حوالي اربعة وخمسون عاما مرت على تأسيس موكب جمهور الفاطمية وهو يؤدي ويحيي الشعائر الحسينية في جميع المناسبات الحزينة التي تخص ائمة اهل البيت (عليهم السلام)، وعبر اجيال واجيال تمكن اصحاب الموكب من تضليل عيون النظام القمعي السابق باساليب عدة، واقامة مجالس العزاء وتوزيع الطعام، حتى اصبح الآن من ابرز خدمة العزاء الحسيني في محرم الحرام وصفر.
وتحدث صاحب الموكب الحاج "احمد الفاطمي" لوكالة نون الخبرية قائلا" أسس الموكب المرحومين "الحاج رشيد" و "محمـد ابو الكبة" و"هادي" و"سيد حسين ابو الطرشي" و"البزاز" في العام (1970) ميلادية مقابل باب الامام الحسن (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، وكان الموكب يحيي الشعائر الحسينية في شهري محرم الحرام وصفر، وجميع الايام التي توافق فيها ذكرى استشهاد الائمة الاطهار (عليهم السلام)، وكنا نقيمها في مقراتنا حيث كان موكب جمهور الفاطمية يقيمها في جامع الاحمدية المقابل لباب الامام الحسن (عليه السلام)، ونقيم جميع الشعائر في محرم والاربعينية في الجامع وفي شهر رمضان وباقي المناسبات في صحن ابي الفضل العباس (عليه السلام)، وبعد فرض منع اقامة الشعائر في منتصف العقد السبعيني نقلنا اقامة الشعائر الى بيت عمي "ابو عامر" في حي النقيب، وكان خطيب المنبر في ذلك الوقت هو السيد "احمد الصافي" المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة حاليا، وكنا نضع تدابير واحتياطات كثيرة لنحافظ على ديمومة احياء الشعائر الحسينية، ومنها اننا لا نستخدم مكبرة الصوت، وكذلك كان عندي شاحنة كبيرة اتعمد على ايقافها امام باب الدار وتشغيلها ورفع صوت المحرك لكي يغطي صوته على صوت المجلس الحسيني".
واضاف الفاطمي ان "من ابرز خدام الامام الحسين (عليه السلام) الذين كانوا يحضرون جميع مجالسه هم الشاعر الحسيني الكبير "كاظم منظور الكربلائي" والرادود الخالد "حمزة الزغير" ومعهم " محمـد الرادود" ونخبة من الرواديد والشعراء، ودور النساء كان كبيرا باعداد الطعام والشراب في البيوت، ومن الامور التي احب ذكرها ان الموكب اعد في احد مناسبات شهر محرم خلال سنوات المنع (55) قدرا كبيرا من الرز البرياني، وعمدنا مع حسن التدبير الى توزيعه على الاطراف والهيئات في مدينة كربلاء المقدسة ووزعت جميعها خلال ساعة واحدة، ما وضع عيون النظام الفاشي في حيرة لان الجميع يحمل هذا الطعام ولا اثر للطبخ ولم يسجلوا في اول النهار اي ملاحظة عن قيام موكب او هيئة بالطبخ او اعداد الطعام".
واوضح ان" الامر تحول بسرعة من المنع الى زوال الطاغية وانفراج الامور ودخول الزائرين بالملايين الى كربلاء المقدسة، حيث كان عزاء طويريج لا يستمر الا لساعة وعدد من الدقائق، بينما اصبح الآن يستمر لمدة اربع او خمس ساعات، واصبحت جميع الزيارات المأثورة مليونية، وصرنا نقدم الطعام كل ليلة جمعة حيث تكون الزيارة مليونية، وفي الزيارات الاربعينية والشعبانية نقدم الطعام، وفي شهر رمضان نقدم الافطار للصائمين، وعلى سيرة اجدادنا وآبائنا الذين قضوا اعمارهم في احياء شعائر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، عندما كانوا يسيرون في عاشوراء في ذروة الحر حفاة الاقدام ويرتدون "اليشماغ" على الرأس بدون "العقال" العربي اشارة الى وقوع المصيبة، سرنا نحن لنعلم اطفالنا على السير حفاة في المواكب وارتداء السواد واللطم وضرب الزنجيل، لنقل امانة الشعائر الحسينية منا اليهم، كما نقلت من اجدادنا وآبائنا الينا، وتشمل فعالياتنا يوميا موكب الزنجيل صباحا الذي يبدأ من باب الفاطمية في ساحة الحوراء زينب الى العتبتين المقدستين ويعود الى مقر الموكب، ثم توزيع وجبة الطعام على المعزين والزائرين العراقيين والعرب والاجانب، وفي ليلتي التاسع والعاشر من المحرم، يدخل اعضاء الموكب في استنفار للمشاركة في العزاء ومواكب التطبير وتقديم العشاء والغداء بطبخ طن من الرز، ونستمر بتوفير الماء على مدى (24) ساعة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية: مركز التدريب المهني يخرج طالب منتج وحرفي وصانع بعقلية مهندس
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية