ليس هناك تعريف جامع مانع لمعنى لفظة الكلك العامية ولكن يبدو وبشكل تقريبي ان المراد بهذه اللفظة هو ان يُمنح لشخص ما شيئ لايستحقه ويترتب على هذا الشيء الممنوح جملة من الحقوق والامتيازات . فالذي يُقدم نفسه للناس على انه سيد يرجع بنسبه الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو ليس كذلك انما هو سيد كلك بكل تاكيد ، وحامل شهادة دكتوراه مزيفة هو دكتور كلك حتى وان لم يكتشف امره القاضي رحيم العكيلي حتى الان ، وجميع العسكريين الذين يحملون رتبة ضابط من دون التخرج من الكلية العسكرية ويتسيدون الموقف الامني في نقاط السيطرة ويغيرون الواجب الموكل اليهم من محاولة الكشف عن الاسلحة والمتفجرات الى تفتيش السيارات للحصول على اكبر كمية من الرقي هم وبلا ادنى تردد ضباط كلك اولاد كلك .
الحقيقة ان الانسان مجبول على الزهد بما يحصل عليه بسهولة ومن غير استحقاق ، والحضارات الانسانية بمختلف انواعها واشكالها تكاد تجمع على هذه الفكرة . هناك مثل شائع لدى الانكليز يقول : ايزي كم ايزي كو ومعناه بالعربية الفصيحة ما ياتي بسهولة يذهب بسهولة ومعناه باللهجة الدارجة مال المي للمي ومال اللبن للبن . العراقيون يعرفون هذه الحقيقة ايضا ليس معرفة سطحية فحسب بل ان هذه الفكرة كانت تستخدم حتى وقت متاخر في تربية الابناء . كان قسم من الاباء لا يشترون لاولادهم النعال (ابو الاصبع ) حتى تكتوي اقدام فلذات اكبادهم بحرارة الشمس بعض الوقت وهم بهذا الفعل انما يريدون تلقين اطفالهم بان الاشياء المفيدة ومنها (النعال) لا ياتي بسهولة ما يستلزم المحافظة عليه اطول فترة ممكنة وعدم اتلافه قبل الاوان . المسؤوليات المهمة ومنها ادارة ملفات الامن لا تسندها الدول الحقيقية الا الى اصحابها الحقيقيين . المناصب في الدول الحقة ليست هبات ، انها مسؤوليات ضخمة تستدعي السهر والتفاني والتعب المستمر ، لكن المناصب عندنا عبارة عن هدايا توزع لبعض المحسوبين على هذه الجهة السياسية او تلك ، عدد من ضباط الامن لدينا هم من عديمي الخبرة في مجال الامن وجمع المعلومات . بعض الضباط يقفزون من رتبة عميد الى فريق بدون المرور برتبة لواء . البعض الاخر حصل على الرتبة العسكرية لا لشيء الا لانه كان سجينا سياسيا . لسنا ضد السجناء السياسيين ابدا ونحترم ما ابدوه من شجاعة امام الطواغيت ونبرئهم تماما من تهمة التعاون مع المجرمين ، ولكننا مع قاعدة وضع الشيء المناسب في المكان المناسب ، وليس من المناسب ابدا ان يجتاز حملة المسدسات الكاتمة للصوت سيطرات التفتيش في بغداد والمحافظات ليقتلوا فلذات اكبادنا بينما الضباط الكلك مشغولون بتشييف الرقي الماخوذ من الناس حياءً .