
تستمر مشاعر الهلع والخوف بالسيطرة على مربِّي الحيوانات والمواطنين بشكل عام في العراق، نتيجة تفشى الإصابات بمرض الحمى القلاعية، رغم تأكيدات وزارة الزراعة مؤخرا بقرب انحسار المرض.
إلا أنه وفي تطور جديد، كشفت لجنة الزراعة النيابية، أن استيراد الماشية من الخارج كان السبب وراء انتشار الحمى القلاعية في 13 مدينة داخل البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال عضو اللجنة، آثار الجبوري، إن “كل المؤشرات تؤكد أن سبب انتشار الحمى القلاعية في 13 منطقة داخل البلاد، لا سيما في جانب الرصافة ببغداد، يعود إلى استيراد قطعان مصابة بهذا المرض”، لافتا إلى أن “حجم الخسائر كان كبيرا، حيث تسبب بهلاك أعداد كبيرة من الماشية والجاموس، ما ألقى بظلاله على الثروة الحيوانية”.
وأضاف أن “تفشي الحمى القلاعية أثار الانتباه إلى ضرورة تشديد الإجراءات الخاصة بالفحوصات البيطرية لكل ما يتم استيراده من الخارج من الثروة الحيوانية، سواء الماشية أو غيرها، تفاديا لنقل أمراض فتاكة”، مشددا على أن “هذا الأمر لا ينبغي إغفاله، بل يجب فرض إجراءات صارمة وتنفيذ كافة التدابير الوقائية والاحترازية لضمان عدم تكرار هذه الكارثة”.
وأشار الجبوري إلى أن “المرض بدأ بالانحسار تدريجيا، لكن لا يمكن التأكيد على انتهائه تماما، خاصة مع استمرار حالات نفوق الماشية والجاموس في العديد من المناطق، وإن كان ذلك بوتيرة أقل من السابق”.
وأوضح أن “لجنة الزراعة تعمل على اعتماد آلية محددة لمساعدة المتضررين من أصحاب الثروة الحيوانية الذين فقدوا جزءا كبيرا من قطعانهم بسبب تفشي الحمى القلاعية خلال الأسابيع الماضية”.
وشهدت الأسابيع الماضية، تفشي فيروس الحمى القلاعية بين المواشي، ما تسبب بنفوق الآلاف من المواشي، وسط عزوف المواطنين عن استهلاك اللحوم تخوفا من انتقال الفيروس.
وأعلنت وزارة الزراعة، السبت الماضي، الاقتراب من القضاء على الحمى القلاعية في البلاد، مشيرة إلى أنها لم تسجل أي إصابات جديدة بالمرض بين المواشي.
ونفت الحكومة بعد إيعاز رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيقية في إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية، أن يكون للفيروس تأثيراً على صحة المواطنين، وقالت في بيان، إن “هذا المرض الذي يصيب الماشية لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب ومشتقاته”.
وكان وزير الزراعة عباس جبر المالكي أعلن في 19 شباط الماضي، تسجيل 3 آلاف إصابة بالحمى القلاعية و نفوق 654 حيوان مصاب بالمرض”، مبينا أن “الحمى القلاعية مستوطنة في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفي كل سنة تحصل اصابات وان هذا المرض موجود في كل دول العالم إلا أنه في العراق مرض مستوطن”.
فيما أكد مقرر مجلس النواب الأسبق، محمد عثمان الخالدي، في حينها، أنه لا يستبعد أن تكون الكارثة الوبائية التي ضربت بغداد وبعض المحافظات بفعل مدبر يستهدف تدمير الثروة الحيوانية في البلاد.
ومع استمرار تفشي الفيروس، يواجه مربو الجاموس مشكلة التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ بعضهم إلى رمي الجثث على الطرقات العامة، مما يزيد من خطر انتشار العدوى، بينما تقوم فرق البلدية والبيطرة بجمع هذه الجثث وإتلافها، إلا أن تأخر عمليات الإزالة يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض.
ومنذ أسابيع وقطعان الجواميس والعجول في العراق تتعرض لموت فجائي وجماعي أشبه بـ”الإبادة”، وذلك بسبب وباء مجهول المصدر والأسباب، ورغم تأكيدات وزارة الزراعة بأن ما أصاب تلك المواشي هو بسبب الحمى القلاعية.
وكانت وزارة الزراعة، نفت في 16 شباط الماضي، دخول شحنة عجول موبوءة ومصابة، وأكدت أن حالات النفوق الجماعي للجواميس حدثت في مناطق شرق بغداد ولاسيما الفضيلية، حيث أصيبت هذه الجواميس بمرض الحمى القلاعية، وهو مرض مستوطن في العراق منذ ثلاثينات القرن الماضي ويخرج بين الحين والأخر كلما توفرت الظروف المناسبة لذلك من بينها انخفاض درجات الحرارة.
وعملت وزارة الزراعة على فرض “حظر تجوال” على العجول والجواميس بين بغداد وباقي المحافظات، باعتبارها منطقة بؤرة للاصابات والعدوى.
وبلغ مستوى تسجيل الإصابات بالحمى القلاعية بين المواشي في العراق طوال السنوات الماضية بين 5 آلاف الى 20 ألف إصابة سنويا للعجول والابقار والاغنام والماعز.
وكشفت دوائر البلدية في مناطق شرق بغداد رفع عشرات الاطنان يوميا من المواشي النافقة، فيما كشف بعض مربي الجواميس أن شخصا واحدا منهم فقد 150 رأس من الجاموس دفعة واحدة حيث نفقت جميعها.
وأعلنت دائرة البيطرة التابعة الى وزارة الزراعة، في الوقت ذاته ، منع حركة الحيوانات من وإلى البؤر المرضية المصابة بالحمى القلاعية لمدة 14 يوماً.
الجدير بالذكر أن النائبة ساهرة الجبوري قد وجهت في 19 كانون الثاني الماضي نداء استغاثة عاجلة إلى الجهات المختصة”، موضحة أن “شركة عراقية تدعي بقربها إلى إحدى الجهات المتنفذة، قامت باستيراد عجول من (دولة جيبوتي) وبأوراق (مزورة) بشهادة منشأ وأوراق صحيحة صادرة من (اليمن) بمساعدة من دائرة البيطرة قسم الأمراض الوبائية”، مبينة أن هذه العجول حاملة لـ(العترة السابعة) (مرض الطاعون) والآن هذا الوباء وصلت الى (ميناء ام قصر) وعلى الباخرة الجيبوتية (ليدي رشا)”.
أقرأ ايضاً
- الإعلام الحكومي: خدمات أور الإلكترونية تجاوزت الـ569 خدمة والأتمتة شملت جميع مؤسسات الدولة
- مشروع طموح لتحويل 164 مبنى حكومي إلى أبنية صديقة للبيئة باستخدام الطاقة الشمسية
- وزير الخارجية يبحث مع وزير الطاقة التركي إمكانية استيراد الغاز