ولد اولهم اعمى ثم تلاه اخاه واختاه بنفس الاصابة بمرض ولادي افقدهم بصرهم فتحملت عائلتهم الفقيرة التي تسكن دارا صغيرة متجاوزة في محافظة ميسان تلك المصيبة، وراجعوا بهم اطباء متمرسين فكان الجواب "لا علاج لهم"، وافترقت الام عن الاب وتركتهم، وتحمل والدهم وزرهم وهو الكاسب الذي يستند على راتب الرعاية الاجتماعية، ثم قدر الله ان يتوفى اباهم، فتحمل جدهم واعمامهم مسؤوليتهم، وهم الذين يحتاجون لرعاية خاصة، فأوصدت الابواب جميعها بوجههم، فانبرى احد الناشطين بنشر مناشدة لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت هذه المناشدة هي الكفيلة لجلبهم الى باب الرحمة والمحبة والرعاية، باب المرجعية الدينية، والتقاهم في محراب الصلاة ببقعة طاهرة هي صحن ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وبركاته، ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وما ان وقعت عيناه عليهم وشاهد تقاريرهم الطبية وعلم بعدم امكانية علاجهم في العراق، حتى جاءهم فيض العطاء الحسيني.
منذ الطفولة
ويسرد عم الاطفال الاربعة "جمعة ضايع" من محافظة ميسان قصة ابناء اخيه لوكالة نون الخبرية بالقول ان" اولاد اخي محـمد ضايع الاربعة "مقتدى، واحمد، وزهراء، ورقية" مصابون بالعمى منذ ولادتهم، وعرفنا بأمرهم منذ وقت مبكر، وراجعنا احد الاطباء عند زيارته لمحافظة ذي قار كونه عراقي مقيم في بريطانيا، وكان تشخيصه ان حالتهم ميؤوس منها ولا تنجح اي عملية لعلاجهم واعادة بصرهم، لان العمى المصابين به "ولادي"، واستمرت عائلتهم بمراعاتهم الا ان حصلت مشكلة قبل حوالي اربع سنوات وادت الى انفصال الام عن الاب وتركهم بعهدته، فكرس الاب الفقير الذي يعاني من شغف العيش ويعيش في بيت تجاوز بسيط الكاسب المعتمد على راتب الرعاية الاجتماعية كل حياته لخدمتهم".
أجل الله
ويكمل ضايع كلامه بالقول ان" الامور كانت تسير على تلك الوتيرة حتى جاء الاجل المحتوم وتوفى والدهم قبل اسبوع من الآن، فتكفلنا انا واخوتي وجدهم وعائلاتنا برعايتهم لان مسؤوليتهم كبيرة، فجلبناهم الى بيت والدي وقمنا بترتيب جدول زمني لمراعاتهم وتلبية احتياجاتهم، ومعهم ايضا اثنان من ابناء اخي الآخر من الايتام فقمنا برعايتهم سوية، وفي احد الايام مر بنا صديق لنا وعرض علينا ان ينشر عنهم مناشدة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفعلا عرضت المناشدة وكانت هناك استجابة من اشخاص كثيرين لهم الشكر من الله على ما عرضوه علينا او ارادوا تقديمه، لكن وردتنا استجابة العتبة الحسينية المقدسة واتصلوا بالناشر وابلغوه بقرار ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالتكفل بعلاجهم اينما يوجد، وضرورة مجيئنا الى محافظة كربلاء المقدسة، ووصلنا بالفعل وراجعنا فأحيل ابناء اخي الى مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام)، وعرضوا على اطباء عيون متخصصين وفحصوا باحدث الاجهزة الطبية، وكانت النتيجة ان علاجهم صعب ولا يمكن توفيرهم لهم لتراجع حالتهم المرضية، فكان القرار الاهم هو احالة تقاريرهم الطبية الى مؤسسات متطورة خارج العراق واينما يوجد العلاج تتكفل العتبة المقدسة بعلاجهم، وهو امر لم اكن نتوقعه ان يحصل وان يصل الى هذا المستوى من الاهتمام والرعاية، ولو كنا نعلم ان عطاء المرجعية يصل الى هذا الحد لكنا قد ناشدنا من سنوات عدة".
قاسم الحلفي
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- بأقل من شهرين.. السوداني يتعهد بإنجاز ما تبقى من مشروع 1000 مدرسة في العراق