بقلم: حيدر عاشور
الإخلاص في أي عمل فيه جهد فكري أو جسدي، ترى الأنسان فيه عالي الطموح وله نظرة مستقبلية في بناء الذات والشخصية المميزة في المجتمع، خاصة من يمتك الحس الوطني والاجتماعي والأسري.
لذا نجد ذلك الأنسان يعمل بكد وجهد واستمرار ويضع ارادته في تنفيذ ما يود صنعه من انتاج ليرضى نفسه وليحقق عن طريق بقاءه وشخصيته. لكن اثناء نزوعه المستمر المتواصل للعمل قد يشعر احيانا بأنه على غير عادته، وان قواه أخذت تخونه، وبدأت قدراته بالتخاذل والتراجع وباتت نفسه منكمشة بعد ان كانت منسابة. يقف برهة ليسال ما الامر؟ ويجد الجواب بأنه يعاني حالة من التعب نتيجة استمراره بالعمل بصورة غير طبيعية. وحينما يتملكه هذا الشعور وتنتشر اثاره في الجسم والنفس يأخذ إنتاجه في الانخفاض ويعود تفسير ذلك وراء كل انتاج انساني قدرة معينة خاصة بصاحبه وهي كمية قبل كل شيء، ويعني ذلك انها تقاس بوسائل معينة وقد تستهلك ويعاد تعبئتها.
قد تعبأ هذه القدرة من جديد بعد فترة راحة لتعود الى حالتها الاولى. ويتفاوت الافراد من حيث امتلاكهم كمية هذه القدرة وقد بدء العمل وبالتالي زمن استهلاكها وفترة الراحة كفيلة بتعبئتها تبعا لأسباب جسمية ونفسية ومعنوية واجتماعية. ان نوعية الدافع للعمل تلعب دورا في تحمل التعب او استنفاد مدخر الطاقة. ويطلق على العلاقة الشخصية ودوافعها بالعمل اسم(الروح المعنوية). هذه الروح يجب ان لا يفرط بها المسؤولين وأرباب العمل أي كان.. المحافظة عليها وأدامتها تجعل من الموظف والعامل يجدد طاقته الكامنة بإخلاص أوفر، وطموح أوسع.. فاذا كانت مرتفعة دل ذلك الأقبال على العمل بإيجابية، مهما كانت المصاعب وتحمل التعب من اجل استمراره.. اما اذا كانت منخفضة دل ذلك على القيام بالعمل بسلبية وشكوى وانتهاز فرصة التعب من اجل التوقف عن الاستمرار.
وهذه السلبية تعكس الحالة الرخوة في العمل فتجعل أرضه مهزوزة، قد تسقط في أي لحظة.. هذا اصعب أنواع الفشل الذي يحبط العمل والعامل فيه... ننصح بالتوافق الذهني والجسدي بين الشخص العامل والمدير المسؤول.. ان يمنح الاستراحة ويجعلها محطة لتنظيف دواخل الشخص بابتعاده عن جو العمل وفق فترات زمنية مدروسة.
نقطة ضوء، الروح المعنوية هي شعور متصل ومتعلقا بالروح والجو العام المحيط بالعمل. فإذا ظهر من الأشخاص انهم متحمسون أتجاه أعمالهم وبينهم روح الصداقة تسود فالجو السائد يمكن ان نصفه بأنه روح معنوية عالية .. والعكس صحيح.