حجم النص
افاد مدير مكتب الجزيرة في العراق بوصول أول مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنسحب من تركيا إلى شمال العراق صباح اليوم الثلاثاء، معلنا عن وصول 15 مقاتلا إلى منطقة هرور في جبل متين بمحافظة دهوك الواقعة ضمن إقليم كردستان العراق والمقابلة لمنطقة جلي التركية، وهم يحملون أسلحتهم حيث جرى استقبالهم من قبل مقاتلين آخرين للحزب.
ونقل مراسل الجزيرة عن قائد المجموعة أنهم واجهوا عقبات كثيرة خلال انتقالهم عبر الحدود من تركيا للعراق، مؤكدا أن الانسحاب سيستمر، وهناك مجاميع أخرى في الطريق إلى العراق.
وما إن انتهت مراسم استقبال المقاتلين المنسحبين الذين بدا عليهم الإرهاق الشديد جراء الطقس البارد، حتى وضعوا أسلحتهم جانبا والتفوا حول نار مشتعلة.
وقال قائد المجموعة الذي عرف عن نفسه باسم جكر للصحفيين بالمكان "نحن أول مجموعة تصل إلى منطقة الحماية.. جئنا من منطقة بوتان في تركيا بعدما أمضينا سبعة أيام في الطريق، وجاء انسحابنا بعد توجيهات الزعيم عبد الله أوجلان حيث إننا نريد أن نفتح طريقا للسلام بهذا الانسحاب".
وتابع "عانينا الكثير من المصاعب الجوية بسبب الأمطار والثلوج، ومراقبة الطائرات التركية لنا، وبشكل عام نعاني من صعوبات من الانسحاب بسبب مراقبة الجيش التركي لنا، عدا البرد القارس".
في المقابل، قالت رئاسة الأركان العامة التركية إنها لا تملك أي قرائن أو صور تشير إلى انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني خارج الحدود التركية.
وأوضحت رئاسة الأركان، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن وسائل الإعلام قامت بنشر أخبار وصور عن انسحاب الأكراد خارج الأراضي التركية، إلا أنه لا يوجد لدينا أي صورة أو معلومة متعلقة بانسحابهم خارج الحدود.
وكانت الخارجية العراقية أصدرت الخميس الماضي بيانا قالت فيه إن دخول مجموعات مسلحة أراضيها يمكن أن يُستغل للمساس بأمن العراق واستقراره، وإنها ترفض دخولهم "انطلاقا من مبدأ السيادة والحفاظ على أمن المجتمع العراقي، واحتراماً لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى" غير أنها رحبت بالوقت نفسه بأي تسوية سياسية سلمية للقضية الكردية بتركيا.
ويأتي انسحاب مقاتلي الحزب نتيجة للمفاوضات الجارية منذ نهاية السنة الماضية بين الحكومة التركية وأوجلان المعتقل لديها منذ عام 1999، وذلك بعدما أسفر النزاع بين الانفصاليين الأكراد والحكومات التركية منذ بداية التمرد عام 1984 عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل، وفق تقديرات الجيش التركي.
ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الموجودين في تركيا بنحو ألفين، إضافة إلى 2500 بالقواعد الخلفية للحزب بالأراضي العراقية.
أقرأ ايضاً
- السوداني يؤشر تعارضات بطريق التنمية: المشروع للعراق وليس لجهة قطاعية
- أول موقف من الحكومة العراقية بشأن احتجاجات الجامعات الأمريكية
- الشمري: سيتم افتتاح مكتب في مقر السفارة العراقية بطهران لمتابعة تجار المخدرات