كاظم، "تتسبب المبازل بالوقت بالحاضر بانتشار الأمراض والروائح الكريهة، ناهيك عن مظهرها الذي يشوه المدينة المقدسة". أما المواطن محمد المسعودي فقد بين أنّ "مياه المبازل تحوّلت إلى مياه آسنة بدلاً من مياه مالحة او مياه لتصريف ملوحة الأرض بل أصبحت الآن لا تطاق وإذا مررت بالمنطقة في وقت الغروب فانك لن تشم غير روائح كريهة". ودعا المسعودي إلى العمل سريعاً "لدرء المخاطر المحتملة من هذه المبازل التي قد تتحول مع الأمطار وكثرة رمي النفايات ومياه المجاري إلى مكان لتصدير الأوبئة والأمراض إلى الأحياء الأخرى". وبقي أن نقولَ أخيراً ان المبازل كانت على مرّ السنوات الماضية وهي تؤدي الغرض الذي انشئت من اجله نعمة على البلاد والعباد، وقد أسهمت في تحسين الواقع الاقتصادي للفلاحين والبلد في وقت واحد الا انها انقلبت الى نقمة بعد ان اهملت ودبّ الفساد المالي والاداري في قطاع الزراعة والري وانشطارهما الى وزارتين لا وجود للتنسيق فيما بينهما من اجل خدمة شريحة واسعة من المواطنين وقطاع يعد من اهم القطاعات ما بعد النفط فهل سنرى اهتماماً بهذا القطاع في قابل الايام؟ تساؤل يبحث عن مجيب. تحقيق: اثير رعد وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- السعودية: 4 إنذارات حمر بسبب الطقس
- بالصور:حريق كبير يقوم به مجهولون في ميسان يتسبب بقطع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق بالعمارة
- بسبب سوء الخدمات: العشرات من اهالي الشرقية وسط الناصرية يقطعون الطريق السريع بحرق الاطارات