حجم النص
قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في حوار مع صحيفة الحياة اللندنية، اليوم الجمعة، كنت ألتقي الرئيس "الأسبق"، حسني مبارك، عند وجوده في شرم الشيخ ويسأل عن أوضاعنا وعن الإيرانيين والنفوذ الإيراني. لا أمان للإمريكان ويتابع زيباري، مبارك كان من الأشخاص الذين يكنون لي المودة، وهو الوحيد بين الرؤساء العرب الذي كان يلفظ اسمي الأول صحيحاً تماماً وكنا دائماً نتبادل النكات. وكان لديه خوف من الأمريكيين وكان ينبهني منهم دائماً قائلاً، "ليس لديهم لا دين ولا رب ولا أمان معهم ويبيعون أصدقاءهم بسهولة "زيّ المَيَّة". وكان يعطي برويز مشرف، مثالاً فهو الذي لم يترك أمراً إلا ونفذه لبوش وفتح بلده للأمريكيين، فما كان منهم إلا أن تخلوا عنه بسهولة. وكان مبارك دائماً ينصح ألا نعتمد على أصدقائنا الأمريكيين، بل أن نعتمد على أنفسنا وعلى قواتنا وعلى جيشنا، وكان من محبي العراق. كان طياراً عسكرياً، ورابط في قاعدة الحبّانية في غرب العراق، وله تجربة في البلد. وقال، إن العراقيين عندهم الأكراد والعرب والشيعة والسنة، بينما المصريون لا تحسس لديهم فالجميع مصريون. الدور السوري الإيراني ويتابع، كنت أقول له يا فخامة الرئيس، "الإيرانيون موجودون ولديهم سفارة وقنصليات، موظفوها حوالي 120 وهناك العديد وراءهم، ولكن أنتم العرب غير موجودين، أنتم تنتقدون الوجود الإيراني، وتقولون إنهم متغلغلون فلم لا تتواجدون؟ وكان مبارك منزعجاً جداً من الدور السوري في العراق وكان يقول لي: "إنهم بعثيون ونظامهم دموي لا يقف عند أي حد، والواد ده ويقصد بشار، شايف نفسه ويعطينا محاضرة في كل قمة"، وكان منزعجاً من تدخلاته في كل صغيرة وكبيرة، وقال إن "النظام السوري يعيش على الأزمات"، في لبنان والعراق وفلسطين، وكان قلقاً من الدور السوري في العراق وفي لبنان. صدام مجنون وتابع، كان مبارك يركز على أن مصر دولة كبيرة جداً وأن العراق يمكن أن يستعيد قوته، كان يعوّل على قوة مصر وقوة العراق، وفي تقديري أنه لم يكن مرتاحاً إلى بعض السياسات الخليجية على رغم المودة الظاهرة. وأضاف، كان مبارك يحدثني عن أن صدّام بعد الحرب العراقية – الإيرانية حاول إقامة علاقات عائلية جيدة معه وأنه كان يحرص على عدم التفريط بهذا الجيش العربي الكبير وأن يصبح قوة لصالح الأمة العربية، وكان مبارك يصف صدّام بـ "المجنون". تدهورت العلاقات بين سوريا ومصر، وكان الرئيس المصري يقول لي: "أنتم في العراق تعرفون طبيعة النظام البعثي والمخابرات والواجهات". وقال، وكان مبارك يحذر من، "أن علاقات بشار الإستراتيجية مع إيران أعمق وأقوى مما نتصور، في الجيش والمؤسسات والاقتصاد والعديد من المسائل". وتابع زيباري القول عن مبارك، شخصياً، كل طلبات العراق في السنوات الأخيرة، وتم افتتاح سفارة في بغداد وقنصلية في أربيل، وبدأت الوفود المصرية بزيارة العراق وكذلك رجال الأعمال المصريين، وتم منح شركات مصرية عقوداً في قطاعات مختلفة، وكان يدعم هذا الاتجاه بشكل قوي جداً. تدخل عسكري وأضاف، أخبرني الرئيس مبارك أنه تولى شخصياً نقل تحذير تركي إلى الرئيس حافظ الأسد في 1998 مفاده أن تركيا ستتدخل عسكرياً في سوريا إذا استمرت الأخيرة في إيواء عبد الله أوجلان "زعيم حزب العمال الكردستاني". وأوضح أنه نقل في الوقت نفسه رسالة أمريكية حول الموضوع وأن الأسد فضل التخلي عن أوجلان على الدخول في مواجهة مع تركيا.
أقرأ ايضاً
- منتسب برئاسة الجمهورية يبتز المواطنين والرئيس يوجه بالتحقيق الفوري وسحب يده
- السوداني يؤكد رغبة العراق بوضع آلية لتطوير العلاقة مع روسيا
- العراق ينفي تسلم رسالة إسرائيلية من وسيط أذري