بعد عقود طويلة من القضاء على الكوليرا في العراق، عاد الوباء يتفشى مجددا في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، حيث أعلنت السلطات الصحية فيها «أن المدينة في المرحلة البدائية من تفشي الوباء بعد إدخال العشرات من المواطنين إلى المستشفيات ممن يعانون من أعراض المرض الذي لم تحدد السلطات مصدره بعد».
وأكد الدكتور خالص قادر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بحكومة إقليم كردستان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «فرق الوزارة تعمل حاليا بالتنسيق مع أجهزة وزارة البلديات لتحديد مصدر الوباء، حيث هناك شكوك بأن يكون المصدر هو شبكة المياه التي تغذي دور المواطنين بمياه الشرب، وفي حال التأكد من سلامة المياه سنبحث في أماكن أخرى لتحديد المصدر والتعامل معه لوقاية المواطنين».
وحول إجراءات الوزارة للحد من انتقال الوباء إلى بقية المناطق بالإقليم، خاصة أن الوباء منحصر حاليا بمركز مدينة السليمانية، قال قادر: «مع ورود الأنباء بوجود حالات اشتباه بالمرض اتخذت الوزارة الإجراءات الوقائية للحد من تفشيه، ونحن نتعامل حاليا على أساس تفشي الوباء، خاصة أن أعداد المصابين بأعراضها من حالات الإسهال تزداد يوما بعد آخر، فقد ارتفع العدد من 20 شخصا إلى ما بين 80 فردا و100 شخص يراجعون المستشفيات حاليا، وقد أرسلنا عينات من دم المصابين الأوائل بأعراض المرض إلى مختبرات بغداد للفحص ونحن بانتظار عودة النتائج، فإذا كانت النتائج تشير إلى وجود مرض الكوليرا، فإن جميع الحالات التي تدخل المستشفيات حاليا أو لاحقا سنتعامل معها على أنها وباء كوليرا». وأضاف: «أما بالنسبة لانتقال الوباء إلى بقية أرجاء كردستان فقد أعلنا حالة الطوارئ الصحية في عموم أنحاء كردستان، ونتعاون حاليا مع وزارات الداخلية والتربية والبلديات وهيئة البيئة لاتخاذ إجراءات وقائية ضد انتشار الوباء وحصره بمكانه حتى نتمكن من السيطرة عليه».