لست معلما ولكنني احترم المعلم وأتمنى من صميم قلبي ان تحظى شريحة المعلمين بامتيازات وحقوق توفر لها فرص الاكتفاء الاقتصادي والعيش الرغيد ، ولست عدوا للاطباء لكنني اتمنى من صميم قلبي ايضا ان تعمد الدولة العراقية الى بناء نظام صحي ينقذ المريض الفقير من شره الطبيب الطماع . وبقدر ما احترم قرار وزارة التربية القاضي بحظر تعاطي الدروس الخصوصية على معلمي المدارس الحكومية فانني اتعجب من قوانين وزارة الصحة التي تتيح للطبيب الحكومي ان يفتح عيادة خاصة . اما لماذا كان قرار منع المعلم من بيع الدروس الخصوصية محترما من وجهة نظري فلانني واحد من ملايين ولاة الامور ولست مستعدا لدفع اجور اضافية ترهق ميزانيتي المرهقة اصلا باعباء مالية اخرى واما لماذا اجدني معترضا على قانون فتح العيادات الطبية للاطباء الحكوميين ، فلأنني مؤمن بالانصاف والعدل وبالتالي ، فليس من العدل في شيء ان يحرم المعلم من استثمار علمه ويسمح للطبيب بذلك ، هذا من جهة ومن جهة ثانية فلكوني واحدا من ملايين المرضى العراقيين الذين يضطرون لمراجعة عيادات الاطباء الخاصة بين حين واخر ويدفعون مبالغ باهظة ، وذلك لتغيب الطبيب المستمر من المستشفى الحكومي وتواجده المستمر في عيادته الخاصة ، طبعا هذا الموضوع لا ينطبق على كل الاطباء وللانصاف فان اطباء الاسنان لدينا يشكلون الاستثناء الفريد من قاعدة تغيب اطباء الاختصاص العراقيين من المؤسسات الحكومية ولكن وللامانة ايضا فان اطباء الاسنان هؤلاء على الرغم من تواجدهم في كلا المكانين اي في المؤسسة الصحية العامة والعيادة الطبية الخاصة ، غير انني لاحظت مع الكثيرين ان طبيب الاسنان في المستشفى او المستوصف ينصح المريض عادة بقلع سنه ايمانا منه بالحكمة التي تقول : \" لاهم اكبر من هم العرس ولا وجع مثل الم الضرس ، في حين تراه يستقتل في اقناع المريض الزائر لعيادته الخاصة باهمية وضع الحشوة في السن وعدم التفريط بضرسه الطبيعي ايمانا منه بالتسعيرة التي تقول : \" ان القلع بخمسه وعشرين والتحشاه بخمسه وسبعين \" .
بحسب بعض الاخبار فان نقابة المعلمين العراقيين دعت الى تظاهرة كبيرة احتجاجا على عدم صرف مخصصات المهنة مع كونها اقرت رسميا بدعوى عدم وجود مبالغ مرصودة في وزارة التربية تكفي لتغطية تخصيصات المخصصات. احد المسؤولين تندر على هذا الامر بالقول : (المظاهرات صايرة هليام مودة حتى الرحاته توجعه يريد يسوي مظاهرة) ! البعض قرأ في تصريح هذا المسؤول سخرية حادة تجاه معاناة الاخرين وقسوة بالطرح وانتقاصا من حرية التعبير المكفولة للمواطنين دستوريا لكن البعض الاخر قرأ فيه تهديدا مبطنا لأطباء الأسنان !
أقرأ ايضاً
- صورة مع المعلم أردوغان
- الامام الكاظم عليه السلام ..السجن احب اليه من المداهنة
- الادارة تخدم مجتمع بينما الطبيب يخدم فرد