اجريت عملية قلب مفتوح طارئة جدا مجانا لزائر وخادم في احد المواكب الحسينية فاصبحت عمليتي قسطرة تشخيصية وقلب مفتوح كاملة وتبديل شرايين ولولا هذه العملية لفقد المريض الحياة، هذه واحدة من عشرات بل مئات العمليات الجراحية التي اجرتها الملاكات الطبية والصحية في هيئة الصحة والتعليم الطبي والملاكات الساندة لها من المتطوعين العراقيين والعرب والاجانب الذين تركوا كل شيء في حياتهم وجاؤوا ليخدموا زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) في اربعينيته بمدينة كربلاء الشهادة، ولم يقتصر اهتمام الهيئة وتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة بالزوار الاصحاء بل فتحت هذا العام نافذة لتوفير خدمة العلاج الطبي بمختلف انواعه لشريحة الصم والبكم وهو انجاز غير مسبوق تبنته العتبة الحسينية لتحتضن فئة مهمشة من شرائح المجتمع العراقي.
عملية فوق الكبرى
شعر بآلآم حادة وقوية في صدره وحاول تجاهلها لانه يعمل خادما في موكب حسيني وجاء من بغداد منذ اسبوع وهي ايام يستعد لها منذ سنة كاملة، كيف لا وهي زيارة الاربعين التي يقدم فيها الخدمة لعشرات الالاف من الزائرين في تلك الايام وكيف يتخلى عنها، لكن الالم اشتد علية، هكذا يصف رئيس هية الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة لوكالة نون الخبرية حالة المريض بهجت محمد منصور ويكمل بالقول، ان "المريض راجع احد مفارز الهيئة المنتشرة في المدينة القديمة حول ضريح ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فتبين انه يحتاج الى تداخل جراحي عاجل ونقل الى مستشفى زين العابدين الجراحي التابع لهيئة الصحة وقرر الفريق الطبي المشرف على حالته على الفور اجراء عملية قلب مفتوح له وهي من العمليات المعقدة وفوق الكبرى وعلى اثرها اكملت الاجراءات وادخل الى صالة العمليات".
الطبيب المختص
راجع المستشفى بعد شعوره بالم صدري حاد واستقبله فريق العمليات القلبية في المستشفى واجريت له عملية قسطرة جراحية في صالة العمليات، بهذا الوصف يتحدث اختصاص الامراض القلبية الدكتور طارق الشلاح لوكالة نون الخبرية، ويضيف ان "الفريق الطبي المختص بالتشخيص بالقسطرة استدعي فريق الجراحة القلبية لتقييم الحالة وثبت انه يعاني من تضيق شديد في فوهة جذع التاج الرئيسي في العضلة القلبية وهي تتطلب اجراء عملية تداخل جراحي اسعافي على الفور، وبالفعل اجريت لهم كل التحضيرات الخاصة بالعملية فوق الكبرى وادخل الى صالة العمليات واجرى فريق طبي متخصص يقوده الدكتور يامن خضور العملية الجراحية التي تكللت بالنجاح ويرقد المريض الآن في ردهة النقاهة معافى ليكمل علاجه ويخرج من المستشفى سالما".
المريض يتحدث
بهجت محمد منصور الذي يبلغ من العمر (58 عاما) لم يصدق ما حصل له وكان يظن انها حالة عابرة نتيجة الاجهاد الذي تعرض له في خدمته للزوار ولكنه فوجئ بسرعة تشخيص مرضه وادخاله على الفور لصالة العمليات، لكن الدهشة التي لازمته هي سرعة التحضير واجراء العملية مجانا وعلى حساب العتبة الحسينية المقدسة ويقول عنها لوكالة نون الخبرية، انه "لولا مستشفى زين العابدين (عليه السلام) الجراحي التخصصيي وملاكاته الطبية الرائعة لتوفيت على الفور، فهم استقبلوني بترحاب واحترام وعناية لم اراها في حياتي بأي مؤسسة طبية حكومية كانت ام اهلية وباسلوب انساني فريد من نوعه، وادخلوني نفس اليوم عند الساعة الثانية عشرة ليلا الى غرفة العمليات واجريت لي العملية الجراحية للقلب المفتوح وتبديل الشرايين مجانا وبدون اي مقابل وعلى حساب العتبة الحسينية المقدسة واستمرت عمليتي الجراحية لمدة خمس ساعات وعلمت وانا في المستشفى ان قبلي اجريت عمليتين جراحيتين لزوار اجانب ايضا دون مقابل وهي جهود تستحق من الجميع كل الشكر والثناء لاهتمام المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة بالفقراء والبسطاء ومحدودي الدخل وللفرق الطبية التي تعمل بصمت وخلف الكواليس لتعيد الحياة للناس وتجبر كسرها من آلآم الامراض".
علاج الصم والبكم
كثيرة هي الانجازات التي تحققها يوميا هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة في عملها سواء في الايام الاعتيادية او في الزيارات المليونية، واخرها ما خصصته من جانب مهم وحيوي في علاج المرضى او المصابين من فئة الصم والبكم الذي يحضرون الى زيارة الاربعينية باعداد غفيرة جدا بل يديرون موكبا حسينيا في كربلاء المقدسة، ويقول عنهم خبير الاشارة الدولي باسم العطواني لوكالة نون الخبرية ان" التعامل مع المرضى الطبيعين امر مفروغ منه من قبل الاطباء لكن التعامل مع الاصم او الابكم فيه صعوبة واضحة على الملاكات الطبية لانهم لا يتكلمون الا بلغة الاشارة وهي لغة لا يعرفها الا الذي يتقنها، وقد يقول قائل ان كثير من الناس يفهمون اشاراتهم لكن في عمليات العلاج واجراء العمليات ووصف الدواء لا يمكن الاعتماد على اشاراتهم لانها قد تفهم بفهم مخالف مما يريده المريض الاصم او الابكم، ومن هنا ومن حرصها المستمر على تقديم افضل الخدمات لمختلف شرائح المجتمع انبرت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة هذا العام لايجاد نافذة حيوية لتقديم العلاج لفئة الصم والبكم بالاتفاق مع مركز الصم والبكم التابع للهيئة بتوفير مترجمي لغة الاشارة في جميع المفارز الطبية والبالغ عددها عشرون مفرزة ويقودون الاصم والابكم الى الاطباء والممرضين للتكفل بعملية الترجمة بين المريض والطبيب او المعالج وهي حالة تنفذ لاول مرة وتلقيهم العلاج اللازم، وهو شيء عظيم لانه يقدم خدمة جليلة لفئة مغيبة ومهمشة عن المجتمع وقد احتضنتها العتبة الحسينية المقدسة وهيئة الصحة والتعليم الطبي ومركز الصم والبكم وقدمت لها مختلف انواع الخدمات وفي مقدمتها الطبية حالها حال كل شرائح المجتمع".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)